هل سيأتي يوم وتكون رحلات الطائرات خالية من الكربون؟
حتى اليوم، لا توجد تقنية يمكنها بمفردها توفير رحلات جوية خالية من الكربون.
تجهد عديد الشركات والمصانع حول العالم، للوصول إلى حياد مناخي قبل عام 2050 في قطاع الطيران للوصول إلى انبعاثات متدنية خلال السنوات القادمة للرحلات الجوية.
في موازاة ذلك، قطعت عديد الدول النفطية خطوات كبيرة لخفض الانبعاثات الكربونية الضارة في أنواع الوقود، من خلال رزمة تقنيات تقوم على امتصاص الانبعاثات الضارة قبل خروجها إلى الجو.
بينما شركات الطيران حول العالم، تسير في خطى متسارعة، للوصول إلى تبني أنظمة طاقة قادرة على تسجيل صفر انبعاثات خلال العقود المقبل، خاصة وأن عشرات آلاف الرحلات الجوية تتم يوميا.
- تفاعلي| تعرّف على حصة قطاعات النقل من انبعاثات الكربون
- كيف ارتفعت وتيرة انبعاثات الكربون لأعلى 4 مصدّرين؟ (ملف تفاعلي)
شركة أيسلندا للطيران هي أول شركة طيران تعد برحلات خالية من الكربون على خطوطها الداخلية؛ لكنه تحد صعب في ظل عدم التوصل بعد إلى أنظمة طاقة متكاملة ومجربة للرحلات الجوية عبر البطاريات على سبيل المثال.
السفر الجوي الخالي من الانبعاثات لم يتحقق بعد حتى اليوم، على الرغم من أن ارتفاع أسعار النفط والتذاكر قد يساعد قليلاً في تسريع الجهود نحو إنشاء أنظمة طاقة نظيفة.
وتخطط شركة أيسلندا للطيران لاستخدام الطاقة المتجددة في الطائرات التي تعمل بالبطاريات بحلول عام 2030؛ لكن البطاريات منخفضة الطاقة ثقيلة بالنسبة للطاقة التي تحملها.
لذا فإن شركة الطيران تستفيد من التكنولوجيا التي لا تعد سوى حلًا محتملاً للرحلات القصيرة جدا، بينما لا يتوفر حتى اليوم حل متكامل للرحلات المتوسطة أو طويلة المدى.
هذه مشكلة في صناعة يأتي فيها ثلثا الانبعاثات من رحلات أطول من 1800 كيلومتر، وفقًا لتقرير Mission Possible Partnership عن الطيران.
ومن المقرر أن ينمو الطلب العام بشكل حاد على رحلات الطيران خلال السنوات القادمة، في وقت عاد السفر الترفيهي الممتاز إلى مستويات ما قبل كوفيد، وفقًا لشركة الخطوط الجوية البريطانية IAG.
حتى اليوم، لا توجد تقنية يمكنها بمفردها توفير رحلات جوية خالية من الكربون؛ ثم إن جعل الطائرات أكثر أناقة وكفاءة هو بداية رائعة -ويوفر المال- ولكن لا يمكن أن يقودنا إلى "صافي الصفر الكربوني".
التالي هو الوقود الحيوي -يشبه كيميائيا وقود الطائرات ولكنه مصنوع من النفايات- اليوم، يشكل هذا النوع من الوقود 0.01% من وقود الطائرات، ويتراوح سعره بين 2 و4 مرات عن الوقود العادي حسب شركة استشارية BNEF.
والأسوأ من ذلك أن العرض محدود، إذ لا يوجد الكثير من زيت الطهي لصنع الكيروسين الأخضر، اللازم لإنتاج الوقود الحيوي ليكون بديلا لشركات الطيران العالمية مقابل الوقود الحالي.
ما تحلم به شركات الطيران حول العالم هو الوصول إلى الطاقة المتجددة؛ وتخزينها على شكل هيدروجين، وليس في بطاريات، يؤدي إلى حل مشكلة الوزن في مساحة واحدة.
حتى عندما يتم تبريده إلى سائل، فإن الهيدروجين يحتفظ بما يزيد قليلاً عن ربع الطاقة مثل نفس حجم البنزين. يفرز خلط الهيدروجين مع ثاني أكسيد الكربون لإنتاج وقود إلكتروني الوزن والمساحة.
ولكن بينما يتجه العالم نحو الصفر الصافي للانبعاثات، فإن ثاني أكسيد الكربون يجب أن يتم امتصاصه من الهواء وهي عملية كثيفة الطاقة ومكلفة.
تمثل تكاليف الوقود ما يقرب من ربع تذاكر الطيران باهظة الثمن؛ وهذا يعني أن التزام الصناعة بمزج 10% من الوقود الحيوي -على سبيل المثال- سيضيف فقط 6 جنيهات استرلينية إلى تكلفة تذكرة 100 جنيه استرليني.