محمود الصغير يهزم المرض الخبيث.. قصة أمل في اليوم العالمي لسرطان الأطفال 2025
![محمود البالغ من العمر 3 سنوات يهزم السرطان](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/14/196-171053-world-childhood-cancer-day-child-overcomes_700x400.jpg)
تشكل مناطق النزاع والطوارئ بيئات سلبية لحياة الأطفال تتفاقم إذا داهمتهم أمراض مستعصية كالسرطانات حيث ندرة المستشفيات والمتخصصين فضلا عن التكاليف الباهظة للعلاج.
وتبرز منظمة الصحة العالمية التحديات الكبيرة التي يواجهها الأطفال المصابون بالسرطان في هذه المناطق حيث يضاعف النزاع من معاناتهم.
وتدعو المنظمة إلى تكثيف الجهود لتوفير الرعاية الصحية للأطفال المصابين في تلك المناطق بالإضافة إلى أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للأسر وتشجيع تطوير برامج طبية لتقديم الرعاية في بيئات آمنة ومزودة بالمعدات الطبية اللازمة.
وضمن احتفاله باليوم العالمي لسرطان الأطفال في 15 فبراير/شباط من كل عام يركز المجتمع الدولي على جعل المناسبة وسيلة لزيادة الوعي والتفاعل مع التحديات التي يواجهها هؤلاء الأطفال خاصة في البلدان المتضررة من النزاعات.
ومن بين القصص الملفتة في هذا الصدد الطفل محمود البالغ من العمر 3 سنوات الذي نجح في التغلب على السرطان بعد معاناته الطويلة من ورم عصبي نادر استمر لعام ونصف حيث خضع لسلسلة من العلاجات الطبية المتقدمة شملت العلاج الكيميائي والجراحة وزرع نخاع العظم والعلاج الإشعاعي والعلاج المناعي.
وبدأت رحلة محمود الصعبة في سن الثانية عندما كشفت الفحوصات عن إصابته بورم عصبي نادر وهو نوع من السرطان يصيب الأطفال دون سن الخامسة تطور الورم بالقرب من رئته اليمنى ولف حول النخاع الشوكي مما جعل حالته معقدة وتتطلب رعاية طبية متكاملة.
وحظي محمود برعاية طبية استثنائية في مدينة برجيل الطبية (BMC) حيث عمل أكثر من 14 متخصصًا في مختلف التخصصات على مدار عام ونصف ومع دعم عائلته والمرافق الطبية المتطورة في دولة الإمارات تحققت له فرصة الحياة.
وقال والد محمود: "صُدمت عندما تم تشخيص إصابة طفلي بالسرطان، كان هذا آخر شيء أتوقعه، لكننا وضعنا ثقتنا في الله، وبدأنا رحلة العلاج بكل أمل وصبر".
وقررت العائلة البدء بالعلاج في مدينة برجيل الطبية التي تقدم خيارات علاجية شاملة حيث أشرف الدكتور زين العابدين استشاري ورئيس قسم أمراض الدم والأورام وزراعة نخاع العظام للأطفال على علاج محمود.
وبدأت رحلة العلاج في أغسطس/آب 2023 مع اختبار وراثي جزيئي لتحسين العلاج وتخصيصه لحالة محمود تبع ذلك العلاج الكيميائي لتقليص الورم ثم أجريت له عملية جراحية معقدة لإزالته بنجاح بواسطة الدكتور راجاسيكار سينجاباجو أخصائي جراحة الأطفال وبعدها خضع محمود لعملية زرع نخاع العظم الذاتي بالإضافة إلى جلسات علاج إشعاعي وعلاج مناعي.
من جهته قال البروفيسور حميد الشامسي الرئيس التنفيذي لمعهد برجيل للأورام إن التطورات الحديثة في العلاج المناعي قد ساهمت بشكل كبير في تحسين نتائج العلاج للأطفال المصابين بسرطانات معقدة مثل الورم العصبي.
ونوه: "من خلال الجمع بين التقنيات المتطورة وفريق متعدد التخصصات نهدف إلى تزويد الأطفال مثل محمود بأفضل فرصة ممكنة للتعافي".
وأوضح الدكتور زين العابدين أن الجهد المشترك بين الأطباء في مختلف التخصصات أسهم في تحسن حالة محمود مشيرًا إلى أن العلاج المناعي قد رفع فرص التعافي بنسبة 10-15٪.
وأضاف: "اليوم ومع بداية رحلة محمود نحو الشفاء يتلقى مراجعات دورية كل ستة أشهر على مدار السنوات الخمس المقبلة لضمان استمرارية صحته كما يعكس تعافي محمود التقدم الطبي الكبير الذي تحقق في دولة الإمارات في مجال طب الأورام للأطفال وقدرتها على تقديم الرعاية الصحية المتكاملة للأطفال داخل البلاد دون الحاجة للعلاج بالخارج.
aXA6IDMuMTM3LjIyMy4xODUg جزيرة ام اند امز