يوم المرأة الإماراتية.. إنجازات من رحم تحديات "كورونا"
تحتفل دولة الإمارات، الأحد، بيوم المرأة، وهي تستذكر بامتنان وتقدير جهود المرأة في تحقيق الإنجازات ومواجهة التحديات وعلى رأسها جائحة كورونا.
جهود لعبت دورا مهما في التصدي لجائحة كورونا "كوفيد-19"، الأمر الذي كان له أثر كبير في التعافي السريع وعودة الحياة إلى طبيعتها، وتحقيق الإمارات موقع الريادة في مكافحة جائحة كوفيد-19 على مستوى العالم، وحصولها على أعلى التصنيفات الدولية في إدارة الجائحة.
ولم تقتصر إنجازات المرأة الإماراتية على نجاحها في التصدي للجائحة، بل امتدت لمواجهة التحديات الناتجة عنها، وتحويلها إلى إنجازات تاريخية تسهم في نهضة الإمارات وتقدمها على مختلف الأصعدة.
خط الدفاع الأول
وخلال الفترة الأولى لانتشار الجائحة مطلع عام 2020، أثبتت المرأة دورها المتميز في صفوف خط الدفاع الأول كطبيبات وممرضات ومتطوعات لمواجهة الفيروس.
وكرست جهودها على خطوط المواجهة طوال الوقت لضمان احتواء انتشار الجائحة ورعاية أسرتها وأحبائها مستنيرة برؤية القيادة الرشيدة التي تؤمن بأهمية تمكين المرأة.
يتضح أهمية الدور الذي قامت به المرأة لمواجهة الجائحة، مع معرفة أن الإناث يشكلن ما نسبته 64% من إجمالي الأطباء والممرضين والفنيين في القطاع الصحي بالإمارات.
كما لعبت المرأة دورا محوريا في نجاح منظومة العمل عن بُعد كموظفات ومعلمات، وبذلت قصارى الجهود في حماية ورعاية جميع أفراد أسرتها كأم وزوجة خلال هذه الأزمة.
وتواصل المرأة القيام بهذا الدور حتى اليوم، عبر أدوار بحثية وعلمية، لاحتواء آثار الأمراض المعدية والأوبئة وضمان التأهب لأي تحديات صحية عامة محتملة.
نماذج ملهمة
تستذكر الإمارات تلك الجهود وهي تحتفل بيوم المرأة الإماراتية الذي يصادف 28 أغسطس/ آب من كل عام، ويأتي هذا العام تحت شعار " واقع ملهم.. مستقبل مستدام " وذلك بناء على توجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
يأتي اختيار شعار هذا العام "واقع ملهم .. مستقبل مستدام" ليعبر عن واقع المرأة الإماراتية الحالي وكونها تمثل نموذجاً يحتذى به ومصدر إلهام للعديد من النساء حول العالم، وذلك بما حققته من إنجازات ومكاسب على جميع الأصعدة.
وبفضل الدعم المتواصل من القيادة الرشيدة والشيخة فاطمة بنت مبارك تم تقديم كل سبل النجاح من التعليم والتأهيل والتمكين للكفاءات المواطنة لتعزيز مكانتها على مستوى العالم حتى أصبحت مساهمات المرأة الإماراتية التي تعد شريكاً مهماً في مسيرة التنمية للدولة واضحة للعالم وسطرت أروع قصص النجاح وأثبتت حضورها في العديد من القطاعات وخاصة قطاع الرعاية الصحية لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد " كوفيد 19".
وتمتلك الدولة نماذج مشرفة من العنصر النسائي يشغلن مناصب كبيرة ومهمة في الدولة، من بينهن الدكتورة فريدة الحوسني المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المُعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة والمتحدث الرسمي باسم القطاع الصحي في الدولة، التي تعد نموذجا واضحا لتطور الدور الذي قامت به المرأة الإماراتية لمواجهة الجائحة.
فخلال الفترة الأولى لانتشار الجائحة، برزت الدكتورة فريدة الحوسني، كمتحدث رسمي عن القطاع الصحي في دولة الإمارات، لتقوم بدور توعوي مهم، عبر إحاطات إعلامية حول الجائحة والإجراءات المتخذة في دولة الإمارات للتعامــــــل مع تداعياتها.
ولعبت دورا مهما في تعزيز قنوات التواصل مع وزارة الصحة ووسائل الإعلام والإجابة عن تساؤلاتهم، والتعريف بالإجراءات الاحترازية الوقائية، والتي تهدف في مجملها إلى المحافظة على سلامة الموطنين والمقيمين، ووقاية المجتمع.
وتقوم الحوسني- التي تشغل أيضا منصب المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المعدية بمركز أبوظبي للصحة العامة- حاليا بأدوار رائدة أيضا لمواجهة الأوبئة.
وقبل شهر كانت الحوسني أحد أعضاء فريق بحثي ابتكر منهجية رياضية جديدة للتنبؤ بالأوبئة باستخدام بيانات التنقل الضخمة لحركة مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي والتي تعمل أيضا كأداة لتقييم تأثير الإجراءات الاحترازية مثل قرارات العمل عن بعد وحظر التجول وغيرها على معدل انتشار الوباء.
وكان الفريق البحثي نفسه قد عمل سابقاً على مشروع "النمذجة الرياضية لديناميكية انتشار كوفيد-19" الحاصل على جائزة الإمارات تبتكر لعام 2021 عن فئة "أفضل ابتكار لتحقيق الريادة الرقمية" ويعد هذا البحث الجديد استكمالاً للتعاون البحثي القائم بين جامعة الإمارات ودائرة الصحة ومركز الصحة العامة بأبوظبي في مجال علم نمذجة الأوبئة.
أيضا انضمت الحوسني في مارس/ آذار الماضي لعضوية "المجموعة الاستشارية لإطار التأهب لمواجهة الأنفلونزا في منظمة الصحة العالمية" عن الفترة 2022-2024، لتكون أول إماراتية تنضم لتلك المجموعة.
جهود توعوية متواصلة
وتتواصل جهودها التوعوية، حيث حذرت قبل أسابيع من خطورة تهاون البعض في اتباع الإجراءات الصحية وبروتوكولات احتواء فيروس كوفيد19 على الرغم من ظهور أعراض مرضية بحجة أنها أعراض لأمراض أخرى.
وأشارت إلى أن تداخل أعراض الأنفلونزا الموسمية وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى مع أعراض فيروس كوفيد 19 يتسبب في تهاون البعض في إجراء فحص كوفيد فوري وتطبيق البروتوكولات الخاصة بالعزل للحالات الإيجابية وارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة والمزدحمة وهو ما قد يتسبب في انتقال العدوى في الأسرة ومقار العمل، والتجمعات الأخرى.
ودعت الحوسني إلى تعزيز الوعي الفردي بأهمية الفحص والتشخيص للمرض وذلك للحصول على العلاج الطبي اللازم خصوصا للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات بالنسبة لكوفيد 19 وهم فئة كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة من الفئات العمرية المختلفة.
جهود المرأة في مواجهة الجائحة أبرزتها أيضا شذى الغزالي مدير إدارة معلومات الصحة العامة بالإنابة خلال مشاركتها في ندوة نظمها نادي تراث الإمارات 25 أغطس/ آب الجاري بمناسبة يوم المرأة الإماراتية في مركز العين للمؤتمرات.
وقدمت الغزالي مقتطفات من تجربتها الشخصية في التطوع إبان جائحة كورونا، وتحدثت عن تأسيس أول برنامج للعزل المنزلي في العالم، وقالت إن المرأة الإماراتية أثبتت في مجال الصحة خلال الجائحة كفاءة عالية وقدرة كبيرة.
من النماذج الملهمة أيضا في مواجهة الجائحة، الدكتورة زبيدة الإسماعيلي نائب المدير التنفيذي للشؤون الطبية بالإنابة في مدينة الشيخ خليفة الطبية والتي عملت وما زالت تعمل في خط الدفاع الأول مع أخواتها من بنات الإمارات لمواجهة فيروس "كوفيدـ 19" ويقدمن الرعاية الصحية لأفراد المجتمع ويحرصن على صحتهم وسلامتهم.
الإماراتيات يصنعن التاريخ
ولم تقتصر إنجازات المرأة الإماراتية على نجاحها في التصدي للجائحة، بل امتدت لمواجهة التحديات الناتجة عنها، وتحويلها إلى إنجازات تسهم في نهضة الإمارات وتقدمها على مختلف الأصعدة.
وفي هذا الصدد، برز دور المرأة الإماراتية في نهضة التعليم في ظل جائحة كوفيد 19 حيث كان لها دور رئيس في مساعدتها لأبنائها خلال تلقي تعليمهم عن بعد عندما اقتضت الضرورة تحويل التعليم من الوضع الواقعي للتعلم الافتراضي عن بعد على منصات التعلم الإلكترونية.
كما أدت المرأة الإماراتية كمعلمة دورا رائدا ضمن خط الدفاع الأول في مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، عبر توليها مسؤولية مضاعفة مع تطبيق منظومة التعلم عن بعد .
وسجلت الإناث ما نسبته 64% من العاملين في قطاع التعليم.
وهي أيضا الموظفة في مواقع العمل المختلفة التي تحرص على أداء الأدوار المنوطة بها بكل إخلاص وتفان.
أيضا ظهرت بشكل لافت الإنجازات التاريخية التي حققتها المرأة الإماراتية، بدعم من القيادة الحكيمة في الدولة، رغم التحديات الناتجة عن الجائحة.
ويبرز في هذا الصدد الإنجاز التاريخي الذي حققته سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة ورئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، والتي قادت مهمة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى كوكب المريخ بكفاءة واقتدار، لتكون أول امرأة عربية تحقق هذا الإنجاز.
ورغم التحديات الناتجة عن الجائحة، نجحت الأميري في قيادة فريق علمي لتحقق الإمارات إنجازا تاريخيا بوصول "مسبار الأمل" إلى المريخ في 9 فبراير/ شباط 2021، لتصبح خامس دولة في العالم تصل المريخ، وثالث دولة تبلغه من المحاولة الأولى، وأول دولة عربية تنفذ مهمة فضائية بين الكواكب.
واختارت مجلة "تايم" الأمريكية مارس/ آذار الماضي الأميري ضمن نخبة المكرمين في التجمع السنوي لقائمتها السنوية لأهم 100 شخصية مؤثرة في العالم للعام 2022.
جاء اختيار الأميري نظراً لجهودها في قيادة المشاريع الفضائية الواعدة لدولة الإمارات، ودورها القيادي في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل".
وشكّلت المرأة الإماراتية جزءاً أصيلاً في أبرز إنجازين حققتهما دولة الإمارات خلال فترة الجائحة تمثلا في وصول "مسبار الأمل" إلى مدار كوكب المريخ، والتشغيل الناجح والآمن لمحطات براكة للطاقة النووية السلمية، حيث وصلت نسبة مشاركة المرأة الإماراتية في مشروع "مسبار الأمل" إلى 34% من فريق العمل و80% من الفريق العلمي الخاص بالمسبار.
فيما مثلت المرأة الإماراتية نسبة كبيرة من العقول والكفاءات التي تسلحت بالمعرفة لخوض غمار تحدي الطاقة النووية، حيث شكلت قرابة 20% من مجموع موظفي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها، وهي من أعلى النسب في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم.
aXA6IDUyLjE0LjIwOS4xMDAg
جزيرة ام اند امز