البنوك المركزية.. وداعاً للعملات مرحباً بالذهب
الاحتياطات العالمية من الذهب ارتفعت خلال أبريل الحالي.. والبنوك المركزية تتحوط بالذهب بدلا من العملات الأجنبية.. لماذا؟
موجة من الاضطرابات ضربت أسعار الذهب عالميا، بالتزامن مع توجيه قوى غربية ضربات جوية إلى سوريا، في الوقت الذي لجأت فيه البنوك المركزية حول العالم إلى زيادة أرصدتها من المعدن النفيس.
المجلس العالمي للذهب أعلن يوم الخميس، ارتفاع احتياطي العالم من الذهب في شهر أبريل/ نيسان الحالي، بمقدار 54 طنا عن الشهر الماضي لتبلغ 33 الف و827 طنا.
وحافظت الولايات المتحدة الأمريكية، على صدارة الترتيب العالمي في احتياطيات الذهب، التي بلغت 8.133.5 طنا، تليها ألمانيا بـ 3.373 طنا”.
وعلل خبراء اتجاه البنوك المركزية في العالم، والدول العربية على وجه الخصوص، للتحوط بالذهب إلى أمور أهمها دعم العملات المحلية المرتبطة بالدولار في ظل تقلبات العملة الأمريكية إثر الإضطرابات الجيوسياسية.
ووفقا لإحصاءات مجلس الذهب العالمي المنشورة في يناير/ كانون الثاني 2018، جاءت 15 دولة عربية ضمن قائمة الـ 100 دولة الأولى في احتياطيات المعدن النفيس دوليًا.
وتصدرت المملكة العربية السعودية المركز الأول بقائمة الدول العربية الأكثر حيازة لمعدن الذهب في الشهر الجاري، على الرغم أنها عند المركز الـ16 عالمياً، حيث تمتلك 332.9 طن، ما يوازي 2.7% من إجمالي احتياطاتها، أما لبنان التي جاءت بالمركز الثاني عربياً والـ19 عالمياً فكانت أكثر الدول العربية ارتفاعاً من حيث قيمة الذهب في احتياطاتها عند 21.5% عند 286.8 طن.
وأفادت إحصائيات رسمية، أن المصرف المركزي الإماراتي رفع قيمة احتياطي الذهب لديه خلال شهري فبراير / شباط ويناير/ كانون الثاني الماضيين من العام الجاري، بنسبة 1.3% إلى 1.16 مليار درهم.
وتوقع تقرير لوزارة الاقتصاد في دولة الإمارات، ارتفاع احتياطي مصرف الإمارات المركزي من الذهب إلى 9 ملايين طن خلال عام 2018 بنمو نسبته نحو 19.5% مقارنة مع 7.53 طن في عام 2017، مما يعطي إشارة واضحة على أن المصرف سيواصل زيادة حيازته من المعدن الأصفر خلال الشهور المقبلة.
المحلل الاقتصادي، الدكتور خالد رحومة مفسرا أسباب لجوء البنوك المركزية لزيادة أرصدتها من الذهب، قال إنها سياسة اقتصادية حكيمة حيث إن الذهب عملة عالمية موحدة، تتجه إليها الدول في حال حدوث اضطرابات عالمية للحفاظ على عملتها المرتبطة بعملات عالمية أخرى.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن آخر موجة من الاضطرابات في أسواق النقد ارتبطت باستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعندها شهدت أرصدة البنوك المركزية ارتفاعات في احتياطي الذهب لديها كما هو حادث الآن.
ومعلوم تاريخيا أن دول العالم كانت تعتمد على الذهب كاحتياطي نقدي في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي قبل الاعتماد على العملات الأجنبية في بنوكها المركزية، كما تلجأ دائما إلى الاعتماد على الذهب لتعويض نقص العملة في حال حدوث أزمات اعتمادا على أسعاره الثابتة أو الآخذة في الارتفاع.
ولفت رحومة إلى أن وجود احتياطي من الذهب بجانب العملة الأجنبية يؤدي إلى التنويع وتوزيع المخاطر حال حدوث تقلبات.
وعلى صعيد الشرق الأوسط ودول الخليج، قال الخبير الاقتصادي إن هبوط أسعار النفط عالميا كان سببا أصيلا في التحوط بالذهب،حيث كانت الدول تستند اقتصاديا على احتياطياتها من النفط قبل ذلك.
وجاءت ضمن العشر دول عربية الأولى، 5 دول مصدرة للنفط والغاز هي السعودية والجزائر وليبيا والعراق والكويت.
ويرى الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي أن من مصلحة الاقتصاديات الناشئة في الشرق الأوسط تخفيض الضغط على الدولار لأنه يصب في خانة دعم العملة المحلية مع كل انخفاض في سعر الدولار، وهو ما يفسر تخليها عن الاستزاده من الدولار وإحلال الذهب بدلا له.
وعلى الصعيد العربي، يعتبر الذهب هو الملاذ الآمن للدول العربية –وفقا للخبير الاقتصادي– خاصة في ظل الاضطرابات الحالية والتوقعات باستمراها مع تداعيات سلبية على الصعيد السياسي والاقتصادي في المنطقة والتي حتمتها ظروف الحرب على الإرهاب.