القمة العالمية للحكومات تستشرف مستقبل أفريقيا بعد كورونا
نظمت القمة العالمية للحكومات بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والآلية الأفريقية لمراجعة النظراء "منتدى مستقبل أفريقيا".
ويهدف المنتدى إلى تبادل الخبرات والرؤى المستقبلية حول أبرز الخطط الاستراتيجية المستقبلية والتوجهات الحكومية لمواكبة التغيرات الجذرية التي أحدثتها جائحة فيروس كورونا المستجد، بمشاركة وزراء من الإمارات و7 وزراء من 6 دول أفريقية، ومسؤولين دوليين وخبراء عالميين.
وشهد المنتدى الذي تم تنظيمه بمشاركة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والآلية الأفريقية لمراجعة النظراء التابعة للاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، عقد عدد من الجلسات وكلمات رئيسية، استعرض خلالها المشاركون رؤاهم وتصوراتهم المستقبلية لتحقيق أجندة الأمم المتحدة وأهداف التنمية المستدامة 2030، وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063.
وأكد محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس القمة العالمية للحكومات، في كلمة افتتاحية لأعمال المنتدى، أن الإمارات تؤمن بمحورية العمل الدولي المشترك في تصميم وصناعة المستقبل، وتحرص على تعزيز الجهود وتوفير الفرص لتبادل الخبرات والتجارب والممارسات الناجحة بين حكومات العالم، وبناء منظومة مشتركة للرؤى والاستراتيجيات المستقبلية المرتكزة على خدمة البشرية وتحقيق تطلعاتها.
وقال محمد القرقاوي إن حكومة الإمارات تعمل وفق منهجية متكاملة لتجسيد رؤى وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتعزيز المسيرة التنموية العالمية الهادفة للارتقاء بحياة المجتمعات والشعوب، ودعم جهود الحكومات للمشاركة في ركب صناعة المستقبل.
وأضاف أن منتدى المستقبل الأفريقي يأتي ضمن مبادرات القمة العالمية للحكومات المتواصلة على مدار العام، لتشكيل منصة مشتركة وجامعة للحكومات والمنظمات الدولية الساعية للنهوض بالقطاعات الأكثر ارتباطاً بحياة الإنسان، ويعكس التزام دولة الإمارات ببناء علاقات متينة مع دول القارة الأفريقية وتعزيز الجهود المشتركة لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وقال محمد القرقاوي إن الإمارات ودول أفريقيا تتبنى منظومة قيم مشتركة، تركز على الإصرار والإيمان بالمستقبل، مشيدا بما حققته دول القارة الأفريقية من إنجازات خلال السنوات الماضية، نتيجة جهودها لتمكين مجتمعاتها ووضع خطط مستقبلية متكاملة ترتكز على الاستثمار بالطاقات البشرية.
وأكد رئيس القمة العالمية للحكومات، أن ما تحمله جائحة فيروس كورونا من تحديات يفرض على الجميع دولا ومنظمات دولية ومؤسسات مجتمعية وأفرادا مسؤولية تعزيز الشراكات وتبادل الخبرات والممارسات الناجحة للتغلب على الجائحة وتجاوز تحدياتها.
وأشاد الدكتور أوزيل نداجيجيمانا وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في رواندا بمبادرة القمة العالمية للحكومات بتنظيم منتدى مستقبل أفريقيا، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تتطلب تعزيز التعاون والشراكات الهادفة لصناعة المستقبل.
وقال نداجيجيمانا إن جائحة "كوفيد-19" بيّنت مدى ترابط الدول والحكومات وأهمية تعزيز الشراكات العالمية في بناء مؤسسات قوية، وتمكينها من مواجهة التحديات الملحة وابتكار الحلول التي تسهم في تعزيز التنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل.
وأكد الدكتور فرانسيس كايكاي وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية في سيراليون، أن حكومة سيراليون تؤمن بأهمية تعزيز الشراكات المتعددة في مواجهة التحديات العالمية، ومن ضمنها جائحة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وتحديات التغير المناخي ومكافحة الفقر، مشيرا إلى أن منتدى مستقبل أفريقيا يفتح آفاقاً أوسع للحوار العالمي والشراكات الهادفة لخير المجتمعات.
وقال كايكاي إن الأزمة الصحية العالمية أثبتت ضرورة عمل الحكومات معاً، لإيجاد الحلول المشتركة وتعزيز الاستفادة من التجارب والخبرات، والاطلاع على أفضل الممارسات لبناء منظومة عمل مرنة تواكب المتغيرات العالمية، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وأكدت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل نائب رئيس القمة العالمية للحكومات، أن قيادة الإمارات تتبنى تعزيز جاهزية الحكومات لمتغيرات المستقبل، وترسيخ الشراكات والتعاون لتحقيق التنمية المستدامة، ودعم الجهود الأممية لتطوير حلول مبتكرة للتحديات، وتصميم منظومة الفرص التي تسهم في بناء مستقبل أفضل.
وقالت عهود الرومي إن الإمارات حريصة على تشكيل نموذج للتعاون البناء، من خلال شراكاتها مع العديد من المنظمات الدولية في تطوير المبادرات وإطلاق التقارير والدراسات المتخصصة، مشيرة إلى إطلاق تقرير "الفرص المستقبلية 2020" مع الأمم المتحدة، الذي حدد 6 قطاعات ترفد اقتصاد المستقبل بأكثر من 30 تريليون دولار بحلول 2025، ما يدعم جهود الحكومات في وضع خططها المستقبلية التي تركز على بناء مجتمعات مستدامة.
وأضافت أن حكومة الإمارات تحرص على مشاركة نماذج عملها المتميزة، وتبادل الخبرات والتجارب المبتكرة، من خلال إطلاق برنامج للتبادل المعرفي بالشراكة بين الإمارات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والآلية الأفريقية لمراجعة النظراء، الهادفة لتعزيز التكامل الحكومي والتعاون المشترك لخدمة المجتمعات.
وأكدت أن الاستعداد للمستقبل يمثل ضرورة وأولوية ترتكز على تطوير منظومة العمل الحكومي وآليات عمل تتبنى التكنولوجيا المتقدمة، وأدوات الذكاء الاصطناعي والبيانات الدقيقة والخدمات المتطورة التي تعيد تشكيل نماذج الحكومات.
كما أكدت أن رؤية قيادة الإمارات تركز على بناء القدرات استعداداً للمستقبل، من خلال مبادرات تشمل المسرعات الحكومية، وتطوير الخدمات الرقمية والاستباقية، وإعداد القادة وتأهيل الكوادر الوطنية.
وأوضحت وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل أن العالم يستعد لمرحلة جديدة من التعاون لتعزيز التنمية، إذ يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على إعداد خطته الاستراتيجية بالتزامن مع الذكرى الـ75 لتأسيس منظمة الأمم المتحدة.
خطة الخمسين
وتستعد الإمارات للخمسين عاماً المقبلة من خلال إشراك المجتمع في وضع ملامح ومكونات خطتها التنموية الشاملة، كما أن الدول الأفريقية تتطلع إلى عقود مقبلة من التنمية مستندة إلى ثروتها البشرية التي يمثل الشباب تحت سن 25 عاما نحو 60% منها.
وأكدت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة للأمن الغذائي والمائي أن أفريقيا تمتلك مقوّمات عالية تدعم ريادة حكوماتها في تعزيز منظومة الأمن الغذائي العالمي، وأن حكومة الإمارات تؤمن بضرورة تطوير الممكنات لتعزيز المشاركة الفاعلة لمختلف الحكومات في مسيرة التنمية المستدامة.
وقالت مريم المهيري إن منتدى مستقبل أفريقيا يوفّر منصة حوارية عالمية لبحث الحلول المبتكرة وتحديد الفرص النوعية في القارة الأفريقية وسبل البناء عليها وتعزيزها، خصوصاً في مواجهة الأزمة الصحية العالمية، بما يضمن تمكين الدول وتعزيز مرونتها وتطوير منظومتها الغذائية لتخطي هذه المرحلة وبناء مجتمعات مستقبلية آمنة غذائياً.
من جهته، قال أخيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن تنظيم "منتدى مستقبل أفريقيا" يشكّل خطوة طموحة تدعم جهود الحكومات في البناء والتطوير، إذ يوفر منصة مشتركة تعزز التعاون العالمي، وتسهم في مساعدة الدول في اتخاذ القرارات ووضع استراتيجيات طموحة، تضمن بناء مستقبل أفضل، وحكومات أكثر ذكاءً، وعالم أكثر استدامة.
وأضاف شتاينر: "القرارات التي نتخذها والخطط التي نضعها اليوم، سيرتكز عليها عمل الحكومات المستقبلي وسترسم ملامح التطوير المشترك الذي تنعكس نتائجه على المبادرات التي نطلقها وتحدد مسارات التنمية المستدامة".
وأكد أن لدى الحكومات فرصة فريدة لرسم ملامح مستقبل أكثر شمولاً واستدامة وحفاظاً على البيئة، وأن جائحة فيروس كورونا المستجد أثبتت أهمية الحاجة إلى تعزيز جهود التعاون الدولي، والحاجة إلى نموذج جديد للقيادة وللتنمية، وضرورة الاستفادة من فرص لثورة الصناعية الرابعة.
وأكدت أميرة الفاضل مفوضة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي، خلال مشاركتها في فعاليات المنتدى أن الاتحاد الافريقي يهدف عبر مبادراته وبرامجه للارتقاء بجودة حياة أفراد المجتمعات الأفريقية، عبر توفير الدعم لها في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والخدمية والاقتصادية والحكومية، وتصميم سياسات متقدمة للتنمية المجتمعية، وتطوير القدرات البشرية في القارة الافريقية لبناء مستقبل مزدهر.
واستعرضت الفاضل مبادرات الاتحاد الأفريقي في دعم جهود دول القارة الأفريقية لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد التي فرضت تحديات غير مسبوقة تتطلب اتباع نهج جديد في مسيرة التنمية والتطوير، مشيرة إلى أهمية مواكبة الحكومات لمتطلبات المرحلة الحالية والمقبلة وضرورة التركيز على الفرص المستقبلية.
aXA6IDMuMTIuMTUyLjEwMiA= جزيرة ام اند امز