ما مصير "الدول الجزرية" مع تطرف المناخ عالميا؟.. COP26 تصنع الإجابة
يبلغ عدد سكان العاصمة الإندونيسية جاكرتا 10 ملايين نسمة، لكنها أيضا واحدة من أسرع المدن غرقًا في العالم.
تواجه الدول الجزرية الصغيرة النامية حاليا تحديين كبيرين أكثر صعوبة، بسبب الموارد المالية المحدودة، أولهما التكيف مع زيادة مخاطر تغير المناخ، وثانيهما التعافي من الوباء.
وبحسب تقرير أوردته مجلة "Nature"، تنجم مخاطر تغير المناخ المرتفعة التي يعاني منها العديد من الدول الجزرية الصغيرة النامية عن التعرض الشديد لمجموعة من المخاطر المناخية، إلى جانب المديونية التي تعاني منها هذه الدول.
وتعاني الدول الجزرية الصغيرة النامية في منطقة البحر الكاريبي بالفعل، من مستويات عالية من الديون؛ إلى جانب اقتصاداتها التي تعتمد إلى حد كبير على السياحة.
ووفق "Nature"، ساهمت تأثيرات تغير المناخ والكوارث الطبيعية المتطرفة بالفعل، في ارتفاع مستويات الديون في منطقة البحر الكاريبي الجزرية الصغيرة النامية. مع توقعات بازدياد حدة المناخ المتطرف.
وخلال العام الماضي، زادت الخسائر والأضرار الاقتصادية المرتبطة بالعواصف الاستوائية في المنطقة، وتطلبت العديد من البلدان الاقتراض من الخارج لمواجهة التهديدات المتصاعدة.
وعلى سبيل المثال، في عام 2017، تسبب إعصار ماريا في أضرار بلغت 1.3 مليار دولار أمريكي في دومينيكا، مما أدى إلى تدهور حاد في الأداء المالي، وانخفاض الإيرادات الضريبية، وزيادة الإنفاق من الأموال العامة على إعادة التأهيل وإعادة الإعمار.
وأمام هذه المخاطر، تقوم كافة الدول الجزرية، ببناء مصدات لمياه البحر خلال العواصم التي تتعرض لها، والتي ارتفعت حدتها خلال العقدين الماضيين مقارنة مع الفترة التي سبقتها.
والخطر الأكبر أمام هذه الدول، هو إمكانية تعرضها للتلاشي في فترة مستقبلية ما، مع استمرار ارتفاع منسوب مياه البحر الناجم عن ذوبان المحيط المتجمد الشمال والجنوبي معا، بفعل الاحتباس الحراري، وارتفاع درجة حرارة الأرض.
** جاكرتا تغرق
ويبلغ عدد سكان العاصمة الإندونيسية جاكرتا 10 ملايين نسمة، لكنها أيضا واحدة من أسرع المدن غرقًا في العالم. ويقول الباحثون إنه إذا لم يتم التحقق من ذلك، يمكن غمر أجزاء من المدينة الضخمة بالكامل بحلول عام 2050.
وتقع العاصمة على أرض مستنقعات، ويضربه بحر جاوة، ويمر عبره 13 نهراً، لذلك لا ينبغي أن يكون مفاجئا أن تكون الفيضانات متكررة في جاكرتا، ووفقًا للخبراء الذين قابلتهم هيئة الإذاعة البريطانية، فإنها تزداد سوءا.
يقول هيري أندرياس ، الذي درس هبوط الأرض في جاكرتا على مدار العشرين عاما الماضية في معهد باندونغ للتكنولوجيا: "إن احتمال غمر جاكرتا بالمياه ليس أمرا مضحكا.. بحلول عام 2050 سيتم غمر حوالي 95% من شمال جاكرتا".
يشير هيري أندرياس إلى سد تم بناؤه لمنع مياه البحر من إغراق المنازل عند هطول الأمطار، لكنه أكد أن أجزاء من شمال جاكرتا غرقت بمقدار 2.5 متر في 10 سنوات وتستمر في الغرق بما يصل إلى 25 سم سنويا في بعض الأجزاء.
ويعني ذلك، أن جاكارتا تغرق بمعدل 1-15 سم في السنة، وتقريبا نصف المدينة الآن تحت مستوى سطح البحر.