أول عملة ورقية في العالم.. 225 عاما على فك شفرة النقود الثقيلة
لقرون عدة ظل نظام المقايضة والعملة النقدية هما المسيطران على تعاملات البشر، حتى ظهرت العملات الورقية، والتي حملت خلافا تاريخيا كبيرا.
الخلاف الدائر يتعلق بمن أصدر الأوراق النقدية أولا، هل بريطانيا أم الصين؟
في بريطانيا، لديهم قناعة أن يوم 26 فبراير من عام 1797 يمثل أول ظهور للعملات الورقية، وكانت من فئة، الجنيه والجنيهين.
رغم إعلان بريطانيا طرح العملة الورقية لأول مرة في العالم، فهناك دراسات تاريخية تتحدث عن أن الصين تعد أول دولة في العالم قامت بصناعة العملة الورقية وطباعتها.
أسباب ظهور العملات الورقية
جاءت طباعة النقود الورقية أو العملة الورقية، بعدما كان العالم قديماً يتبع نظام "المقايضة" من أجل الحصول على احتياجاته من خلال عملية تبادل السلع.
ظهرت العملة الورقية أو الأوراق النقدية كنتيجة مباشرة للمشاكل المتعلقة بتكلفة تخزين ونقل النقود السلعية، التي كان من أهمها معدني الذهب والفضة، والتي كانت تستخدم لأغراض التبادل السلعي.
من هنا تم ابتكار العملة الورقية لتكون بمثابة وعد من الجهة المصدرة بتحويلها إلى نقود سلعية متى ما أراد حاملها ذلك.
النقود القانونية
وبعد ذلك تطورت الأوراق النقدية بتطور النقد فأصبحت قيمتها ليست نابعة من القدرة على تحويلها إلى نقود سلعية، إنما أصبحت تستمد قيمتها من ضمان الحكومات المصدرة لها، وبهذا أصبحت تدعى "النقود القانونية".
الاختراع الإنجليزي
وبدأ الإنجليز يفكرون في نظام بديل للمقايضة، وهو العملة الورقية، بعدما كان نظام المقايضة هو السائد، وعن طريق النظام الجديد (العملة الورقية) يستطيع حاملها شراء أي سلعة يرغب بها دون تخوف من عدم قبول الطرف الآخر، لكونها ورقة ليس لها أي قيمة.
العملة الصينية
على الرغم من أن السائد والمعروف هو أن بريطانيا هي أول من أصدرت عملة ورقية، لكن بعض الدراسات تقول إن الظهور الأول للنقود الورقية كان في الصين.
وكان ذلك في زمن الإمبراطور تانج، في الفترة من (618-907م)، بعدما توسعت دائرة التجارة في الصين وأصبح استخدام العملات المعدنية والفضية غير عملي.
وانتشرت بعد ذلك أشكال متعددة من العملات الورقية في الصين، حيث ظهر منها المزور وغير الرسمي، مما أدى إلى إقامة منظمة خاصة للإشراف على إصدار الأوراق النقدية ومنع التزوير.
وكان التجار عموماً هم أصحاب الفكرة عندما كانوا يتنقلون من بلدة لأخرى، حيث ابتكروا نظاما في البيع والشراء يتضمن وثائق خطية تُثبت مقدار ملكيتهم، فكانت تمثل البديل الورقي البدائي للعملة المعدنية (الذهب والفضة) وشهادة بقدرة حاملها على دفع المقدار المُثبت على متنها، خوفا من السرقة.
وتطورت الفكرة إلى أوراق تُدفع إلى التاجر الذي تشترى منه البضاعة، وهو بدوره يستطيع أن يتسلم المبلغ المُثبت على هذه الورقة من الشخص المُودع عنده مال التاجر المشتري، ثم تطور استعمال هذه الأوراق فصار بالإمكان دفعها إلى أي بائع أو مشترٍ بشكل متداول ليكون المرجع النهائي في القبض هو المركز المودع فيه المال.
وانتقلت العملات الورقية إلى أوروبا في القرن الرابع عشر، فكان أول مصرف أوروبي يصدر العملة الورقية هو مصرف ستوكهولم في عام 1660، وفي عام 1669 بدأ مصرف اسكتلندا بإصدار العملات الورقية.
وفي عام 1660 أصدرت العملة الورقية لأول مرة في أمريكا، إلا أن العملات كانت تصدرها مصارف خاصة مما جعل البعض يرفض استلام العملات التي تصدرها مصارف لا يوثق بها.
وقبل ظهور العملات الورقية، كانت المعادن أول وسيط في عمليات البيع والشراء، حيث استعملت على شكل سبائك، ثم تحول الأمر إلى اعتماد العملة المعدنية في البيع والشراء، والتي لاقت رواجاً لدى شعوب العالم القديم، لسهولة حملها وقابليتها للتجزئة وحفظها للثروة وعدم قابليتها للتلف، حتى إن قيمتها تعتبر ثابتة نسبياً، وظلت الأمور هكذا حتى بدء صدور العملة الورقية.
aXA6IDMuMTYuODIuMTgyIA== جزيرة ام اند امز