التراخوما يهدد سكان 44 دولة بالعمى
بيانات حديثة لمنظمة الصحة العالمية تؤكد أن التراخوما لا تزال مستوطنة في 44 دولة، وقد تسببت في عمى أو إضعاف بصر نحو 1.9 مليون شخص.
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تقدم مستمر ومستقر لجهود العالم في القضاء على مرض التراخوما، المسبب الرئيسي لعدوى الإصابة بالعمى.
وذكرت المنظمة أن عدد المعرضين للإصابة به انخفض من 1.5 مليار شخص في عام 2002 إلى أكثر بقليل من 142 مليونا في 2019، أي بنسبة انخفاض تصل إلى 91%.
ورغم هذا التقدم فإن المنظمة حذرت من أن التراخوما لا يزال يستوطن 44 دولة حول العالم، وقد تسبب في عمى أو إضعاف بصر نحو 1.9 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
وأظهرت البيانات الجديدة التي قدمت على هامش الاجتماع الثاني والعشرين لـ"تحالف منظمة الصحة العالمية من أجل القضاء على التراخوما بحلول عام 2020" أن عدد مَن يحتاجون لعمليات جراحية لداء المشعرات التراخوماتية (وهي المرحلة المتأخرة المسببة للعمى) قد انخفض أيضا من 7.6 مليون مريض في عام 2002 إلى 2.5 مليون في هذا العام، بنسبة انخفاض تصل إلى 68%.
وقالت الدكتورة مولسيل نتولي ماليسيلا، مديرة إدارة مكافحة الأمراض المدارية المهملة في منظمة الصحة العالمية، إن "القضاء على هذا المرض المؤلم المنهك في العالم يتم بفضل تبرعات سخية بمضادات الأزيثروميسين الحيوية، وبمساهمات مستدامة من وكالات التمويل المتخصصة والشركات وبجهود مئات الآلاف من العاملين في الخطوط الأمامية ممن يعملون بلا كلل في المجتمعات المحلية".
كما أوضح سكوت ماكفيرسون، رئيس التحالف الدولي لمكافحة التراخوما، أن العمل ضد التراخوما قد تطلب إنشاء شراكات مبتكرة، وهو ما سيساعد على تعزيز الخدمات الصحية الشاملة لضمان عدم ترك الناس الأكثر بعدا وتهميشا يتخلفون عن الركب.
وحسب التحالف الدولي للقضاء على المرض، فقد تم إكمال خرائط انتشار التراخوما وتحديد تدابير استهدافه.
وتتضمن التدابير استخدام المضادات الحيوية لإزالة العدوى، ونظافة الوجه وتحسين البيئة للحد من انتقال عدوى المرض الناجم عن العدوى البكتيرية.
وقد تمت معالجة 146 ألفا و112 حالة من حالات الإصابة في عام 2018 وحده، وعولج ما يقرب من 90 مليون شخص بالمضادات الحيوية ضد التراخوما في 782 منطقة حول العالم.
ومنذ عام 2011 تخلصت 8 بلدان بالكامل من مرض التراخوما كمشكلة صحية عامة، هي المغرب وسلطنة عمان وإيران وجمهورية لاو والمكسيك ونيبال وكمبوديا وغانا.
وصرح الدكتور أنتوني سولومون، المسؤول الطبي عن برنامج المنظمة للقضاء على التراخوما، بأن "هذا التقدم كبير، لكن لا يمكننا الركون للشعور بالرضا عن النفس"، إذ يجب أن نكون قادرين على وضع التراخوما في كتب التاريخ في السنوات القليلة المقبلة"، مضيفا "أن على العالم مضاعفة الجهود الآن، فمن المرجح أن تكون البلدان القليلة الأخيرة المتبقية هي الأصعب".
aXA6IDMuMTQ0LjIuNSA= جزيرة ام اند امز