يوم العلم العالمي 2021.. من أجل مجتمعات جاهزة للمناخ
بالتزامن مع توجه أنظار الكوكب إلى غلاسكو، حيث تنعقد قمة المناخ المهمة، يحل يوم العلم العالمي حيث يتناول موضوع هذا العام القضية ذاتها.
يوم العلم العالمي حدث أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في عام 2001، لكن الاحتفال الأول عقد في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2002 وحمل عنوان "من أجل السلام والتنمية".
يهدف الحدث إلى تسليط الضوء على الدور المهم للعلم في المجتمع، والحاجة إلى إشراك الجمهور على نطاق أوسع في المناقشات حول القضايا العلمية الناشئة، كما أنه يؤكد أهمية وملاءمة العلم في حياتنا اليومية.
بعبارة أخرى، الحدث يذكر البشر بأن العلم دفعهم إلى الأمام عبر مئات الاختراعات، سواء كانت الهواتف الذكية في جيوبهم، أو الأدوية التي تساعدهم على البقاء والازدهار، أو الصواريخ التي تنقلهم إلى الفضاء، أيا كان الإنجاز فإن العلم صنع كل ذلك.
كل عام يحتفل اليوم العالمي للعلوم بموضوع يتطلع إلى معالجة مشكلة يواجهها العالم، وفي الذكرى العشرين لتأسيسه يناقش قضية التغير المناخي ليكون موضوع هذا العام "بناء مجتمعات جاهزة للمناخ".
تغير المناخ وبناء المجتمعات
في عام 2020 ناقش اليوم العالمي للعلوم كيفية التعامل مع الوباء العالمي "كوفيد-19"، ومع بدء تعافي العالم من الجائحة يركز الحدث على الشر الأكبر الذي ينتظرنا وهو تغير المناخ.
الهدف من اختيار موضوع هذا العام "بناء مجتمعات جاهزة للمناخ" تسليط الضوء على أهمية الوعي بالمناخ وإصلاح الصحة المتدهورة لكوكبنا.
وعلقت اليونسكو، على الحدث في بيان: "مع تحول تغير المناخ إلى تهديد خطير لحياة مليارات البشر والكوكب، في عام 2021 يسلط الاحتفال الضوء على أهمية بناء مجتمعات جاهزة للمناخ".
خلال مناقشة القضية، يستعرض الحضور التحديات الرئيسية التي يواجهها العالم لبناء مجتمعات جاهزة للمناخ مع تقديم بعض الحلول المناخية، فضلا عن عرض نتائج تقرير اليونسكو للعلوم وتقديم الفائز بجائزة "كالينغا" لترويج العلوم.
علقت المديرة العامة لليونسكو: "تغير المناخ يشكل تهديدًا لنا جميعًا، وعندما يتعرض الكوكب بأكمله للتهديد يجب أن يستجيب الكوكب بأسره، لكن الحلول العالمية مستحيلة إذا كان نصف البشرية يفتقر إلى الوصول إلى المعرفة التي يحتاجها".
وأضافت أودري أزولاي، في رسالة بهذه المناسبة: "في اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، دعنا نسخر إمكانات العلم المفتوح ليس فقط للحد من تأثير تغير المناخ، لكن أيضًا لتشكيل عالم أكثر عدلاً وسلامًا، لأننا ننجح أو نفشل معًا ولا يمكننا تحمل الفشل".
قبل الحدث بيومين، بالتحديد 8 نوفمبر، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا بعنوان "مسح الصحة وتغير المناخ لعام 2021" خلال مؤتمر المناخ COP26 للأمم المتحدة في غلاسكو.
يقدم التقرير لمحة عن التقدم الإجمالي الذي حققته حكومات 95 دولة في مجال الصحة وتغير المناخ، ونظرة عن العمل المتبقي من أجل حماية سكانها من الآثار الصحية الأكثر تدميراً لتغير المناخ.
إن تأثير تغير المناخ على صحة الناس أكثر عمقًا وبعيدة المدى وتعقيدًا، هو أكثر من مجرد مشكلة بيئية أو سياسية، لكنه أكبر أزمة صحية يواجهها البشر، حيث يواجه كل فرد على وجه الأرض.
ووفقا لعدد من التقارير التي عرضت خلال قمة غلاسكو، فإن أزمة المناخ تؤثر بالفعل على كل منطقة مأهولة في العالم، مع عواقب وخيمة على الأفراد والصحة العامة العالمية مثل:
- ارتفاع حالات سوء التغذية بسبب تملح التربة ومياه الشرب والتلوث وتدهور الأراضي وانخفاض صلاحية المحاصيل والتصحر والعواقب البطيئة الأخرى.
- حالات تنفس أكثر تواتراً وشدة بسبب ارتفاع تلوث الهواء.
- زيادة معدل الإصابة بالأمراض التي تنقلها المياه مثل الكوليرا والتيفوئيد بسبب زيادة الفيضانات.
- النظم الصحية الضعيفة والمرهقة مع زيادة تواتر العواصف والأمطار الشديدة والفيضانات وموجات الحر والجفاف وغيرها من الظواهر الجوية المتطرفة وتزداد احتياجات الناس الصحية، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
أهمية يوم العلم العالمي
من خلال ربط العلم بشكل أوثق بالمجتمع، يهدف اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية إلى ضمان إطلاع المواطنين على التطورات في العلوم.
كما يؤكد الدور الذي يلعبه العلماء في توسيع فهمنا للكوكب الرائع والهش الذي نسميه الوطن وفي جعل مجتمعاتنا أكثر استدامة.
ومنذ إعلانه قبل 20 عاما، نتج عن اليوم العالمي للعلوم العديد من المشاريع والبرامج الملموسة والتمويل للعلوم في جميع أنحاء العالم، كما في تعزيز التعاون بين العلماء الذين يعيشون في مناطق النزاعات، مثل إنشاء منظمة العلوم الإسرائيلية الفلسطينية (IPSO) بدعم من اليونسكو.
الغرض من اليوم يتلخص في:
- تعزيز الوعي العام بدور العلم في المجتمعات المسالمة والمستدامة.
- تعزيز التضامن الوطني والدولي من أجل العلوم المشتركة بين البلدان.
- تجديد الالتزام الوطني والدولي باستخدام العلم لصالح المجتمعات.
- لفت الانتباه إلى التحديات التي يواجهها العلم في حشد الدعم للمسعى العلمي.
- فرصة لتعبئة جميع الجهات الفاعلة حول موضوع العلم من أجل السلام والتنمية، من المسؤولين الحكوميين إلى وسائل الإعلام إلى تلاميذ المدارس.
aXA6IDMuMTMzLjEwOS4yNTEg جزيرة ام اند امز