البنك الدولي يدعو المانحين لزيادة المساعدات للسلطة الفلسطينية
دعا البنك الدولي إلى تمويل السلطة الفلسطينية التي تواجه أزمة موازنة كبيرة مرتبطة بانخفاض "تاريخي" في المساعدات يهدد استقرارها.
في تقرير نُشر اليوم الإثنين، عشية افتتاح مؤتمر المانحين الأجانب للفلسطينيين في بروكسل والذكرى الأولى للحرب الأخيرة على غزة، يرسم البنك الدولي صورة متناقضة للاقتصاد الفلسطيني، ويتحدث عن ظاهرة "الفقراء الجدد" في أرياف الضفة الغربية المحتلة رغم عودة النمو الاقتصادي، بعد عام من الانكماش المرتبط بالوباء.
يأتي نشر هذا التقرير في الوقت الذي يبحث فيه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ووزير ماليته مع مسؤولين أوروبيين في بروكسل سبل إنعاش الدعم الأوروبي للسلطة الفلسطينية.
- الأمم المتحدة: التجارة بين فلسطين وإسرائيل تبلغ أعلى مستوى
- عمال فلسطين بلا احتفالات أو احتجاجات.. ما السبب؟
وأعربت الحكومة الفلسطينية عن أملها بأن تتمكن من إحداث " اختراق" في تفعيل المساعدات المالية خاصة من الدولة المانحة في اجتماع المقبل.
ويأتي اجتماع المانحين في الوقت الذي يشهد فيه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي توترا منذ شهور أودى بحياة قرابة 45 شخصًا في الجانبين ومن بينهم فلسطينيون قتلوا أثناء تنفيذهم هجمات ضد أهداف إسرائيلية.
انتعش الاقتصاد الفلسطيني في عام 2021، مع زيادة عدد تصاريح العمل في إسرائيل والمستوطنات للفلسطينيين في الضفة الغربية، مما ساهم في تسجيل نمو بنسبة 7,8% من الناتج المحلي الإجمالي في هذه الأراضي المحتلة.
في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس والمنفصل تماما عن الضفة الغربية، قال البنك الدولي إن النمو "تباطأ" بسبب الحرب في أيار/مايو 2021 بين فصائل فلسطينية وإسرائيل، لكنه وصل مع ذلك إلى 3,4%.
مكّن هذا الانتعاش الاقتصادي من زيادة عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية، والتي من ناحية أخرى حدت من إنفاقها مع زيادة الإيرادات، كما اكدت وزارة المالية في بياناتها.
لكن على الرغم من هذه الإجراءات، "لا تزال الأوضاع المالية هشة للغاية بسبب المستوى المنخفض للغاية للمساعدات"، كما يؤكد تقرير البنك الدولي، الذي دعا المانحين الأجانب إلى "منح مساعدات مالية للسلطة الفلسطينية".
ووفق التقرير، في عام 2021، بلغ عجز السلطة الفلسطينية 1,26 مليار دولار أمريكي، بسبب "انخفاض تاريخي" في دعم ميزانية السلطة الفلسطينية وانعدام المساهمات من بعض دول الخليج و"التأخير" في المدفوعات من الاتحاد الأوروبي.
ولكن العجز الحقيقي بلغ 940 مليون دولار بعد تلقي دفعة مساعدات خارجية فعلية بنحو 317 مليون دولار من أصل 657 مليون قدرت في الموازنة العامة.
واضطُر هذا العجز السلطة الفلسطينية إلى تقليص دفع رواتب موظفيها، وسط حالة من التذمر بين الموظفين وبخاصة المعلمين.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم إن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية يجري محادثات مع مسؤولين أوروبيين في بروكسل الإثنين أملا في إقناعهم باتخاذ "خطوة إلى الأمام في الموقف الأوروبي بشأن دعمه للسلطة الفلسطينية".
وقال ملحم لوكالة فرانس برس: "نحن نأمل أن تسهم اللقاءات الفنية أو السياسية قبيل انعقاد الاجتماع الرسمي الثلاثاء، بإحداث اختراق في الموقف الأوروبي من دعمه للسلطة الفلسطينية".
من جهتها، أكدت مصادر دبلوماسية إسرائيلية لوكالة فرانس برس حضور وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج مؤتمر بروكسل.
aXA6IDMuMjIuNzAuMTY5IA==
جزيرة ام اند امز