الوقاية من الانتحار.. شعار اليوم العالمي للصحة النفسية
الصحة النفسية وفقاً لمنظمة الصحة العالمية هي الحياة التي تتضمن الرفاهية والاستقلال والكفاءة بين الأجيال وإمكانات الفرد الشخصية
تحت شعار "تعزيز الصحة النفسية والوقاية من الانتحار"، تحيي منظمة الصحة العالمية يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول اليوم العالمي للصحة النفسية، لزيادة الوعي حول قضايا الصحة النفسية والعقلية في جميع أنحاء العالم.
الصحة النفسية وفقاً لمنظمة الصحة العالمية تعني الحياة التي تتضمن الرفاهية والاستقلال والجدارة والكفاءة الذاتية بين الأجيال وإمكانات الفرد الفكرية والعاطفية. كما أن منظمة الصحة العالمية نصت على أن رفاهية الفرد تشمل القدرة على إدراك قدراتهم والتعامل مع ضغوط الحياة العادية والإنتاج ومساعدة المجتمع.
والصحة النفسية تتأثر بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيولوجية والبيئية، وتبدأ نصف الأمراض النفسية قبل سن 14 عاما، ويعاني شخص واحد من أصل كل أربعة أشخاص حول العالم شكلا ما من أشكال الاضطرابات الصحية النفسية.
ويهدف الاحتفال إلى التعريف بمخاطر التوتر النفسي، وعلاقته بالأمراض الأخرى، وحشد الجهود لدعم الصحة النفسية والعقلية.
والموضوع الرئيسي لهذا العام هو "منع الانتحار"، ففي كل عام يودي ما يقرب من 800 ألف شخص بحياتهم، وأن هناك شخصا يفارق الحياة كل 40 ثانية، إلى جانب عدد أكبر بكثير من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار.
وتمثل كل حالة انتحار مأساة تصيب الأُسر والمجتمعات المحلية والبلدان، والانتحار هو ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة في أوساط من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما على نطاق العالم.
وكان أول احتفال بهذا اليوم عام 1992، بناء على مبادرة من الاتحاد العالمي للصحة النفسية.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد البلدان التي لديها استراتيجيات وطنية لمنع الانتحار قد ازداد خلال السنوات الخمس المنقضية منذ صدور تقرير المنظمة العالمي الأول بشأن الانتحار، إلا أن العدد الإجمالي للبلدان صاحبة الاستراتيجيات، الذي لا يتجاوز 38 بلدا، لا يزال ضئيلا للغاية وعلى الحكومات أن تلتزم بوضع مثل تلك الاستراتيجيات.
ومن جانبه، أشار الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إلى أنه رغم التقدم المحرز فما زال هناك شخص يفقد حياته كل 40 ثانية جراء الانتحار، وتمثل كل حالة وفاة مأساة لأسرة الفقيد وأصدقائه وزملائه.
وأضاف: "منع حالات الانتحار أمر ممكن، ونناشد جميع البلدان أن تقوم بشكل مستدام بإدراج استراتيجيات مثبَتة لمنع الانتحار ضمن برامجها الوطنية في مجال الصحة والتعليم".
وكشفت الإحصائيات الدولية، أن المعدل العالمي الموحد حسب السن للانتحار عام 2016 بلغ 10.5 لكل 100 ألف شخص، بيد أن المعدلات تباينت بين البلدان من 5 وفيات بالانتحار لكل 100 ألف، إلى أكثر من 30 لكل 100 ألف شخص.
في حين أن نسبة 79% من حالات الانتحار في العالم وقعت في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، فقد سجلت البلدان المرتفعة الدخل أعلى المعدلات، حيث بلغت 11.5 لكل 100 ألف شخص.
ويبلغ عدد المتوفين من الرجال بالانتحار في البلدان المرتفعة الدخل نحو ثلاثة أمثال عدد النساء، عكس البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تميل كفة المعدل إلى التساوي بدرجة أكبر.
وكان الانتحار هو ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة في أوساط الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما، بعد إصابات الطرق، وفي أوساط المراهقين ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاما، كان الانتحار هو ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة بين الفتيات (بعد اعتلالات الأمومة)، وثالث الأسباب الرئيسية للوفاة لدى الفتيان (بعد إصابات الطرق والعنف بين الأفراد). الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، ولا تكتمل الصحة دون الصحة النفسية.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xOTIg جزيرة ام اند امز