اليوم العالمي للبلاستيك.. توعية وتحذير وإعادة تدوير
قبل نحو 15 عاما، وتحديدا في عام 2008، خرج من رحم المبادرة العالمية "عالم خالي من الأكياس"، اليوم العالمي للأكياس البلاستيكية.
قبل نحو 15 عاما، وتحديدا في عام 2008، خرج من رحم المبادرة العالمية "عالم خالي من الأكياس"، اليوم العالمي للأكياس البلاستيكية، والذي يتم الاحتفال به يوم 3 يوليو من كل عام.
والمبادرة العالمية "عالم خالي من الأكياس"، هي حركة عالمية تهدف إلى الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وتم إطلاقها من قبل مجموعة من المنظمات والأفراد المهتمين بالتأثير البيئي للأكياس البلاستيكية.
وخلال اليوم العالمي للأكياس البلاستيكية، تكون هناك فرصة لخلق وعي جماعي وتشجيع الأفراد والمجتمعات والشركات على اتخاذ خطوات نحو تقليل اعتمادهم على الأكياس البلاستيكية، وتعزيز البدائل المستدامة والعمل من أجل بيئة أنظف وأكثر صحة.
ويتم الاحتفال باليوم في جميع أنحاء العالم من خلال العديد من الأنشطة والمبادرات، حيث تنظم المنظمات والجماعات البيئية، ورش العمل وحملات التوعية لتثقيف الناس حول آثار الأكياس البلاستيكية والترويج لبدائل مثل الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام.
وغالبا ما تنظم مجموعات المتطوعين والمنظمات البيئية، خلال هذا اليوم، حملات تنظيف لجمع وإزالة الأكياس البلاستيكية من الشواطئ والمتنزهات والمناطق الطبيعية الأخرى، بينما قد تقدم الشركات وتجار التجزئة خصومات أو حوافز للعملاء الذين يجلبون حقائبهم القابلة لإعادة الاستخدام أثناء التسوق، مما يشجع على استخدام البدائل المستدامة.
كما يكون هذا اليوم فرصة مناسبة للدول من أجل الإعلان عن سياسات للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وفي مقدمة تلك الدول التي أعلنت عن سياسات واضحة في هذا الاتجاه هي دولة الإمارات العربية المتحدة.
تجربة حظر البلاستيك في الإمارات
وتحركت دولة الإمارات في أكثر من اتجاه لمواجهة تحدي تزايد الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد التي تهدد استدامة البيئة، بعد أن تجاوز استخدامها في الدولة أكثر من 13 مليار كيس في السنة وذلك من خلال تنفيذ منظومة متكاملة تتمثل في رفع الوعي العام عند كافة فئات المجتمع بأهمية الاستهلاك المستدام لهذا النوع من المنتجات، وتطبيق نظم الاقتصاد الدائري في التعامل مع النفايات البلاستيكية عبر معالجتها وإعادة تدويرها، واستخدام أنواع قابلة للتحلل.
ووضعت حكومة دولة الامارات قراراً ينظم استخدام المنتجات ذات الاستخدام الواحد في الدولة، حيث سيتم تطبيق حظر تام على جميع الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة بالدولة بحلول 2024، والأكياس أحادية الاستخدام الأخرى بحلول 2026.
وتعتبر الدنمارك أول دولة أوروبية أقرت قانوناً لمنع استخدام الأكياس البلاستيكية واستخدام البدائل الصحية، وكان ذلك في 1993، ففرضت قانوناً بدفع بدل نقدي للحصول على كيس بلاستيكي، ما ساهم في انخفاض استهلاكها بنسبة 60%.
كما أصدرت فرنسا عام 2015، قانوناً منعت بموجبه استخدام الأكياس البلاستيكية، وقامت بعده بعام بمنع استخدام الأكواب البلاستيكية والأطباق وأدوات المائدة.
وفي قارة آسيا، فرضت تايوان حظرا على استخدام الأكياس البلاستيكية والأواني البلاستيكية والأكواب في فبراير 2019، كما أقرت الصين عام 2018 قانوناً يحظر استيراد النفايات البلاستيكية، وذلك بهدف تخفيض المواد البلاستيكية والتخلص منها.
أما في قارة إفريقيا، فقد فرضت رواندا عام 2008 حظرا على جميع الأكياس البلاستيكية، واعتبرت بالفعل أول دولة خالية من البلاستيك في العالم، كما فرضت عقوبات وغرامات على من يستخدم الأكياس البلاستيكية، وقامت باستبدالها بمواد صديقة للبيئة مثل القماش.
واعتبرت كينيا من أكثر الدول تشددا في منع استخدام الأكياس البلاستيكية، من خلال إقرار قانون عام 2017 يهدف للحد من التلوث الذي تسببه المواد البلاستيكية، ووضعت عقوبة السجن لمدة 4 سنوات أو دفع غرامة 50 ألف دولار، لكل من ينتج أو يبيع أو حتى يستخدم الأكياس البلاستيكية، ويسمح القانون الكيني للشرطة بملاحقة حتى كل من يحمل كيساً بلاستيكياً.
وطبقت مصر هذا الحظر على نطاق محدود في محافظة البحر الأحمر، ففي يونيو عام 2019، أصدر محافظ البحر الأحمر قراراً بمنع استخدام البلاستيك، بناءً على مذكرة قدمتها جمعية الحفاظ على البيئة بالبحر الأحمر (هيبكا).
جهود بحثية للتحذير
وبالإضافة لهذه الجهود الرسمية، توجد جهود بحثية للتأكيد على خطورة أكياس البلاستيك، ومنها دراسة لجامعة "روتجرز" الأميركية، نشرت في دورية "علم سموم الجسيمات والألياف"، كشفت عن أن جزيئات البلاستيك المتطايرة في الهواء، قد تتسبب في انخفاض الخصوبة عند استنشاقها.
كما كشفت دراسة نشرت في دورية "ام بي دي أي"، وقام بها مجموعة من الباحثين على مدى شهور، على عينات من أسماك نهر النيل بمصر، أن 75 في المئة من الأسماك تحتوي على جزيئات البلاستيك.
وكشفت دراسة لجامعة بوليتكنيكا ديلي ماركي الإيطالية، ونشرت نتائجها بمجلة "بوليمرز"، عن وجود جزيئات صغيرة من البلاستيك في لبن الأمهات.
تجارب لإعادة التدوير
ولم تكتف الجهود البحثية بالتحذير من الأخطار، بل بذلت أيضا جهود في اتجاه إعادة التدوير، ومنها تطوير مجموعة أبحاث النفايات والطاقة والبيئة وتكنولوجيا النانو بجامعة "أليكانتي" بأسبانيا، آلية لتصنيع مادة بلاستيكية قابلة للذوبان في الماء، وتعتمد في تصنيعها على نشا البطاطس، وتم الإعلان عن ذلك في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة أليكانتي في 13 مارس ( آذار) الماضي.
ووفقًا لأستاذ الهندسة الكيميائي، اجناسيو مارتن جولون ، فإن هذه المادة الجديدة قابلة للتحلل، لذا فهي مناسبة للاستخدام كغشاء مرن، ويفضل أن يكون ذلك في الأكياس والتعبئة، ولها مزايا كبيرة على المواد الموجودة.
واستخدم باحثون من قسم الكيمياء في جامعة تورنتو بكندا، مركب "الكاروتينات" الموجود بالجزر، لتصميم بوليمر بلاستيكي قابل للتحلل.
وقال الباحثون أن"فمركب الكاروتينات يمكنه نقل الشحنات الكهربائية، لكن لم يتم اختباره على نطاق واسع في تصميم البوليمر، رغم أن له مزايا تساعد في عملية التحلل الطبيعي، وهي أنه يتفكك في وجود ضوء الأشعة فوق البنفسجية وبعض المواد الكيميائية".
ولذلك قام الباحثون خلال الدراسة المنشورة مؤخرا في دورية " الجمعية الكيميائية الأمريكية"، باستخدامه لصنع مادة قابلة للتحلل يمكن تكسيرها بشكل انتقائي باستخدام ضوء الشمس، وأحد الأحماض.
كما اكتشف العلماء في جامعة لايبزيغ بألمانيا، إنزيم عالي الكفاءة يمكنه تحطيم بلاستيك "البولي ايثيلين تيريفثالات"، والمعروف اختصارا باسم " PET"، في وقت قياسي، وهذا الإنزيم المسمى ( PHL7 )، يمكن أن يجعل إعادة التدوير البيولوجي للبلاستيك ممكنا بشكل أسرع بكثير مما كان يُعتقد سابقا، وتم نشر النتائج في 18 مايو / آيار الماضي بالمجلة العلمية " ChemSusChem ".
aXA6IDE4LjE4OC4xODMuMjEg جزيرة ام اند امز