انتخابات الرئاسة.. فاز "رجل المرشد" وخسر الإيرانيون
بغض النظر عن الفائز ومعسكره، يظل الإيرانيون الخاسر الأكبر في انتخابات حشرت أصواتهم على الهامش وحسمت نتائجها سلفا.
بهنام بن طالبلو، الباحث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بالعاصمة الأمريكية واشنطن، يرى أن نتيجة السباق الرئاسي كانت متوقعة سلفًا، من نواح كثيرة.
وقال، في حديث مع قناة "سي إن بي سي" الأمريكية، إن "إيران لديها ناخب واحد مهم وهو المرشد الأعلى، لذلك يمكنك القول إنه بغض النظر عمن يفوز من المرشحين المذكورين، فسيخسر الشعب الإيراني بالتأكيد".
وأشار بن طالبلو إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال السنوات الأخيرة، حيث طالب المتظاهرون من قادتهم الاستقالة، مضيفًا: "لم يكونوا يسعون وراء الإصلاح، كما بالسنوات الماضية، لكنهم يسعون حقًا لثورة".
وفي وقت سابق السبت، أعلنت إيران فوز المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى بـ18 مليون صوت، وفق نتائج جزئية أولية.
ويصنف "رئيسي" كأحد مرشحي نظام ولاية الفقيه في إيران ورئيس السلطة القضائية ورجل الدين المتشدد.
وقال بن طالبلو إن المحللين السياسيين كانوا يرددون اسم رئيسي المتشدد باعتباره البديل المحتمل لخامنئي في المستقبل، وبانتخابه سيصبح أول رئيس إيراني في التاريخ الحديث يخضع لعقوبات واشنطن قبل وصوله للمنصب.
وكانت واشنطن قد استهدفت رئيسي بالعقوبات بسبب تورطه في عمليات الإعدام الجماعية للسجناء السياسيين عام 1988.
وأشار الباحث الأمريكي إلى أنه "من المرجح أن تشهدوا احتفاظ الجمهورية الإسلامية بعدائيتها في الخارج، والقمع بالداخل مع وجود رئيسي بدفة القيادة."
وانطلقت الانتخابات الرئاسية في إيران، الجمعة، فيما أشار محللون سياسيون إلى وجود حالة لا مبالاة واسعة النطاق في شتى أنحاء البلاد.
ووفق بن طالبلو، فإن "الأمر لا يتعلق بمن يقود الجمهورية الإسلامية، بل بما يشير إليه الإيرانيون تجاه دولتهم، وخلال السنوات القليلة الماضية، لم يكن ليتسع الصدع بين الدولة والمجتمع بهذا الشكل."
واعتبر أنه قد تكون هناك عودة للاتفاق النووي لعام 2015 قبل تنصيب الرئيس الجديد، "حتى أن بعض أكثر المرشحين تشددًا يريدون مواصلة المفاوضات."
وتابع: "بالرغم من هجومهم على حكومة (حسن) روحاني (الحالية) والاتفاق النووي، فسيقبلون ذلك؛ لأن اقتصاد إيران يعاني في النهاية."
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA== جزيرة ام اند امز