يوم الصحة العالمي.. مبادرات إماراتية تقود لمستقبل واعد

يحلّ يوم الصحة العالمي 2025 في وقتٍ تتواصل فيه مبادرات الإمارات الملهمة، التي تسهم في النهوض بمستقبل هذا القطاع الحيوي على مستوى العالم.
مبادرات عابرة للحدود والقارات تستهدف توفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين ودعم أولويات الصحة العالمية.
وبمناسبة الاحتفال بيوم الصحة العالمي 7 أبريل/نيسان، أطلقت منظمة الصحة العالمية هذا العام حملة بعنوان: "بداية صحية لمستقبل واعد"، بهدف حث الحكومات والمجتمع الصحي حول العالم على تكثيف الجهود لإنهاء وفيات الأمهات والمواليد التي يمكن الوقاية منها، وإعطاء الأولوية لصحة المرأة ورفاهها على المدى الطويل.
وهي أهداف تتحقق من خلال مبادرات الإمارات الملهمة، التي تطلقها تباعًا وتصب في صالح البشرية جمعاء.
ويحلّ يوم الصحة العالمي 2025 بعد أقل من شهر من إطلاق مبادرتين رائدتين لدعم هذا القطاع الحيوي والهام، وهما:
- إطلاق "مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني"، الهادفة إلى تعزيز الإمكانات البشرية، ودعم أولويات الصحة العالمية، وإتاحة الفرص للمجتمعات الأكثر احتياجًا حول العالم.
- إنشاء صندوق وقفي مستدام عبر حملة "وقف الأب"، يُخصّص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين.
كذلك، تحلّ تلك المناسبة فيما يجني العالم ثمار "مبادرة إرث زايد الإنساني"، والتي كانت أولى برامجها "برنامج مستشفيات الإمارات العالمية"، الذي يهدف إلى تحسين الرعاية الصحية حول العالم، عبر بناء 10 مستشفيات خلال العقد المقبل، مخصصة لتلبية الاحتياجات الصحية المتخصصة للمجتمعات المستفيدة، بدعم مالي يبلغ حوالي 550 مليون درهم.
كما تضطلع دولة الإمارات بدور ريادي في الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال، وتعمل بشكل فاعل على تقديم اللقاحات المنقذة للحياة، لحماية الملايين من الأطفال الذين يصعب الوصول إليهم في العديد من دول العالم.
وبمناسبة يوم الصحة العالمي، تستعرض "العين الإخبارية" أبرز أهداف تلك المبادرات في التقرير التالي:
مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
تزامنًا مع "يوم زايد للعمل الإنساني" 2025 (19 رمضان/19 مارس/آذار الماضي)، أصدر الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، قرارًا بإنشاء "مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني".
واطّلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، على رؤية المؤسسة واستراتيجيتها الهادفة إلى تعزيز الإمكانات البشرية، ودعم أولويات الصحة العالمية، وإتاحة الفرص للمجتمعات الأكثر احتياجًا حول العالم، بجانب إثراء الجهود المستدامة في مجال الصحة العالمية والتنمية الشاملة للجميع، من خلال الاستثمار في الحلول الواعدة التي تتيح تمكين الأفراد والمجتمعات وتحقق ازدهارها.
جاء ذلك خلال استقباله وفد المؤسسة في قصر الشاطئ في أبوظبي، بحضور الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني.
واستمع رئيس دولة الإمارات إلى شرح حول مهام المؤسسة ورؤيتها المستمدة من نهجه الراسخ في دعم الجهود الخيرية والإنسانية، من أجل الارتقاء بجودة الحياة وإيجاد عالم أفضل للجميع.
وتستهدف المؤسسة، خلال السنوات الخمس المقبلة، إيصال برامجها إلى أكثر من 500 مليون شخص في أكثر من 50 دولة، تشمل دولًا في آسيا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، لتكون امتدادًا للمبادرات الخيرية التي يرعاها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من أجل تمكين المجتمعات، وضمان الصحة للجميع، وتحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار.
وستعمل المؤسسة على توسيع نطاق الإنجازات التي حققتها مبادرة "بلوغ الميل الأخير"، والتي أشرفت على تنفيذها سابقًا، وتشمل التزامات طموحة وخططًا لمكافحة شلل الأطفال والملاريا وعدد من الأمراض المدارية المهملة، وستندرج جميعها ضمن مبادرات المؤسسة.
وتتبع المؤسسة الجديدة "مؤسسة إرث زايد الإنساني"، التي تحدد التوجهات الإستراتيجية للعمل الخيري للمؤسسات التابعة لرموز الدولة، وتشرف على مجموعة من المؤسسات الخيرية والجوائز في مختلف القطاعات، بهدف تقديم تأثير نوعي للمجتمعات المحتاجة في جميع أنحاء العالم.
وقف صحي
جاء إطلاق مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني بالتزامن مع نجاح حملة "وقف الأب"، التي انطلقت مطلع مارس/آذار الماضي، بهدف تكريم الآباء في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي مستدام يُخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين.
وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في 28 مارس/آذار، أن الحملة حققت نجاحًا غير مسبوق، بتجاوزها مستهدفاتها خلال أقل من شهر، مؤكدًا استمرارها وإبقاء باب المساهمة مفتوحًا طوال العام.
وبلغت المساهمات في الحملة نحو 3,720,063,487 درهمًا، بدعم من أكثر من 277 ألف مساهم.
وتُعد الحملة بمثابة صدقة جارية عن الآباء في دولة الإمارات، وتشجع على المساهمة في أعمال البر، وفي مقدمتها بر الوالدين، ما يعزز التماسك المجتمعي.
وتتوافق أهداف الحملة مع رؤية دولة الإمارات وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، وتحديدًا الهدف الثالث: "الصحة الجيدة والرفاه".
كما أعلنت شركة "عزيزي للتطوير العقاري" مساهمتها بمبلغ 3 مليارات درهم، في أكبر تبرع فردي من القطاع الخاص في تاريخ دولة الإمارات، لبناء حي طبي إنساني يتضمن مستشفى، مركز أبحاث، ومركز تدريب طبي وفق أفضل المعايير العالمية.
مبادرة إرث زايد الإنساني
ويحِلّ يوم الصحة العالمي 2025 بينما بدأ العالم يجني ثمار "مبادرة إرث زايد الإنساني"، التي أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقيمة 20 مليار درهم، مخصصة للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم.
وفي 18 يوليو/تموز 2024، أطلقت دولة الإمارات "برنامج مستشفيات الإمارات العالمية"، الذي يهدف إلى بناء 10 مستشفيات خلال العقد المقبل، في المجتمعات التي تعاني نقصًا في البنية التحتية الصحية، بدعم مالي يبلغ حوالي 550 مليون درهم.
وأولى محطات البرنامج بدأت مع "مستشفى الإمارات – إندونيسيا لأمراض القلب"، الجاري إنشاؤه في مدينة سوراكارتا "سولو" بجاوة الوسطى، لتقديم خدمات حيوية لآلاف المرضى في المناطق النائية.
مكافحة شلل الأطفال
كما تستمر الإمارات في لعب دور ريادي في جهود القضاء على شلل الأطفال، من خلال مبادرة "بلوغ الميل الأخير"، التي قدم من خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعمًا يزيد على 1.3 مليار درهم منذ عام 2011، وتشمل "حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال" في باكستان.
وأسهمت الحملة في توزيع أكثر من 700 مليون جرعة لقاح حتى سبتمبر 2023. وفي 30 أغسطس/آب الماضي، وجّه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة تطعيم طارئة في غزة، بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس هناك، ما مكّن من تطعيم أكثر من 640 ألف طفل.
وأعرب تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، عن شكره لدولة الإمارات، مثمنًا "مبادرة بلوغ الميل الأخير" وجهود الدولة في مكافحة الأوبئة عالميًا.