في يومه العالمي.. أين ظهر الكتاب لأول مرة؟
الخبيرة أسونتا دي فيبو، من المعهد المركزي لترميم وصيانة التراث الوثائقي والمكتبي بروما تروي رحلة الكتاب
تحت شعار" القراءة.. إنها حق"، تحتفل اليونسكو باليوم العالمي للكتاب الذي يوافق 23 أبريل من كل عام، كفرصة للتشجيع على زيادة الوعي العام بالكتب والقراءة.
وأعلنت أودري أزولاي، المديرة العامة الحالية لليونسكو الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019 حيث تتسلم الشعلة في نفس اليوم من أثينا، التي أعلنتها المديرة السابقة لليونسكو إيرينا بوكوفا، عاصمة عالمية للكتاب لعام 2018.
أين ظهر الكتاب لأول مرة في العالم؟
في هذا اليوم علينا أن ندرك قيمة الكتاب الورقي والإلكتروني على السواء، خصوصاً إذا ما علمنا رحلة التطور الكبيرة التي مرت بها صناعة الكتب، فمن مرحلة النقش على الكهوف والمعابد والكتابة على جلود الحيوانات والألواح الخشبية وورق البردي حتى صناعة الورق التي قدمتها الصين للبشرية.تقول الخبيرة أسونتا دي فيبو، من المعهد المركزي لترميم وصيانة التراث الوثائقي والمكتبي بروما لـ"العين الإخبارية": "لم يظهر الكتاب بصورته الحالية كمنتج مكون من مجموعة ملازم تخاط ويتم تجليدها معا في بقعة جغرافية محددة، بل نشأ بشكل مستقل في عدة أماكن، متطورا عن أشكال أخرى سابقة نتجت عن استخدام مواد مختلفة".
وتشير إلى أن "لفظة "كتاب باللاتينية أو codex استخدمت في روما القديمة لتسمية لوح من الخشب كانت تجهز عله ألواح صغيرة مطلية بالشمع للكتابة عليها. واستمر استخدام الكلمة حتى عندما بدأ الرومان في وضع عدة ألواح معا وربطها من الكعب باستخدام دوبارة أو شرائط من الجلد، وهو ما عرف في وقت لاحق باسم Libro أي الكتاب".
وتروي: "كان البردي المطوي في شكل لفائف يسمى volumen التي تعني باللاتينية اللف أو البرم وكان يتكون من فرخ مفرد طويل مصنوع من الشرائح المقطعة المأخوذة من ساق نبات البردي توضع متجاورة ومتراكبة فوق بعضها".
وتذهب دي فيبو إلى أن "التخصص في صناعة الكتب بلغ أقصى مداه في العصور الوسطي، حتى ظهر شكل المجلد واعتبر وقتها رمزا للعبقرية البشرية بصورة لا تقل عما تمثله الكاتدرائيات التي شيدت في أوروبا في تلك الحقبة".
كانت الكتب في تلك الحقبة من أثمن ما يمكن اقتناؤه ولا يتاح تملكها سوى للنبلاء والأمراء والملوك، وتتابع دي فيبو في القرن الخامس عشر ومع ظهور الجامعات، أدى الطلب المتزايد على الكتب إلى التخفيض من إنتاج المادة الكتابية، وهو الأمر الذي شجع عليه استخدام الورق كوسيط للكتابة، فضلا عن استخدام الورق المقوى في التجليد، الأمر الذي لا يتطلب تقنيات معقدة".
ارتبط الكتاب أيضا بصناعة الورق والأحبار، وجاب الكتاب رحلة طويلة من التطور ما بين ورق البردي في مصر القديمة إلى صناعة الورق في الصين تحولت الكتب من لفائف إلى مجلدات ضخمة ثم إلى كتب انصهرت خلالها جهود الحضارات الغربية والشرقية؛ ليصبح بين أيدينا كتب ورقية حافظت على التراث الثقافي الإنساني تحولت مؤخرا إلى إلكترونية يمكننا تصفحها في أي وقت وأي مكان".