%25 من حالات الصرع يمكن الوقاية منها
منظمة الصحة العالمية تقول إن الوفاة المبكرة لمرضى الصرع ناجمة عن عدم توفر المرافق الصحية للمصاب عند تعرضه لنوبات طويلة الأمد.
كشفت منظمة الصحة العالمية، أن ثلاثة أرباع المصابين بالصرع في البلدان منخفضة الدخل لا يحصلون على ما يلزمهم من علاج، ما يزيد من احتمال وفاتهم مبكرا، مشيرة إلى أن 25% من حالات الإصابة يمكن الوقاية منها.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، في تقرير أن "الصرع من ضروريات الصحة العمومية"، بالتعاون مع الرابطة الدولية لمكافحة الصرع والمكتب الدولي المعني بداء الصرع، أن كثيرين من المصابين به يُحكم عليهم بالوصم طوال العمر.
أكدت الدكتورة تارون دوا، من إدارة الصحة النفسية ومعاقرة مواد الإدمان، أن الفجوة التي تتخلل إتاحة علاجات الصرع واسعة بشكل غير مقبول، خصوصا "عندما نعلم أن 70% من المصابين بهذه الحالة يمكن أن يتعافوا من نوبات المرض، إذا ما أُتيحت لهم الأدوية"، حسب قولها.
وأوضحت أن "هذه الأدوية قد لا تكلف أكثر من 5 دولارات سنويا، ومن الممكن تزويد المصابين بها من خلال نظم الصحة الأولية".
الوفاة المبكرة
وحسب التقرير، فإن خطر التعرض للوفاة المبكرة لدى المصابين بالصرع أعلى بـ3 أضعاف مقارنة ببقية السكان، فضلا عن أن معدلات التعرض للوفاة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل أعلى بكثير من معدلاته في البلدان الأخرى.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أنه "من المحتمل أن تكون الوفاة المبكرة ناجمة عن عدم توفر المرافق الصحية للمصاب عند تعرضه لنوبات المرض طويلة الأمد، أو تعرضه لها بأوقات متقاربة دون فرصة للتعافي منها في الفترات الفاصلة"، مؤكدة أن الوفاة تحدث أحيانا لأسباب يمكن الوقاية منها، مثل الغرق وإصابات الرأس والحروق.
وكشفت أن نصف البالغين المصابين بالصرع تقريبا يعانون من حالة صحية واحدة أخرى على الأقل، مثل الإصابة بالاكتئاب والقلق، موضحة أن 23% من البالغين المصابين بالصرع يعانون من الاكتئاب السريري طوال عمرهم، فيما يعاني 20% من القلق.
وتسفر الإصابة بمثل حالات الصحة النفسية هذه عن تفاقم نوبات المرض، وتدهور نوعية الحياة التي يعيشها، ويواجه من 30 إلى 40% من الأطفال المصابين بالصرع صعوبات في مجالي النمو والتعلم.
وصمة عار
حذر التقرير من انتشار الوصم الاجتماعي الناجم عن الإصابة بهذه الحالة المرضية بشكل واسع، وأكدت الدكتورة مارتن برودي، رئيسة المكتب الدولي المعني بداء الصرع، أن الوصم من العوامل الرئيسية التي تحول دون سعي المصابين به إلى العلاج.
وأضافت: "لا يداوم كثيرون من الأطفال المصابين به في المدارس، ويحرم البالغون المصابون من فرص العمل والحق في القيادة، بل وحتى من الزواج"، داعية إلى إنهاء انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها المصابون.
وتعتبر الحملات الإعلامية لمناهضة الوصم في المدارس وأماكن العمل وأوساط المجتمع عنصرا مهما لتوجيه الاستجابات في مجال الصحة العمومية، إضافة إلى اعتماد تشريعات تمنع التمييز وانتهاكات حقوق الإنسان.
العلاج والوقاية
تطرق التقرير الأممي لإمكانية دمج وسائل تشخيص الصرع وعلاجه بنجاح في خدمات الصحة الأولية بالدول، إذ أدى اعتماد برامج رائدة في غانا وموزمبيق وميانمار وفيتنام إلى إحداث زيادة كبيرة في معدلات توفر العلاج، ليحصل 6.5 مليون شخص على العلاج.
وصرح الدكتور صموئيل ويبي، رئيس الرابطة الدولية لمكافحة الصرع، بأن ضمان الإمداد المتواصل لسبل الحصول على الأدوية المضادة لنوبات الصرع من أهم الأولويات، مضيفا: "كذلك تدريب مقدمي الخدمات الصحية من غير المتخصصين ممّن يعملون في مراكز الرعاية الصحية الأولية".
أشارت التقديرات إلى أن 25% من حالات الإصابة يمكن الوقاية منها، ومن أسباب الصرع التعرض للإصابات عند الولادة وإصابات الدماغ الرضحية والالتهابات التي تصيب الدماغ، مثل التهاب السحائي والسكتة الدماغية.
ويمكن تنفيذ إجراءات فعالة بشأن الوقاية من الصرع في مجال تقديم الرعاية الصحية للأمهات والمواليد ومكافحة الأمراض السارية والوقاية من الإصابات وصون صحة القلب والأوعية الدموية.
كما تساعد فحوص الكشف عن مضاعفات الحمل ووجود قابلات مدربات على الوقاية أيضا، ويمكن تقليل معدلات الإصابة بالصرع بفضل التلقيح ضد الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا.
يعتبر الصرع من أكثر الأمراض العصبية شيوعا، ويصيب 50 مليون شخص من جميع الأعمار بجميع أنحاء العالم، ويتميز هذا المرض الذي يصيب الدماغ بإحداث نشاط كهربائي غير عادي، يسفر عن التعرض لنوبات أو اتباع سلوكيات والشعور بأحاسيس غير عادية وأحيانا، فقدان الوعي.
وتزود منظمة الصحة العالمية الدول الأعضاء بالدعم اللازم لمساعدتها على دمج صحة الدماغ في سياساتها وخططتها الصحية وتحسين التدبير العلاجي لحالات الإصابة بالاضطرابات العصبية، من خلال دمج نماذج الرعاية في نظام الرعاية الصحية الأولية.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjIzMCA= جزيرة ام اند امز