نار «وورلد كيتشن» تأكل دعم الغرب لإسرائيل.. غضب واستدعاء سفراء وتحقيقات
لم تصب النار الإسرائيلية التي قتلت 7 من منظمة «وورلد سنترال كيتشن» عمال الإغاثة فقط، بل كانت بمثابة ضربة توشك أن تقصم ظهر بعير الدعم الغربي لتل أبيب.
تلك الحادثة التي حركت خلافات إسرائيل وحلفائها الغربيين، بعد 6 أشهر من حربها في غزة، وأثارت غضبا دوليا.
- «وورلد كيتشن».. المطبخ العالمي الذي أفسدته إسرائيل بغزة
- ضربة إسرائيلية لـ«وورلد سنترال كيتشن» بغزة.. قتلى وتحقيق ومطالب محاسبة
ولم يشفع لتل أبيب اعترافها بأن مقتلهم "خطأ جسيم"، وتلقت سيلا من التهديدات، والتحذيرات، والمطالب بالتحقيق، والاستعجال لنتائجه، والاستنكار، ووصلت حد استدعاء السفراء للاحتجاج.
«الجثامين» تعبر لأوطانها
وصلت جثث 6 عمال إغاثة أجانب من منظمة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن) قتلوا في قصف إسرائيلي في غزة إلى مصر الأربعاء لإعادتها إلى بلدانهم.
وقتلت الغارة الإسرائيلية، الإثنين، في دير البلح وسط القطاع، سبعة متطوعين في المنظمة الخيرية الأمريكية بعد أن أفرغوا لتوهم "أكثر من 100 طن من المواد الغذائية التي نُقلت إلى غزة بحرا".
وأفادت مصادر مصرية بأن جثث الغربيين الستة (أسترالية وبولندي وأمريكي-كندي وثلاثة بريطانيين) الذين قتلوا مع العامل الإنساني الفلسطيني سيف أبو طه، وصلت إلى مصر مساء الأربعاء، وتم تسليمها إلى ممثلي بلدانهم لإعادتهم إلى وطنهم.
«خطأ جسيم»
من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي إن الضربة "خطأ جسيم ما كان يجب أن يحدث" متحدثا عن "خطأ في تحديد الأشخاص" في "ظروف معقدة للغاية".
ومساء الثلاثاء، أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عن "حزنه الكبير واعتذاره الصادق" فيما وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الضربة بأنها "غير مقصودة" و"حادث مأسوي".
وعبر الجيش الإسرائيلي عن "أسفه الشديد" إزاء الأمر ووصفه نتنياهو بأنه «غير متعمد».
وقُتل موظفو الإغاثة عندما تعرضت قافلتهم للقصف بعد وقت قصير من إشرافهم على تفريغ 100 طن من الأغذية التي تم جلبها إلى غزة عن طريق البحر.
«استهداف منهجي»
من جانبه، قال الطاهي الشهير خوسيه أندريس، مؤسس منظمة وورلد سنترال كيتشن الخيرية إن "الهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل سبعة من موظفي المنظمة في غزة استهدفهم "بشكل منهجي وعربة تلو الأخرى".
وأضاف أندريس، في مقابلة مصورة لرويترز، أن المنظمة كانت على اتصال واضح مع الجيش الإسرائيلي الذي قال إنه كان على علم بتحركات موظفيها.
وتابع أندريس قائلا إن هذا لم يكن "موقفا ينم عن سوء الحظ (لنقول) يا لسوء الحظ، لقد أسقطنا القنبلة في المكان الخطأ".
وأضاف: "حتى لو لم نكن ننسق معهم (الجيش الإسرائيلي)، فلا يمكن لأي دولة ديمقراطية أو جيش أن يستهدف مدنيين وموظفين في الإغاثة الإنسانية".
وقال أندريس إنه كان من المفترض أن يكون في غزة مع فريقه، ولكن لأسباب مختلفة "لم يتمكن من العودة مرة أخرى إلى غزة".
واشنطن تطلب سرعة إنهاء التحقيق
من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الأربعاء، أن "مقتل موظفي وورلد سنترال كيتشن غير مقبول بغض النظر عن السبب، وأن على إسرائيل أن تحسن إجراءاتها".
وأضاف، في تصريحات صحفية، أن "واشنطن تريد أن تستكمل إسرائيل التحقيق في الهجوم بأقرب وقت ممكن".
وقال ميلر، إن "إسرائيل بحاجة إلى وضع إجراءات أفضل للتنسيق من أجل حماية العاملين في المجال الإنساني وحماية جميع المدنيين على الأرض".
ولفت إلى أن "الهجوم الذي أدى إلى مقتل موظفين بالمنظمة الخيرية لن يؤثر على جهود الولايات المتحدة لإقامة الرصيف العائم قبالة شاطئ غزة لتوصيل المساعدات".
وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أنها "تواصلت مع أسرة الأمريكي-الكندي موظف وورلد سنترال كيتشن الذي قتل في غزة وقدمت تعازيها ودعمها".
بولندا تستدعي سفير إسرائيل
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية البولندية الأربعاء أنها "دعت" السفير الإسرائيلي لدى بولندا لمناقشة "المسؤولية الأخلاقية والسياسية والمالية" بعد الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل سبعة من العاملين في المجال الإنساني في غزة، من بينهم بولندي.
ونقلت وكالة الأنباء البولندية عن نائب الوزير أندريه ساينا قوله: "لقد دعوت السفير، أريد أن أناقش معه الوضع الجديد في العلاقات البولندية الإسرائيلية والمسؤولية الأخلاقية والسياسية والمالية عن الحادث الذي وقع مؤخرا في غزة".
بدوره، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن "مفاوضات وقف إطلاق النار والرهائن جارية لا أتوقع وجود أي أثر محدد على هذه المناقشات بسبب قصف متطوعي وورلد كيتشن".
بريطانيا.. ضغوط لوقف بيع أسلحة لإسرائيل
ويواجه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ضغوطا سياسية متزايدة لوقف بيع أسلحة إلى إسرائيل.
وقالت أحزاب المعارضة الثلاثة الرئيسية وبعض المشرعين من الحزب الحاكم في بريطانيا إن "الحكومة البريطانية يجب أن تدرس تعليق بيع الأسلحة".
ودعا حزب الديمقراطيين الأحرار إلى "تعليق تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، ودعم الحزب الوطني الاسكتلندي أيضا ذلك التحرك وقال إن البرلمان يجب أن يعود من عطلة عيد القيامة لبحث الأزمة".
إسبانيا: تفسير إسرائيل "غير مقبول"
أما رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانتشيز، فقد أكد أن تفسيرات إسرائيل عن مقتل موظفي الإغاثة غير كافية وغير مقبولة.
وطالب بيدرو سانتشيز من تل أبيب تقديم المزيد من التفاصيل بشأن الحادث.
كندا تطالب بتحقيق كامل
من جانبها، طالبت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، الأربعاء، بإجراء تحقيق كامل في مقتل موظفي الإغاثة في قطاع غزة، ومن بينهم مواطن كندي، في ضربة جوية إسرائيلية.
وقالت على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل إنه يتوجب على إسرائيل احترام القانون الدولي.
وفي تورونتو، قال رئيس الوزراء جاستن ترودو إن المسؤولين تحدثوا إلى السفير الإسرائيلي إيدو مود للتعبير عن "استيائنا الشديد من القتل غير المقبول لعدد من موظفي الإغاثة وأحدهم يحمل الجنسيتين الكندية والأمريكية... العالم يحتاج إلى إجابات واضحة جدا عن كيفية حدوث ذلك".
الأمم المتحدة تعلق المساعدات ليلا
وردا على الهجوم، أعلن ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، الأربعاء، أن المنظمة علقت الحركة في غزة ليلا لمدة 48 ساعة على الأقل لتقييم المسائل الأمنية عقب مقتل متطوعي وورلد سنترال كيتشن الخيرية.
وأضاف أن تعليق العمل بدأ، الثلاثاء، موضحا أن "برنامج الأغذية العالمي يواصل عملياته خلال النهار، ومنها الجهود اليومية لإرسال قوافل إلى شمال غزة حيث يموت الناس".
aXA6IDMuMTUuMTIuOTUg جزيرة ام اند امز