توقعات بسحب الثقة من مستشار النمسا الإثنين

كورتس لم يقدم عرضا قويا لقادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي يثنيهم عن التصويت لصالح سحب الثقة منه
توقع تقرير لصحيفة دير ستاندرد النمساوية الخاصة، وسياسيون من المعارضة، الجمعة، نجاح تصويت سحب الثقة من المستشار سبستيان كورتس، في البرلمان المقرر الإثنين المقبل، وهو ما يمكن أن يعمق الأزمة السياسية في البلاد.
- مستشار النمسا يحذر من تفاقم الأزمة السياسية ببلاده
- وسط أزمة سياسية عنيفة.. مستشار النمسا يطالب بإقالة وزير الداخلية
ووفق الصحيفة، فإن كورتس لم يقدم عرضا قويا لقادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، ثاني أكبر أحزاب البلاد، خلال لقائه معهم، أمس الخميس، يثنيهم عن التصويت لصالح سحب الثقة منه الإثنين المقبل.
وأوضحت أن قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي يرجحون أن البرلمان سيسحب الثقة من كورتس، ولن يكون مستشارا للبلاد بعد هذا التاريخ.
وقال حاكم إقليم كارينتيان والسياسي البارز بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، بيتر كايزر، الذي التقى كورتس أمس، إن "الأخير يحتاج لمعجزة مفاجئة للحصول على ثقة البرلمان الإثنين والبقاء في منصبه".
وبدوره، قال عمدة فيينا، والسياسي البارز بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، مايكل لودفيج في تصريحات صحفية: "سنعرض نتائج اجتماعنا مع كورتس أمس، خلال اجتماعات الحزب في اليومين المقبلين".
وذكر حاكم ولاية بورجرلاند والسياسي البارز في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، هانز بيتر ديسكوتسيل، أن "كورتس يفتقد بالفعل أي أساس لاستمراره على رأس السلطة".
وبحسب صحيفة دير ستاندرد، فإن حزب الشعب صاحب الأكثرية في البلاد، حاول إثناء الحزب الاشتراكي الديمقراطي عن التصويت على سحب الثقة من كورتس، خلال اجتماعات أمس الخميس، محذرا من أن أي قرار بهذا الشأن له تداعيات كبيرة، لكن المحاولات باءت بالفشل.
وسيكون انضمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى قائمة الكتل البرلمانية التي تريد سحب الثقة من كورتس حاسما، وسيؤدي إلى إزاحة الأخير من منصبه.
وحتى الآن، يرجح أن يصوت حزب الحرية "يمين وسط"، وقائمة الآن المعارضة "يسار" بسحب الثقة من كورتس، لكنهما لا يملكان 50% من الأصوات المطلوبة داخل البرلمان لتمرير القرار، وبالتالي فإنهم يحتاجون إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حسب الصحيفة نفسها.
فضائح فساد
وقبل يومين، نصب رئيس النمسا، ألكسندر فاندير بيلن، حكومة أقلية بقيادة كورتس، مكونة من حزب الشعب وكفاءات غير حزبية، لتحل محل الائتلاف الحاكم الذي كان يقود البلاد منذ 2017، والمشكل من حزب الشعب وحزب الحرية، وتقود البلاد بشكل مؤقت حتى موعد إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة التي من المرجح أن تجرى منتصف سبتمبر.
ودعا سبستيان كورتس قبل أيام إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة ينتظر أن يحدد البرلمان موعدها النهائي خلال أيام، وأنهى الائتلاف الحاكم مع حزب الحرية إثر فضيحة الفساد التي طالت نائبه كرسيتان شتراخه.
وفي وقت سابق هذا الشهر، نشرت مجلة دير شبيجل وصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانيتين مقطع فيديو يظهر فيه نائب المستشار ورئيس حزب الحرية شتراخه مع سيدة روسية تدعي قرابتها لملياردير روسي، ويبدى استعداده لمساعدة الملياردير الروسي عن طريق إرساء عطاءات حكومية على شركاته، مقابل مساعدته في حملته الانتخابية للانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر 2017.
ووفق المقطع، فإن اللقاء بين شتراخه والسيدة الروسية حدث في الـ24 من يوليو 2017 في جزيرة إبيزا السياحية الإسبانية، ودارت فيه اتفاقات أيضا لاستحواذ الملياردير الروسي على صحيفة كرونه، أكثر الصحف النمساوية انتشارا.
عرضت السيدة على شتراخه، خلال اللقاء، استثمار قريبها، ربع مليار يورو في النمسا، مشيرة إلى أنه هذه الأموال غير شرعية، ورغم إقرارها بعد شرعية الأموال، استمر نائب مستشار النمسا الحالي في الحديث معها حول ضخ الأموال في الاقتصاد النمساوي.
وفجر الفيديو أزمة سياسية عنيفة في البلاد، أنهت الحياة السياسية لاشتراخه الذي استقال من جميع مناصبه، وقادت البلاد لانتخابات تشريعية بعد عامين فقط من الانتخابات الماضية التي أجريت في أكتوبر 2017.