خطر إيران يقترب من أوروبا وأمريكا.. صرخة لمسؤولين غربيين سابقين
رئيسا وزراء إسبانيا وكندا السابقان طالبا أمريكا الشمالية وأوروبا بالانضمام إلى دول منطقة الشرق الأوسط في وقف إيران.
طالب رئيس وزراء إسبانيا السابق، خوسيه ماريا أزنار ونظيره الكندي ستيفن هاربر، أمريكا وأوروبا بالتعاون مع دول منطقة الشرق الأوسط للتصدي لتهديدات ومطامع نظام الملالي في إيران التي تشكل تهديدا للأمن العالمي.
جاء ذلك في مقال مشترك نشره المسؤولان السابقان في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بعنوان "يجب أن يتحد العالم لوقف إيران".
- خبير أمريكي: إيران تخوض حروبا بالوكالة لنشر الفوضى الإقليمية
- واشنطن تضع 3 شروط للبقاء في"النووي الإيراني"
وتطرق الكاتبان، إلى التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل عندما اضطر الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي إلى الاشتباك مع طائرة استطلاع إيرانية اخترقت الأجواء الإسرائيلية من سوريا.
وقال الكاتبان إن الإجراءات الدفاعية الإسرائيلية في هذه الحالة كانت محدودة، وعلى العالم أن يضع هذا في الاعتبار.
وحذر الكاتبان من وقوع المزيد من هذه الحوادث، إذا سُمح لطهران بمواصلة استعراض القوة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولمنع حدوث أزمة واسعة النطاق، يجب على أمريكا الشمالية وأوروبا الانضمام إلى دول المنطقة في وقف تهديدات إيران.
وأوضح أزنار وهاربر أن إيران دولة ثيوقراطية ثورية ملتزمة بنشر التطرف الديني في جميع أنحاء العالم الإسلامي، حيث تمزج هذه المهمة الأيديولوجية بتكتيكات عملية، وتستعرض القوة السياسية والعسكرية من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
ولدعم طموحها، سعت إيران بشكل غير شرعي إلى تصنيع الأسلحة النووية، كما خاضت الحروب باستخدام وكلائها من الإرهابيين، ولأول مرة منذ ثورة عام 1979، وصلت طهران إلى حدود إسرائيل.
واعتبر الكاتبان أنه رغم مساعي طهران للسيطرة على المنطقة، فقد أظهرت الاحتجاجات الشعبية في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني أن معظم الإيرانيين لا يشاركون خطط قادتهم.
وأشار الكاتبان إلى أن أعمال نظام الملالي المزعزعة للاستقرار أدت إلى مقاومة من جانب السعودية وقوى إقليمية أخرى، لكن مواطني إيران وجيرانها على قناعة بخبث نظام طهران، وينبغي على جميع الدول المعنية أن تهتم بتحذيراتهم.
ورأى أزنار وهاربر أن الهدف الأول يجب أن يكون منع إيران من تطوير سلاح نووي، لأن الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 لا يحول دون تقدم النظام في خططه لحيازة سلاح نووي.
ونوه الكاتبان إلى أن عمليات التفتيش النووية تتيح لإيران وقتا طويلا لإخفاء الأدلة على أنشطتها غير المشروعة، والاتفاق لا يحظر تطوير آليات إيصال مثل القذائف الباليستية والقذائف الانسيابية (كروز)، والأسوأ من ذلك أن شرط الانقضاء في الاتفاقية يوفر مجالا واضحا لإيران لاستئناف سباقها نحو حيازة قنبلة نووية.
ووفقا للكاتبين، بدلا من كبح طموحات إيران النووية أعطى اتفاق عام 2015 النظام خريطة طريق لتحقيقها، وقد ثبت خطأ التنبؤات بأن الاتفاق سيؤدي إلى تخفيف حدة التوترات وتحسين التعاون، فمنذ توقيع الاتفاق، ازداد العدوان والعداء الإيرانيان.
ورجح الكاتبان أن إصلاح الاتفاق ومنع إيران من أن تصبح دولة نووية لن يقضي على التهديد أو الخطر، ويجب على الولايات المتحدة وحلفائها أيضا أن يتصدوا لعدوان إيران ونفوذها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تواصل شن حرب باستخدام وكلاء من الإرهابيين في لبنان وسوريا واليمن.
وبين الكاتبان أن الثيوقراطية الإيرانية تناشد بشكل أساسي عددا قليلا من الفصائل الشيعية المجاورة، كما أن صراعات إيران طويلة الأمد مع الطوائف الأخرى جعلت العديد من الدول حريصة على التعاون في كبح نفوذها.
ورأى الكاتبان أنه في الوقت الذي أظهرت الولايات المتحدة قدرتها على حشد شركائها في الشرق الأوسط لتحقيق الاستقرار في المنطقة، يمكن حشد العديد من الحلفاء في النضال ضد إيران بداية بالأكراد والعناصر القبلية والكثير من العرب السنة والقوى الشيعية التي لم تستمِلها طهران، وطالبوا هذه الفصائل بأن تتعاون لاحتواء مطامع إيران بالهيمنة.
ووفقا للكاتبين، يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفهم بشكل غريزي مدى ضعف الاتفاق الإيراني، ومن حقه القول بأنه يجب إعادة التفاوض على الاتفاق النووي.
وطالب الكاتبان واشنطن بأن تظهر قيادتها من خلال زيادة الضغط على إيران ومقاومة تدخل الدول، بما في ذلك الكثيرين في أوروبا، التي تفضل الوضع الراهن.
وأشارا إلى أن تطبيق إصلاحات دبلوماسية لا جدوى منها لحل المشكلات الاستراتيجية الكبرى يؤدي إلى خلق حالات مستعصية مثل الموقف في كوريا الشمالية، لأن طهران تحاكي بالفعل بيونج يانج باستخدام صواريخ تنظيم "حزب الله" الإرهابي لاحتجاز المدن الإسرائيلية رهينة.
واختتما بالتحذير من أنه إذا تُرك العدوان الإيراني دون رادع، سيهدد في نهاية المطاف أوروبا وأمريكا الشمالية أيضا، وينبغي للجميع أن يعملوا معا على نحو عاجل لمواجهة هذا التهديد للأمن العالمي.