السحب من احتياطات النفط الاستراتيجية.. مصلحة مؤجلة للمنتجين
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت رفقة دول مستهلكة أخرى السحب من احتياطاتها الاستراتيجية للنفط خلال الأسبوع الماضي.
وظهر ذلك بالنسبة للولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، من خلال زيادة مخزونات النفط الخام التجارية بمقدار 2.4 مليون برميل يوميا.
وقد يشير ذلك أيضا في ناحية أخرى إلى تراجع الطلب المحلي على مشتقات الوقود، بسبب ارتفاع أسعارها للشهر الثاني على التوالي، ما دفع إلى تقليل الاستهلاك.
- النفط يهوي 5 دولارات دفعة واحدة بعد قرار وكالة الطاقة الدولية
- حصار "الفحم" الروسي يقفز بأسعار النفط.. برنت فوق 107 دولارات
معضلة إعادة بناء الاحتياطي
وأعلنت الولايات المتحدة عبر رئيسها جو بايدن أنها تتجه لسحب 180 مليون برميل من النفط الخام خلال الشهور الستة المقبلة، لكن في المقابل، سيأتي يوم على البلاد لإعادة بناء هذا الاحتياطي مرة أخرى.
ويعني إعادة البناء أن واشنطن ستكون أمام زيادة في الطلب على الخام لتلبية الطلب المحلي ولإعادة بناء الاحتياطي الاستراتيجي.
وهاتان الخطوتان ستكونان في صالح منتجي الخام خارج الولايات المتحدة الذين سيشهدون زيادة في الطلب على الخام، ما يعني بقاء الأسعار مرتفعة، على المدى المتوسط، في ظل السيناريوهات الحالية.
المسألة الثانية، المشابهة للحالة الأمريكية، هو إعلان وكالة الطاقة الدولية، الأربعاء، أن دولها الأعضاء وافقت على إطلاق 120 مليون برميل من النفط، سيأتي نصفها من الولايات المتحدة، في مسعى لتهدئة أسعار الخام بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي للوكالة في تغريدة، إن الوكالة تمضي قدما في سحب جماعي من مخزونات النفط قدره 120 مليون برميل، بما يشمل 60 مليون برميل تساهم بها الولايات المتحدة في إطار سحبها الإجمالي من احتياطيها البترولي الاستراتيجي.
كذلك ستكون الدول الأخرى المستهلكة للنفط والتي تشارك في اتفاقية للوكالة للسحب من احتياطاتها، أبرزها الصين، الهند، اليابان، كوريا الجنوبية، أمام رحلة مستقبلية لإعادة بناء هذا الاحتياطي.
شكوك حول جدية السحب
ولكن التجارب السابقة، تشير إلى أن هذه الدول المستهلكة، تفضل شراء النفط الخام بأسعاره الحالية عن السحب من الاحتياطي، في ظل ارتفاع مخاطر سلاسل الإمدادات العالمية، وزيادة الأسعار الحالية.
بعبارة أخرى، حتى لو وافق كبار الدول المستهلكة للخام على السحب من احتياطاتها فقد يكون ذلك، فقط للضغط على كبار المنتجين كالسعودية وروسيا والعراق، لكن على أرض الواقع سيكون السحب أقل بكثير مما أعلنت عنه.
وطالما بقيت أسعار النفط فوق 80 دولارا للبرميل، فهي لصالح الغالبية العظمى من منتجي النفط الخام حول العالم، خاصة دول الخليج العربي، التي يبلغ متوسط سعر البرميل لتحقيق التوازن في موازناتها، نحو 65 دولارا بالمتوسط.
عالميا، تستهلك مختلف الدول يوميا قرابة 99 مليون برميل يوميا من النفط الخام، ويتوقع أن يتجاوز 100 مليون برميل يوميا مع بداية النصف الثاني من العام.
وتعتبر الولايات المتحدة، أكبر منتج للخام بمتوسط يومي 12 مليون برميل يوميا، وأكبر مستهلك له بمتوسط يومي 16 مليون برميل يوميا.
بينما تأتي السعودية ثانيا كأكبر منتج للنفط بمتوسط يومي 11 مليون برميل يوميا وتأتي روسيا ثالثا بمتوسط يومي 10.5 مليون برميل يوميا.
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز