قبل كأس العالم.. مهاجرون عرب وأفارقة أبطال معرض لتأريخ رحلات الخطر
خُلدت بعض قصص المهاجرين العرب والأفارقة إلى أوروبا، عبر معرض للصور الفوتوغرافية في الأراضي الإسبانية هذه الأيام.
معرض الصور المقام حاليا في إسبانيا يستهدف تقديم قصص مهاجرين عرب وأفارقة عولوا على كرة القدم من أجل تعزيز إندماجهم مع المجتمع الأوروبي بعد اعتلاء قوارب محفوفة بالخطر بحثا عن أمل وحياة كريمة،
ويتزامن هذا المعرض مع إقامة بطولة كأس العالم في قطر خلال شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول 2022.
ويحكي المعرض قصص أمهات مهاجرات كن قد رافقن أطفالهن للعب كرة القدم بوسط العاصمة الإسبانية "مدريد"، وانتهى بهم الأمر إلى تأسيس فريقهم الخاص أو مجموعة من القاصرين الأجانب الذين وصلوا عن طريق البحر في قوارب محفوفة بالمخاطر ويتمركزون حاليا في برشلونة، وجميعهم اختاروا الكرة كسلاح للاندماج في المجتمع.
تحت عنوان "كرة القدم من أجل الأمل"، انطلقت فعاليات المعرض، الذي يمكن مشاهدته في مقر البيت العربي بالعاصمة مدريد وكذلك قرطبة جنوبي إسبانيا حتى 5 فبراير/ شباط المقبل، حيث تُعرض قصص عن اندماج المهاجرين في المجتمع والمساواة بين الجنسين في رياضة هي أكثر بكثير من مجرد بطولة عالمية تقام كل أربع سنوات.
وفي تصريحات لـ"وكالة الأنباء الإسبانية"، قال خابيير ثوريتا، المسؤول عن المعرض إلى جانب أوفيليا دي بابلو "هذا مشروع بدأ قبل 10 سنوات بمناسبة إقامة كأس العالم في جنوب أفريقيا".
وأضاف "ذهبنا لنرى كيف يعيش الناس على الجانب الآخر من كأس العالم، في الشوارع وفي الأحياء اليهودية بالبلد الأفريقي، وفي تلك الأماكن الخطرة، كانت كرة القدم تنقذ الأرواح".
وأوضح ثوريتا أنهم ركزوا في المعرض هذه المرة "في ضوء إقامة المونديال في قطر"، الذي ينطلق في 20 من الشهر الجاري، على قصص عرب أو مهاجرين مقيمين في إسبانيا.
وتابع: "لقد ركزنا على قصص التغلب على الظروف والمساواة والدفاع عن حقوق المرأة، وأردنا أن نعطي هذه النقطة لقصص الأمل في الخروج من هذا الإقصاء الاجتماعي الذي يعاني منه أبطال الحدث".
كرة القدم تتجاوز كأس العالم
وبحسب دي بابلو، فإن "كرة القدم هي أداة للمستقبل" وهذا "ما يمكن رؤيته" في المعرض.
ويقام المعرض في قاعتين، حيث تظهر الصور الكبيرة الوجوه التي تقف وراء كرة القدم الشعبية، حيث يكون للنساء أيضا مكانهن ويطالبن بمزيد من الظهور.
وفي هذا الصدد، قالت "نريد أن يفكر الناس في كيفية ممارسة هذه الأداة في كل حي، وفي كل ركن من الشوارع، لأنه عندما تنطفئ أضواء كأس العالم، ستستمر الكرة في العمل وستستمر هذه المشروعات في مساعدة الكثير من الناس على إصلاح حياتهم".
وكما تقول، بعد المشروع الذي أقيم في جنوب إفريقيا على هذا النحو، أرادوا القيام به في إسبانيا بالمكون العربي، وهو "مهم جدا في مجتمعنا".
وأضافت: "بفضل كرة القدم، يتم مساعدة كل هذه المجتمعات على الاندماج، فلماذا لا نحكي عن ذلك من داخل أحيائنا ومياديننا، والتي في النهاية هي التي تُقام فيها نهائيات كأس العالم الأخرى".
بالنسبة لمنسقة الثقافة في البيت العربي، نوريا مدينا، يركز المعرض على "مساهمة الرياضة وقيم كرة القدم بعيدا عن نطاق الأعمال والتجارة".
واستطردت: "نريد إنقاذ تلك القيم التي تحملها كرة القدم، يمكن لأي شخص سافر عبر الدول العربية أن يشهد على الفور أن كرة القدم هي أفضل سفير وجواز سفر يمكن للمرء حمله".
وفي هذا السياق، من الواضح أن المعرض يخصص جزءا مهما للرياضة النسائية.
وفي هذا الصدد، قالت "لقد كان الأمر ببساطة هناك، ولم نفعل أي شيء مميز للعثور عليه، وهناك قصص مثيرة جدا للفتيات اللواتي يلعبن كرة القدم ويجعلونها أيضا أداة للدفاع عن حقوقهن، أحيانا بطريقة واعية جدا والبعض الآخر لا يريدون ذلك.. يلعبون لكنهن يصبحن روادا دون أن يعرفوا ذلك".
وكما تذكر مدينا، فإن المعرض هو جزء من برنامج أكبر يهتم بكرة القدم النسائية وأنه يحتوي أيضا على سلسلة عروض بها أفلام وثائقية أو موائد مستديرة بين لاعبات ورؤساء مؤسسات متخصصة في هذه الرياضة.
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjI1MiA= جزيرة ام اند امز