مدير منظمة التجارة: التكهن بالمستقبل صعب والعالم بحاجة لتعاون أكبر
العزلة لن تحل مشاكلنا، وقواعد التجارة يجب أن تتطور أيضًا لتواكب التغيرات في الاقتصاد العالمي
في ختام لقاءات القمة العالمية للحكومات التي تنظمها حكومة الإمارات، قال روبرتو أزيفيدو، المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، إن أسوأ أزمة صحية يشهدها العالم منذ أكثر من قرن تسببت في أضخم انكماش اقتصادي حاد منذ الكساد العظيم في الثلاثينيات.
وأشار إلى أن الأزمة تسبب في عودة ظهور بعض الأفكار البالية مثل الحمائية والاكتفاء الذاتي، ومن ثم فإن محاولة استشراف المستقبل ليس بالعمل الهين.
- 240 مليار يورو قروض بفائدة سلبية.. خطة أوروبية لإصلاح أكبر ركود
- التويجري: أتطلع لقيادة "منظمة التجارة العالمية" من أجل الإصلاح ولا للخلافات
لكنه أكد أن التعاون العالمي سواء في مجال الصحة العامة أو في الاقتصاد، سيساعدنا على التعافي بشكل أسرع وأفضل. فقد ساعدت القرارات المتعلقة بالسياسات، ولا سيما الإجراءات الطارئة والمالية والنقدية، في التخفيف من الضرر الاقتصادي الناجم عن الوباء.
وأوضح أن من بين الأمور الإيجابية الأخرى التي كشف عنها الوباء هي أننا بدأنا نشهد رفع بعض القيود التجارية التي كانت بعض الحكومات قد فرضتها الدول قبيل الجائحة، وهو ما سيؤدي إلى تجنب أسوأ السيناريوهات على المدى القصير.
وشدد على أن الوقت الراهن هو الأمثل لوضع الأسس لانتعاش قوي
وأضاف أيضا أن الدولة التي تعتمد على سلاسل الإمداد الوطنية البحتة ستكون عرضة للكوارث المحلية أو الزلازل أو الجفاف أو تفشي الأمراض أو حتى الصراعات السياسية، وقد تؤدي جميعها إلى نقص حاد في الإمدادات الغذائية الحيوية والإمدادات الأخرى.
وتابع: "بلغ إجمالي التجارة العالمية في الكمامات والمستلزمات الطبية العام الماضي ما يقرب من ثلاثمائة مليار دولار. الآن، لا يوجد بلد واحد ينتج كل هذه السلع بكفاءة. على سبيل المثال، تنتج الولايات المتحدة وألمانيا العديد من الأجهزة الطبية، لكن الصين وماليزيا هما الأكثر تخصصًا في إنتاج معدات الوقاية".
وقال الحفاظ على الأسواق مفتوحة على نطاق واسع أمام التجارة وتدفقات الاستثمار سوف يفيد البلدان والمسارات الاقتصادية على المدى الطويل.
وأكد أن العزلة لن تحل مشاكلنا. وأن القواعد التجارية هي تجسيد قانوني للتعاون الاقتصادي الدولي. لكن قواعد التجارة، يجب أن تتطور أيضًا لتواكب التغيرات في الاقتصاد العالمي.
واختتم حديثه، قائلا: منذ أن توليت منصب المدير العام قبل سبع سنوات، كنت أقول دائما أن منظمة التجارة العالمية بحاجة إلى أن يكون أكثر مرونة واستجابة لاحتياجات أعضائها والتغيرات الجذرية التي يمر بها الاقتصاد العالمي. لقد شهدنا خطوات مهمة في هذا الاتجاه، لذلك توصل الأعضاء إلى اتفاقية متعددة الأطراف رائدة بشأن تيسير التجارة. تخفيض تكاليف التجارة في جميع أنحاء العالم وإلغاء التعريفات على ما قيمته أكثر من تريليون دولار من منتجات تكنولوجيا المعلومات. وقد شهدت الآونة الأخيرة تقدما سريعا في المناقشات حول القواعد المحتملة، والقواعد المستقبلية للتجارة الرقمية، وتيسير الاستثمار والخدمات، والتنظيم المحلي.