مقابر الكومنولث.. شواهد على بشاعة الحربين العالميتين
إحياء ذكرى قتلى دول الحلفاء في الحرب العالمية الأولى والثانية بمقابر الكومنولث بمختلف أرجاء العالم.
أحيت السفارة البريطانية بالقاهرة، الأحد، ذكرى قتلاها بالحرب العالمية بوضع إكليل من الزهور على مقابر الكومنولث في هليوبوليس شرقي القاهرة.
وتحل ذكرى الجنود القتلى في الحرب العالمية الأولى، الموافقة 11 من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، لتعيد إلى الأذهان بشاعة ما تفضي إليه الحروب.
وأنشئت هيئة الكومنولث لمقابر الحرب بموجب الميثاق الملكي البريطاني الذي أصدر عام 1917 لتخليد ذكرى ضحايا الحروب والذين بلغ عددهم نحو مليون و700 ألف رجل وامرأة ينتمون لقوات الكومنولث والذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية.
والهيئة عبارة عن منظمة غير ربحية قام بإنشائها سير فابيان وار، لتقوم بإنشاء 2.500 مقبرة، وكذلك إنشاء شواهد أضرحة لكثير من المقابر ونصب تذكارية لوضع أسماء بعض الأشخاص المفقودين خلال هذه الحروب.
وتشرف الهيئة على نحو 23 ألف موقع لهذه المقابر تنتشر في 150 دولة في العالم، وتسعى للحفاظ عليها وصيانتها؛ كما أن أسماء جميع الجنود التي تحتويهم هذه المقابر موجودة بسجلات الهيئة.
كما تشرف الهيئة على 40 ألف مقبرة من جنسيات أخرى إضافة إلى 25 ألف مقبرة مدنية غير حربية.
زهرة الخشخاش
وفي أستراليا، سرقت حمامة زهور الخشخاش من قبر الجندي المجهول عند النصب التذكاري الوطني بالعاصمة الأسترالية كانبيرا واستخدمته في بناء عش ملون في المكان مع اقتراب إحياء يوم الذكرى تكريما للجنود الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى.
وذكرت صحيفة (وست أستراليان) أن الحمامة شيدت العش بالزهور الحمراء تحت ضوء ناعم يتسلل من نافذة زجاج ملون في النصب التذكاري.
وزهرة الخشخاش رمز تستخدمه دول الكومنولث عرفانًا بالتضحية التي قدمها أفراد القوات المسلحة الذين لقوا حتفهم وهم يؤدون الواجب.
كانت الدول التي خاضت الحرب، قد اتفقت فيما بينها على أن تتولى دول الكومنولث وإيطاليا وألمانيا الاحتفالات الرسمية مرة بالتناوب كل عام، ولم يجتمعوا معا إلا في احتفالات الذكرى الـ60 للحرب، وعلى هامش الاحتفالات الرسمية تحيي كل دولة ذكرى جنودها بمقابرها الخاصة.
وتتضمن المراسم الرسمية للاحتفال، إقامة الصلاة الجنائزية على أرواح ضحايا الحرب، وعزف السلام الوطني للدولة صاحبة الاحتفال، وإنشاد الترانيم التي تدعو إلى السلام والمحبة ونبذ العنف في أنحاء العالم ونشر السلام على الأرض.
مقابر الكومنولث بمصر
وفي مصر 16 مقبرة منتشرة بمحافظاتها، وموزعة ما بين صلاح سالم وهليوبوليس بمحافظة القاهرة، والحضرة والشاطبي والمنارة بأبوقير بمحافظة الإسكندرية، والعلمين والسلوم بمحافظة مطروح، إلى جانب مقبرتين بمحافظة بورسعيد، وفايد والقنطرة شرق والإسماعيلية والتل الكبير ومعسكر الجلاء بمحافظة الاسماعيلية، ومقبرة بمحافظة السويس، ومقبرة بمحافظة أسوان.
وتضم مقبرة دول الكومنولث الواقعة بمدينة العلمين بساحل مصر الشمالي، 7367 من جنود وضباط بريطانيا ونيوزيلندا وأستراليا وجنوب أفريقيا وفرنسا وماليزيا والهند، وكتب على جدران المقابر أسماء 11945 من المفقودين في الحرب.
وتقع مقبرة الجنود الإيطاليين، غربي مدينة العلمين بنحو 5 كيلومترات وهي من أجمل المباني من حيث الفخامة وفن المعمار، وتضم كنيسة صغيرة وقاعة ومتحفًا صغيرًا ومسجدًا، لزوار الجنود الليبيين الذين حاربوا إلى جانب إيطاليا، ودفن بالمقابر الإيطالية 4800 من الجنود والضباط، ومدون على الجدران أسماء القتلى وأكثر من 38 ألفًا فقدوا في الصحراء، وعلى مقربة تقع مقابر الجنود الليبيين الذين حاربوا إلى جانب إيطاليا وتوليها نفس الرعاية.
أما المقابر الألمانية فتقع غربي مدينة العلمين بنحو 3 كيلومترات وتطل على شاطئ البحر وشيدت عام 1959، على ربوة مرتفعة، ودفن فيها نحو 4231 جنديًا وضابطًا، من بينهم 31 جنديا مجهولين الجنسية، ويوجد بها قاعة لمقتنيات الجنود.
يذكر أن صحراء مطروح التي دفن بها قتلى الدول المتحاربة، سممها المتحاربون خلال الحرب العالمية الثانية، بملايين الألغام التي تقدر بنحو 17 مليون لغم أرضي وأجسام قابلة للانفجار، على امتداد الشريط الساحلي بمحافظة مطروح ويتركز معظمها بمنطقة العلمين، تسببت في قتل وإصابة المئات من المصريين، وعطلت تنمية المنطقة واستغلال أراضيها.
aXA6IDMuMTM1LjIxNS44MiA= جزيرة ام اند امز