مصر تحتفل باليوم العالمي للتراث بالتعاون مع اليونسكو
تحت شعار "متحدون مع التراث" تتضمن الاحتفالية فعاليات متنوعة تهدف لتسليط الضوء على أهمية نشر الوعي الأثري.
تحتفل وزارة الآثار خلال الأسبوع الجاري باليوم العالمي للتراث تحت شعار "متحدون مع التراث"، وذلك استكمالاً للحملة التي أطلقتها الوزارة مع اليونسكو في عام 2015.
وتقام الاحتفالية بالتعاون مع مكتب اليونسكو بالقاهرة، من خلال تنظيم عدة برامج توعوية ترفيهية تهدف إلى نشر الوعي الأثري والثقافي بين أفراد المجتمع بمختلف فئاته، مع التركيز على أهمية التراث الثقافي والحضاري المصري وضرورة الحفاظ علية كونه يمثل إرثاً للعالم أجمع.
وقالت جهاد الراوي، المشرف علي إدارة المنظمات الدولية للتراث الثقافي والتعاون الدولي، إن الاحتفالية بدأت أولى فعالياتها، أمس الأحد، في مختلف المواقع المصرية المسجلة علي قائمة التراث العالمي، وعلى هامش فعاليات الاحتفال بهذا اليوم تم التنسيق مع مكتب اليونسكو بالقاهرة، لإعداد مجموعة من كتيبات التلوين المخصصة للأطفال، تحمل صوراً لمختلف المواقع المصرية المسجلة على قائمة التراث العالمي، بالإضافة إلى إنتاج مجموعة من الأحجيات "puzzle" الضخمة والمزودة بمعلومات مبسطة، بما يعمل على ترسيخ المعلومة الأثرية في أذهان الأطفال المشاركين.
ومن جانبها، أوضحت رشا كمال، مدير عام إدارة التنمية الثقافية والتواصل المجتمعي بمكتب وزير الآثار، أن برنامج الاحتفالية يتضمن ورشة محاكاة حفائر بعنوان "اكتشف تراثك" لأطفال الصف الابتدائي والإعدادي بمنطقة آثار الهرم، يوم الأحد 15 أبريل، ويوم الإثنين 16 أبريل في منطقة دهشور، كما سيتم تنظيم جولة للحرف التراثية بعنوان "اعرف تراثك" لطلاب كلية السياحة والفنادق، الثلاثاء 17 أبريل، بمنطقة ميت رهينة.
أما عن يوم التراث العالمي الموافق 18 أبريل قالت كمال إنه سوف يشهد العديد من الفعاليات في مختلف المواقع الأثرية، حيث يشهد شارع" المعز" عدداً من الورش؛ منها "التراث بعين فنان"، و"ورش رسم وتصوير"، و"المعز في فصلك"، و"متحفي في فصلك"، وفي منطقة آثار الهرم ورش للحكي ورش حفائر لطلبة المدارس.
وتابعت: "سوف يتم تنظيم جولات إرشادية بالمتحف المفتوح بمنطقة "ميت رهينة"، وعروض لأصحاب الصناعات والحرف اليدوية أثناء عملهم، وفي منطقة "سانت كاترين" سوف يتم تنظيم أنشطة وعروض ترفيهية وورش رسم للأطفال، وأيضاً عروض لفرقة موسيقية من محافظة جنوب سيناء، كما يتضمن الاحتفال عرض كورال وجولات حكي للمكفوفين، وعروضاً فنية للفلكلور النوبي للفرقة الشعبية للمحافظة".
يذكر أن يوم التراث العالمي بدأ الاحتفال به منذ عام 1983م، بعد أن اقترح المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) تحديد اليوم الدولي للمعالم والمواقع الأثرية، أو ما يصطلح عليه في الإعلام العربي بيوم التراث العالمي بتاريخ 18 أبريل 1982، والذي وافقت عليه الجمعية العامة لليونسكو في عام1983، والهدف من ذلك هو تعزيز الوعي بشأن تنوع التراث الثقافي للبشرية، ومضاعفة الجهود لحماية التراث والمحافظة عليه.
وتصنف الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في باريس في عام 1972، التراث البشري إلى نوعين: "ثقافي" ويشمل الآثار، والأعمال المعمارية، والمجمعات العمرانية، والمواقع الحضرية ذات القيمة الاستثنائية، و"طبيعي" ويشمل المواقع الطبيعية ذات القيمة العالمية.
وتأتي أهمية الاتفاقية لمواجهة العبث بالمواقع الأثرية وتدميرها، بسبب غياب التشريعات والأنظمة والسياسات العامة التي تلزم المؤسسات والأفراد بالحفاظ على المواقع التراثية والأثرية، وتهدف إلى توضيح كيفية التعامل معها على المستويات كافة، كما تكشف قصور سياسات وأساليب التخطيط العمراني، وأنظمة البناء والهدم والإزالة التي تتجاهل التراث العمراني، وتشكل تهديداً له.
وتوجد بمصر 7 مواقع أثرية مسجلة على قائمة التراث العالمي، تنقسم إلى 3 مواقع دينية، اثنان منها مواقع مسيحية، والموقع الثالث إسلامي، وهما: دير "أبو مينا"، وهي منطقة تقع غربي الإسكندرية عند الحافة الشمالية للصحراء الغربية، وكانت أهم مركز مسيحي للحج في مصر في العصور الوسطى، وقد بني الدير في القرن الرابع الميلادي في عهد الإمبراطور قسطنطين، وتم تسجيله في قائمة التراث العالمي عام 1979، أما الموقع الثاني وهو الأكثر شهرة على مستوى العالم، وهو دير "سانت كاترين" الموجود في جنوب سيناء بجانب جبل موسى، وهو أقدم أديرة العالم ويرجع إلى مطلع القرن الرابع الميلادي أيضاً، وقد بني بأمر من الإمبراطورة "هيلانة" والدة الإمبراطور" قسطنطين" لتخليد ذكرى القديسة "كاترين" التي قام الإمبراطور بتعذيبها وقطع رأسها سنة 70م، وهو مسجل ضمن قائمة التراث العالمي اليونسكو عام 2002.
أما الموقع الثالث الإسلامي هو "القاهرة الإسلامية"، والتي تسمى بـ"قاهرة المعز" أو "القاهرة الفاطمية" وقد تأسست في القرن العاشر الميلادي على يد القائد "جوهر الصقلي" لتكون عاصمة الخليفة المعز لدين الله الفاطمي وعاصمة دولة الفاطميين.
وهناك 3 مواقع ثقافية أثرية، هي: مدينة طيبة "الأقصر حالياً"، وهو الاسم التي أطلقه العرب بعد فتح مصر على المدينة كانت تحتوي على الكثير من القصور التى ترجع لعصر مصر القديمة، ويرجع تأسيس مدينة طيبة إلى عصر الأسرة الرابعة حوالي عام 2575 ق.م، وتضم 14معبداً أشهرها: معبد الرامسيوم للملك رمسيس الثاني، ومعبد حتشبسوت، ومعبد الأقصر، ومعبد هابو للملك رمسيس الثالث، كما تضم مقابر الملوك والملكات في البر الغربي، ومقابر النبلاء، ومدينة العمال.
هذا بالإضافة إلى موقع "معابد النوبة" وتشمل "معبد رمسيس الثاني في أبوسمبل، ومعبد إيزيس في جزيرة فيلة"، وقد ضمت للتراث العالمي عام 1979، وأخيراً مقبرة "ممفيس" في الجيزة التي تسمى بالعربي"منف"، وكانت العاصمة القديمه لأول مملكة فى مصر السفلى، والتى ترجع 2200 قبل الميلاد.
أما قائمة المواقع "الطبيعية"، فهي تشمل المواقع الطبيعية ذات القيمة العالمية، فقد اختيرت منطقة "وادي الحيتان" التي تقع في وادي الريان بمحافظة الفيوم عام 2005 لتنضم لقائمة التراث العالمي، وسمي بوادي الحيتان حيث عثر على 10 هياكل كاملة لحيتان ترجع إلى 40 مليون سنة.