رسالة محبة وتعايش، تسامح لنبذ التطرف وأشكاله كافة، قطباها "الدين المعاملة"، و"الله محبة" تبعثها دولة الإمارات لأرجاء المعمورة من أقصاها إلى أدناها
رسالة محبة وتعايش، تسامح لنبذ التطرف وأشكاله كافة، قطباها "الدين المعاملة"، و"الله محبة" تبعثها دولة الإمارات لأرجاء المعمورة من أقصاها إلى أدناها، عبر استضافة قامتي الإسلام والمسيحية قداسة بابا الفاتيكان وفضيلة شيخ الأزهر الشريف، في خطوة جادة وبناءة لمواجهة مظاهر التطرف الديني من درجاتها القصوى المتمثلة في الجماعات المتطرفة إلى درجاتها الدنيا التي تكمن في السلوكيات الأنانية الشخصية للأفراد، رسالة تمثل فيها النموذج الأنجع عالميا في التعايش بين ما يزيد على 200 جنسية ومئات المعتقدات الدينية.
خطوة تستهدف إيجاد مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمستقبلية، كما تستهدف دائما قيادة الإمارات الرشيدة في استراتيجيتها وخططها ورؤاها كافة.
وبحكم التخصص العملي، يظهر هنا تساؤل مهم أطرحه واضعاً نصب عيني ما قدمه القادة العظام لدولة الإمارات للعمل من أجل البيئة، هل سلوكيات التسامح من عدمه تقتصر على التعاملات بين البشر فحسب، أو أن البيئة وما تحويه من أرض وبحار وكائنات حية أخرى لها مكان ضمن هذه المنظومة بإيجابياتها وسلبياتها؟
كما ترسل الإمارات اليوم للعالم أجمع رسالة محبة ودعوة لنبذ التطرف عبر استضافتها لقطبي الإسلام والمسيحية، فإنها ترسل ومنذ سنوات رسائل للمجتمع الدولي بأهمية وكيفية التسامح مع البيئة، رسائل تشمل تطبيق تجارب محلية ناجحة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر
وحتى يتضح الأمر، لنتفكر قليلاً في التساؤلات التالية، لماذا- وفقاً للإحصاءات العالمية– شهدت الكائنات الحياة البرية تراجعا في أعداها بنسبة 60% خلال العقود الأربع الماضية، ولماذا تسجل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون زيادة مستمرة، ويتوقع خلال العام الجاري أن تزيد إلى 2.7% مقارنة بالعام 2017، ولماذا يضيع 90% من تنوع المحاصيل على مستوى العالم، ولماذا ثلث حجم التنوع البيولوجي في الخليج العربي مهدد بالانقراض، وأخيرا لماذا ارتفع عدد الظواهر المناخية المتطرفة من 80 إلى 400 ظاهرة سنوياً وتضاعفت حدتها بشكل كبير؟
هذه السلبيات التي تشهدها أرضنا وكائناتها الحية وأكثر يقف وراءها جميعاً نشاط البشر، سلوك البشر غير المستدام في الإنتاج والاستهلاك قد يراه كثيرون طبيعيا ومنطقيا، مرتكنين إلى تخيل بأن موارد الطبيعة لا تفني وأن قيمتها أيا كانت أقل بكثير من حياة إنسان، غير مدركين أنها أساس هذه الحياة.
عدم تسامح يتسم به سلوك الكثيرين تجاه البيئة سواء بعدم وعي أو رغبة في النمو وتحقيق المكاسب الاقتصادية، عدم تسامح خلّف انقراضا لحيوانات عدة، واختفاء لنباتات أكثر، وشحًا في موارد الطبيعة، وخلال العقود الأخيرة تفاقمت حدته في تداعيات التغير المناخي.
إن التسامح يبدأ بتعاملنا مع البيئة ومكوناتها، وقدرتنا على حمايتها، وتحقيق منظومة الإنتاج والاستهلاك المستدامين سيخلق متجمعا صحيا من الناحية النفسية والجسدية، ما سينعكس إيجابيا على سلوك البشر مع بعضهم، ويمهد الطريق لقادة ومسؤولي كل دولة على تحقيق التعايش والتسامح بين سكانها كافة، الأمر الذي انتهجته دولة الإمارات.
فمنذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد كان الاهتمام بالبيئة وحمايتها محور النشاطات كافة، وبمرور السنوات تطور الاهتمام عبر توظيف التكنولوجيات الحديثة لتصبح مراكز لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، وتعزيز استدامة البيئات البرية والبحرية والعمل على استدامة مواردها وتنوعها البيولوجي.
هذا التسامح مع البيئة وعبر تعزيزه باستراتيجيات وخطط ورؤى مدروسة للقطاعات كافة جعل من الإمارات نموذجا للتعايش بين جنسيات العالم أجمع في دولة واحده، وللتسامح الذي يجمع مئات الأديان والمعتقدات والأعراق في مجتمع واحد.
وكما ترسل الإمارات اليوم للعالم أجمع رسالة محبة ودعوة لنبذ التطرف عبر استضافتها لقطبي الإسلام والمسيحية، فإنها ترسل ومنذ سنوات رسائل للمجتمع الدولي بأهمية وكيفية التسامح مع البيئة، ورسائل تشمل تطبيق تجارب محلية ناجحة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر، والحفاظ على التنوع البيولوجي وضمان استدامة الموارد الطبيعية، وخفض مسببات التغير المناخي، وتشمل مطالبات رسمية خلال المحافل الدولية المتخصصة بمزيد من الالتزام الدولي بحماية البيئة، والعمل من أجل المناخ، كما تشمل مساعدة للبشر في دول ومجتمعات عدة حول العالم في تحقيق هذا التسامح عبر التحول لمزيد من صداقة البيئة.
الإمارات وعبر هذا الدور تخاطب العالم أجمع، وتؤكد له أن التسامح ليس معاملات يجب أن نفرضها بين البشر، بل سلوك وصفة ينبعان من الفرد، وينعكسان على محيطه بالكامل من بيئة وبشر وحيوان ونبات، وتتحول لحالة مجتمعية قادرة على استيعاب الأشكال والأجناس والأعراق والمعتقدات كافة، وتخلق رادعاً قوياً لأي تطرف.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة