ضربة إسرائيلية لـ«وورلد سنترال كيتشن» بغزة.. قتلى وتحقيق ومطالب محاسبة
في أحدث استهداف للمنظمات الإغاثية بغزة، قتل ما لا يقل عن 7 موظفين من منظمة وورلد سنترال كيتشن غير الحكومية في ضربة جوية إسرائيلية على القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، أنّ عمّال الإغاثة الأجانب وسائقهم الفلسطيني قتلوا بضربة إسرائيلية استهدفت سيارتهم المصفّحة وسط قطاع غزة.
- هدنة غزة.. إسرائيل ترى تقدما في مفاوضات القاهرة بهذا الشرط
- «مثل هيروشيما».. نائب جمهوري يدعو لضربة نووية على غزة
وقالت الوزارة، في بيان، إنّ "القتلى ، بينهم أجانب، وصلوا لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح" بعدما قضوا "في قصف جوي إسرائيلي استهدف سيارة مصفّحة في غرب دير البلح تابعة للمؤسسة الأمريكية للمطبخ العالمي (وورلد سنترال كيتشن).
بدوره، أعلن مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس أنّ "القتلى يحملون الجنسيات البريطانية والأسترالية والبولندية ودول أخرى، إلى جانب السائق وهو مترجم فلسطيني" يدعى سيف عصام أبو طه.
وذكرت الحركة، في بيان، أن "الهجوم الذي شنته إسرائيل على موظفي وورلد سنترال كيتشن يهدف إلى ترويع العاملين في الوكالات الإنسانية الدولية وردعهم عن متابعة مهامهم".
المنظمة تؤكد
من جانبها، أكدت منظمة «وورلد سنترال كيتشن» على منصة «إكس» إنها على علم بتقارير عن مقتل أعضاء بها في غزة
وقالت المنظمة، في تغريدتها، إن "مقتل أعضاء بفريقنا في قطاع غزة أمر مأساوي ولا يجب أن يكون عمال الإغاثة والمدنيين هدفًا أبدًا".
وقال الطاهي خوسيه أندريس، مؤسّس ورئيس المنظمة الإغاثية غير الحكومية ومقرّها واشنطن في منشور على منصّة إكس إنّ المنظمة "فقدت عدّة (أفراد) من أخواتنا وإخوتنا في غارة جوية للجيش الإسرائيلي في غزة"، مقدّماً تعازيه إلى "عائلاتهم وأصدقائهم وعائلة وورلد سنترال كيتشن بأكملها".
وأضاف الطاهي الشهير: "قلبي مكسور وحزين" على مقتل هؤلاء المتطوّعين.
تحقيق إسرائيلي
وردّاً على هذه المعلومات، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّه "يجري مراجعة شاملة على أعلى المستويات لفهم ظروف هذا الحادث المأساوي".
وأضاف الجيش أنّه "يعمل بشكل وثيق مع وورلد سنترال كيتشن في جهودهم الحيوية لتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية" لسكّان غزة.
وفي مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، شاهد مراسل لوكالة فرانس برس 5 جثث وُضعت فوق ثلاث منها ثلاثة جوازات سفر أجنبية.
أستراليا تعلق
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأسترالية، الإثنين، إنها تسعى إلى التأكد من تقارير أفادت بمقتل أحد مواطنيها فيما يشتبه بأنها غارة جوية إسرائيلية في غزة.
وأضافت في بيان "تسعى وزارة الشؤون الخارجية والتجارة بشكل عاجل إلى تأكيد التقارير التي تفيد بأن عامل إغاثة أستراليا لقي حتفه في غزة"، مردفة: "هذه التقارير مؤلمة للغاية".
وفي سياق متصل، أكّد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، الثلاثاء، أنّ مواطنة أسترالية هي في عداد عاملي الإغاثة الأجانب الذين قتلوا في غارة إسرائيلية في وسط غزة مساء الإثنين.
وقال ألبانيزي إنّ المتطوّعة زومي فرانكوم كانت تقوم "بعمل قيّم للغاية" في توزيع الغذاء في قطاع غزة.
وأضاف "هذا أمر غير مقبول على الإطلاق. أستراليا تتوقع محاسبة كاملة (للمسؤولين عن) مقتل عمّال الإغاثة".
وقدّم رئيس الوزراء "تعازيه الحارّة" لعائلة القتيلة، مضيفاً "لم أتشرّف بالتعرّف عليها".
وشدّد ألبانيزي على أنّ القتيلة "أرادت فحسب أن تمدّ يد المساعدة من خلال هذه المؤسسة الخيرية، وهذا يوضح كلّ شيء عن شخصية هذه المرأة الشابة".
البيت الأبيض: "قلبنا مفطور"
بدوره، أعرب البيت الأبيض، عن حزنه الشديد لمقتل عدد من المتطوّعين الأجانب في منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الإغاثية في غارة إسرائيلية في قطاع غزة.
وطالب الدولة العبرية بأن تجري سريعاً تحقيقاً يكشف ملابسات ما جرى.
وكتبت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون على منصّة إكس إنّ "قلبنا مفطور ونشعر بانزعاج شديد بسبب الغارة" التي أودت بالفريق الإغاثي.
وشدّدت على "وجوب حماية عمّال الإغاثة الإنسانية لأنهم يقدّمون مساعدات (الفلسطينيون هم) بحاجة ماسّة إليها، ونحضّ إسرائيل على التحقيق بسرعة في ما جرى".
ما هي المنظمة؟
و"وورلد سنترال كيتشن" منظمة غير حكومية أمريكية ساهمت بشكل خاص في إرسال مساعدات إنسانية عبر البحر من قبرص إلى غزة وفي بناء رصيف بحري مؤقت في القطاع الفلسطيني.
وأفرغت أول سفينة مساعدات حمولتها في القطاع في منتصف مارس/آذار تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.
وتقدم وورلد سنترال كيتشن مساعدات غذائية ووجبات جاهزة للمحتاجين.
وقالت الشهر الماضي إنها قدمت أكثر من 42 مليون وجبة في غزة على مدى 175 يوما.
وأضافت: "مطابخنا التي يزيد عددها عن 60 في جنوب غزة ووسطها تعد مئات الآلاف من الوجبات كل يوم مثل هذه المجدرة، وهي طبق من الأرز والعدس والبصل المكرمل".
وكانت المنظمة بدأت العمل في 2010 عندما أرسل الطاهي خوسيه أندريس طهاة وطعاما إلى هايتي بعد وقوع زلزال هناك.
ومنذ ذلك الحين، توصل المنظمة الغذاء للمجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية واللاجئين على الحدود الأمريكية والعاملين في مجال الرعاية الصحية في أثناء جائحة كورونا وإلى الأشخاص في الصراعات في أوكرانيا وغزة.
aXA6IDE4LjExOC4zMC4xMzcg جزيرة ام اند امز