قلق في واشنطن.. "داعش" ينضج على مهل بالمخيمات السورية
بعد نحو عامين من إعلان هزيمة تنظيم داعش يخشى مسؤولون أمريكيون من عودته مع تنامي ظاهرة التشدد في مخيمات اللجوء السورية.
وتثير جرائم قتل وحشية في مخيمات مكتظة باللاجئين قلق واشنطن طبقا لموقع "صوت أمريكا"، الذي يشير إلى أن هاجس خسارة قوات الأمن معركة احتواء أنصار التنظيم الإرهابي باتت تقلق المسؤولين في الولايات المتحدة.
والمسؤولون الأمريكيون الذين تحدثوا مع الموقع الأمريكي شرط عدم كشف هوياتهم بسبب طبيعة المعلومات، يلقون باللوم في عمليات القتل الأخيرة – من بينها عملية قطع رأس واحدة على الأقل وعمليات قتل متعددة بأسلوب الإعدام – على وكلاء داعش وأنصاره، محذرين من تزايد تلك الجرائم بشكل سريع مما ينذر بتحول مخيمات مثل الهول المكتظ إلى قاعدة لعمليات التنظيم الإرهابي.
ويحذر المسؤولون من أن العنف الوحشي، الذي لطالما كان سمة مميزة لداعش، هو فقط جزء من المشكلة.
وقال مسؤول لـ"صوت أمريكا": "لقد عانت أجهزة الأمن في الهول للتصدي لعمليات التجنيد وجمع الأموال لداعش."
وأضاف المسؤول: "نقل داعش عائلات قادة التنظيم الإرهابي من الهول باستخدام شبكات التهريب في الحسكة (شمال شرقي سوريا) ودير الزور (شرق سوريا)، وكما سجلت تهريب أسلحة إلى المخيمات في الشهور الأخيرة."
وحذر مسؤولون آخرون من أن مخيم الهول، الذي يأوي أكثر من 60 ألفًا معظمهم من النساء والأطفال، وطد دوره بالفعل باعتباره نقطة رئيسية في الشبكة المالية للتنظيم الإرهابية، مما ساعد في نقل احتياطياته النقدية التي تقدر بـ100 مليون دولار.
وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية في مذكرة حديثة أن "كثيرًا ما جمع التنظيم الأموال وأرسلها إلى وسطاء في تركيا هربوا الأموال إلى سوريا أو أرسلوها إلى أنظمة تحويل الأموال الموجودة بالمخيم."
وحينما يفتقر تنظيم داعش نفسه إلى القدرة على الحركة، تتدخل شبكات إجرامية ترى فرصة في الربح.
وترجح المعلومات الاستخباراتية من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة أن مجرد تسلل الناس إلى خارج المخيمات يمكن أن يكون عملا تجاريا كبيرًا، إذ يتقاضى المهربون من 2500 دولار إلى 3 آلاف دولار مقابل كل شخص من أولئك الموجودين في مخيم الهول، ويصل الرقم إلى 14 ألف دولار لأولئك الموجودين بمخيم "روج" الأحدث والأكثر أمانًا.
وقالت ياسمين الجمل، مستشارة شؤون الشرق الأوسط سابقًا بوزارة الدفاع الأمريكية، في منتدى افتراضي، الثلاثاء: "تحدث أمورًا سيئة في الهول. معدلات الهروب والتهريب إلى خارج الهول من النساء والأموال التي تدخل وتخرج عبر العديد من الأنظمة، يظهر حقًا أن هناك استعداد من جانب داعش وأنصاره لاستخدام الهول كمركز جديد، وكقاعدة جديدة للعمليات".
وأضافت: "سواء كانوا النساء اللاتي يتحولن نحو التطرف أو يدفعن الجيل القادم – أطفالهن - نحو التطرف، فهو اتجاه مقلق للغاية."
وطبقًا لـ"صوت أمريكا"، لم يتضح عدد أفراد عائلات داعش وأنصار التنظيم الذين هربوا من المخيمات.
لكن بحسب المعلومات التي جمعها مركز معلومات روج آفا الموالي للأكراد، تسلل ما يقدر بـ200 شخص إلى خارج الهول عام 2020، لكن قال باحثون لـ"صوت أمريكا" إن بعض عمليات الهروب ربما لم تسجل أو يبلغ عنها.
aXA6IDMuMTQyLjI0OS4xMDUg جزيرة ام اند امز