هل سيكبح كبار ملوثي الكوكب جماح "الاحتباس الحراري"؟
كثير من السلبية، أبدته نتائج استطلاع أجرته مجلة "Nature" المتخصصة في أخبار المناخ حول العالم.. تعرف على سؤال الساعة وإجابته
طرح استطلاع المجلة سؤالا حول قدرة دول العالم على كبح جماح ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن 15 دولة حول العالم، تصدّر ما نسبته 72% من إجمالي الانبعاثات الكربونية الضارة حول العالم، بينما النسبة المتبقية بقيمة الدول العالم الأخرى والتي يزيد عددها عن 182 دولة.
يكشف استطلاع أجرته مجلة "Nature" أن العديد من مؤلفي أحدث تقرير عن علم المناخ للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، قلقون بشأن المستقبل ويتوقعون رؤية تغييرات كارثية في حياتهم.
- ما مصير "الدول الجزرية" مع تطرف المناخ عالميا؟.. COP26 تصنع الإجابة
- العشرين وقمة المناخ 2021.. غلاسكو تقاوم تيار الآمال المحبطة
وبصفتها عالمة مناخ، لا تحتاج "باولا أرياس" إلى النظر بعيدا لرؤية العالم يتغير؛ حيث تهدد أنماط هطول الأمطار المتغيرة إمدادات المياه في مدينتها ميديلين بكولومبيا، بينما يهدد ارتفاع منسوب مياه البحر ساحل البلاد.
وتقول عالمة المناخ ارياس في استطلاع المجلة العالمية، إنها ليست واثقة من أن القادة الدوليين سوف يبطئون ظاهرة الاحتباس الحراري، أو أن حكومتها يمكن أن تتعامل مع التداعيات المتوقعة، مثل الهجرات الجماعية والاضطرابات المدنية بسبب تزايد عدم المساواة.
تقول أرياس، وهي باحثة في جامعة أنتيوكيا في ميديلين، والتي كانت واحدة من 234 عالما كتبوا تقريرا عن علوم المناخ نشرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) في أغسطس/آب الماضي: "كانت إجابتي لا، لن ينجحوا في كبح جماح التغير المناخي".
كذلك، يشارك العديد من الباحثين البارزين الآخرين في مجال المناخ مخاوف أرياس بشأن المستقبل؛ إذ يرى 40% من أصل 233 عالما في الاستطلاع، أن هناك شكوك قوية لديهم في أن الحكومات ستبطئ بشكل ملحوظ وتيرة الاحتباس الحراري.
وقال ستة من كل عشرة من المجيبين إنهم يتوقعون ارتفاع درجة حرارة العالم بمقدار 3 درجات مئوية على الأقل بحلول نهاية القرن، مقارنة بما كانت عليه الظروف قبل الثورة الصناعية؛ وهذا يتجاوز بكثير هدف اتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.
الاحتباس الحراري يشكل أزمة
وقال معظم المشاركين في الاستطلاع "88%"، إنهم يعتقدون أن الاحتباس الحراري يشكل "أزمة"، وقال العديد منهم تقريبا إنهم يتوقعون رؤية آثار كارثية لتغير المناخ في حياتهم.
بينما قال أقل من النصف بقليل إن ظاهرة الاحتباس الحراري قد دفعتهم إلى إعادة النظر في قرارات الحياة الرئيسية، مثل مكان العيش وما إذا كان ينبغي إنجاب الأطفال؛ فيما قال أكثر من 60% إنهم يعانون من القلق أو الحزن أو غيره من الضيق بسبب مخاوف بشأن تغير المناخ.
وإن التشاؤم الذي أعرب عنه بعض أعضاء الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، يسلط الضوء على الهوة الشاسعة بين الآمال والتوقعات لقمة المناخ التي بدأت هذا الأسبوع في غلاسكو.
وقبل الاجتماع، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وغيرها عن خطط جديدة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، على الرغم من أن التحليلات العلمية تشير إلى أن هذه الخطط ما تزال أقل بكثير من أهداف باريس.
وخلال الأسبوعين المقبلين، ستضفي البلدان الطابع الرسمي -وربما تعزز- تلك الالتزامات؛ لكن تحويلها إلى واقع سيتطلب تعبئة سياسية غير مسبوقة على المستوى الوطني بمجرد عودة القادة إلى ديارهم.
يقول محمدو بامبا سيلا، مؤلف في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وعالم نماذج المناخ في المعهد الأفريقي للعلوم الرياضية: "في الوقت الحالي، ما تزال الحكومات في مرحلة تقديم الوعود الخضراء".
وأضاف: "ولكن حتى الآن لم نر أي إجراءات للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في كيغالي، رواندا.. بلدي الأصلي السنغال قد مر بكل الاقتراحات وطور خطط التكيف مع المناخ الدافئ، ولكن هل يتغير أي شيء على الأرض؟ لا أعتقد ذلك".
aXA6IDE4LjExNi40My4xMDkg
جزيرة ام اند امز