رغم غياب المنتخب.. مقاهي العراق مدرجات في كأس العالم 2022
لم يقلل غياب منتخب العراق عن كأس العالم 2022 من شغف جماهير "أسود الرافدين" بالبطولة المونديالية الأغلى في تاريخ كرة القدم.
ولم يشارك منتخب العراق في كأس العالم سوى مرة وحيدة، وذلك في نسخة 1986، عندما ودع المونديال من دور المجموعات، بعدما تعرض للهزيمة في 3 مباريات.
وحاول منتخب العراق التأهل إلى كأس العالم 2022، لكنه اصطدم بنتائج سلبية أقصته من التصفيات من المرحلة النهائية، ليفشل في التأهل سواء بشكل مباشر أو للملحق.
وعلى الرغم من ذلك، فإن كأس العالم 2022 حولت مقاهي العراق إلى مدرجات، لا سيما مع فقدان مجانية البث، ووجوب الاشتراك مع القنوات الناقلة بشكل حصري للبطولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "بي إن سبورتس".
عند المقاهي الشعبية، يتجمع العشرات من الأشخاص من فئات عمرية مختلفة، عادة ما يكون السواد الأعظم منهم من الشباب، في موعد بات محفوظا بانتظار صافرة الجولة وملاحقة المغادرين من البطولة وتتبع من أجتاز الأدوار اللاحقة.
ويعمد الكثيرون من أصحاب المقاهي والكازينوهات التي باتت أكثر انتشاراً خلال العقدين الأخيرين في العراق، لعرض شاشات كبيرة مزودة بأنظمة استقبال فضائي مدفوع الثمن، لبث تلك المباريات على زبائنها.
عند لحظات الانتظار ودخول اللاعبين إلى المستطيل الأخضر ، ينصرف أغلب الشباب العراقيين ليجدوا أنفسهم في متعة تذوب فيها كل منغصات الحياة وتذلل جميع أوجاع الحياة كما يقول المشجع أحمد سعدون.
غالباً مايستعر الحماس ويتصاعد لظى التشجيع بين سعدون وأصدقائه الذي دأبوا الحضور معاً إلى كازينو يقع شرقي العاصمة بغداد، بعد أن تبدأ وجهات النظر بالتداخل والارتطام، مما يحيل صفاء جماعتهم إلى تنازع على إثبات معرفته الواسعة في خفايا كرية القدم، وكأنهم المدربون الذي يقودون المبارة ولكن من كراسي المقاهي.
ويقول سعدون لـ"العين الإخبارية": "لكرة القدم متعة كبيرة في كل أنحاء العالم وليس العراق فحسب، ولكن المختلف هنا أن الأغلب الأعم يبحث عن متنفس للخلاص من ضغوطات الحياة اليومية ونسيان التفكير في الحاضر والمستقبل".
من جانبه يقول مشجع آخر، يُدعى حسن "مدريد"، كما يُطلق عليه من قبل اصدقائه: "مباريات كأس العالم تعيد بنا الأذهان إلى ذكريات الأحبة ونحن نجتمع في النسخ السابقة ونحن ننازع الأنفاس والمشاعر لتعقب الفرق وأيهم الذي ستنتهي الكأس في أحضانه".
ويتابع مدريد: "ما نأسف عليه أننا لم ننشاهد منتخبنا الوطني في تلك البطولة منذ أعوام طويلة، مما يثير الجراح في أنفسنا كلما انطلقت صافرة كأس العالم".
وأضاف مشجع العملاق الإسباني ريال مدريد: "أنا أشجع جميع المنتخبات العالمية باستثناء الفرق التي ينحدر منها اللاعبون الكبار الذي ينتمون لنادي برشلونة".
فيما يلفت زميل آخر عند طاولة قريبة من سعدون إلى قضية تؤرق متعة الكثير من الشارع الرياضي في العراق بمشاهدة كأس العالم.
ويوضح ماهر مهاوي لـ"العين الإخبارية": "قبل أيام انطلق الدوري العراقي للدرجة الأولى تزامناً مع كأس العالم، وهو ما قد يفسد علينا المشاهدة والانشغال ما بين متابعة فرقنا المحلية في الدوري الممتاز والمنتخبات العالمية في البطولة".
ويلفت مهاوي إلى أنه كان من المفترض أن يتأجل انطلاق الدوري العراقي إلى ما بعد انتهاء بطولة كأس العالم الحالية، وهو ما لم يحدث.