العالم يترقب قرار "أوبك+" بعد "السقف" الأوروبي.. ارتباك في أسواق النفط
تترقب أسواق النفط العالمية عن كثب، قرار مجموعة أوبك+ بشأن إنتاج النفط بعدما اتفقت مجموعة السبع على فرض حد أقصى لأسعار النفط الروسي.
ورغم أنه من المتوقع أن تختار أوبك+ "الحذر والإبقاء على الوضع القائم من حيث حصص الإنتاج"، إلا أن تبعات القرار نفسه غامضة إلى حد كبير ويتوقع أن تتسبب في ارتباك بأسواق النفط.
اجتماع أوبك +
ويجتمع أعضاء منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" وعددهم 13 عضوا بقيادة السعودية وحلفاؤهم العشرة بقيادة روسيا، الأحد عبر الفيديو عند الساعة 11,00 بتوقيت غرينتش ليحددوا هدفهم المقبل للإنتاج.
وقالت أربعة مصادر في أوبك+ إن من المتوقع أن تتمسك المجموعة بأهدافها المتعلقة بإنتاج النفط.
- اجتماع أوبك+ بعد تحديد "سقف النفط الروسي".. سيناريو القرار الأقرب
- أوبك+ يرسم ملامح سوق النفط العالمية في 2023
ويعزّز اختيار اجتماع افتراضي وليس في مقر التحالف في فيينا سيناريو الإبقاء على الوضع القائم، أي خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل في اليوم في كانون الأول/ديسمبر، كما في الأشهر السابقة، وفقا للمحلّلين. وهو توجّه أكده مصدر إيراني لوكالة فرانس برس.
السقف الأوروبي
واتفقت دول مجموعة السبع وأستراليا يوم الجمعة على فرض حد أقصى لسعر برميل النفط الخام الروسي المنقول بحرا يبلغ 60 دولارا في خطوة تهدف إلى الحد من إيرادات موسكو مع الحفاظ على تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية.
ورفضت روسيا السبت تحديد سقف لسعر نفطها وفقا لآلية قد تحدّ من واردات موسكو لتمويل هجومها في أوكرانيا، وقد يبدأ العمل بموجبها الإثنين "أو بعد ذلك بقليل".
وفي اليوم نفسه، يدخل الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الخام الروسي المنقول بحرا حيز التنفيذ، ما سيقضي على ثلثَي واردات الكتلة من النفط من روسيا.
والهدف من تلك الإجراءات، حرمان موسكو من وسائل تمويل حربها في أوكرانيا.
وقال العديد من المحللين ووزراء في أوبك أن سقف الأسعار مربك وربما غير فعال لأن موسكو تبيع معظم نفطها لدول مثل الصين والهند، اللتين رفضتا إدانة الحرب في أوكرانيا.
ارتباك في أسواق النفط
وبالنسبة لتأثير القرار على المعروض الروسي من النفط، يقول محلّلو مصرف "دي إن بي" إن هناك "حالة كبيرة من عدم اليقين".
ويبلغ سعر برميل خام الأورال حاليا نحو 65 دولارا، وهو أعلى بقليل من السقف الذي حدده الاتحاد الأوروبي بـ60 دولارا، ما يشير إلى تأثير محدود على المدى القصير.
لكنّ الكرملين حذّر من أنه لن يسلم النفط للدول التي تتبنى هذه الآلية.
وهذا الأمر يضع بعض الدول "في موقف غير مريح بتاتا، إذ يحتّم عليها الاختيار بين فقدان الوصول إلى النفط الخام الروسي الرخيص أو تعريض نفسها لعقوبات مجموعة السبع" كما أوضح كريغ إيرلام المحلّل لدى مجموعة "أواندا" المالية.
ورغم ذلك، لا يستبعد كريغ إيرلام إقرار "خفض أكثر حدة" لدعم الأسعار التي تأثرت بقتامة الوضع الاقتصادي العالمي.
ووسط الوضع الاقتصادي القاتم الذي يغذيه ارتفاع التضخم والمخاوف من ضعف طلب الصين على الطاقة بسبب استراتيجيتها "صفر كوفيد" لمكافحة الجائحة، ما زالت أسعار النفطين المرجعيين في العالم قريبة من أدنى مستوى لها خلال العام، وبعيدة عن الذروة التي سجلتها في مارس آذار.
التفاف الكرملين
وأوضح إدواردو كامبانيلا المحلل في "يونيكريديت" أن لدى الكرملين "عدة خيارات للالتفاف" على هذه التدابير.
وأضاف "بإمكان موسكو الرد باستخدام نفوذها داخل أوبك + لدفع التحالف إلى اعتماد موقف أكثر عدائية" في تحذير للغرب الذي يثير استياء الكارتيل بفرضه قيودا على الأسعار.
وشدد المحلل على أن هذا السيناريو سيؤدي إلى "تفاقم أزمة الطاقة في العالم".
aXA6IDMuMTQ3Ljc2LjE4MyA=
جزيرة ام اند امز