اليوم العالمي للمياه.. ريادة إماراتية لتعزيز الأمن المائي

تؤكد دولة الإمارات دوما التزامها بمواجهة تحديات ندرة المياه، ومن خلال عدة طرق أبرزها إطلاق "مبادرة محمد بن زايد للماء" واستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026 بالشراكة مع السنغال.
تسعى دولة الإمارات لدفع عجلة تنفيذ التعهدات والالتزامات لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة.
حققت الإمارات إنجازات بارزة في إنتاج المياه النظيفة باستخدام تقنيات متقدمة، إلى جانب جهودها المستمرة لدعم المجتمعات المتضررة وتعزيز التعاون العالمي في هذا المجال.
تواصل دولة الإمارات ترسيخ مكانتها الرائدة في مجال الاستدامة المائية، من خلال استراتيجيات ومبادرات نوعية تسهم في تعزيز الأمن المائي، وتحقيق الاستدامة البيئية، ودعم الجهود العالمية في مواجهة تحديات ندرة المياه.
- اليوم العالمي للمياه.. 5 أسباب تفرض على الكوكب حماية «الموارد العذبة»
- اليوم العالمي للمياه.. الإمارات تعزز استدامة مواردها عبر استراتيجيات طموحة
وفي اليوم العالمي للمياه، الذي يصادف في 22 مارس/آذار من كل عام، تؤكد ممارسات الإمارات التزامها المستمر بتطوير حلول مبتكرة في إدارة الموارد المائية، عبر سياسات واستراتيجيات متكاملة تعتمد على أحدث التقنيات، وتعزز كفاءة الاستهلاك، وتدعم البحوث العلمية، لضمان استدامة هذا المورد الحيوي للأجيال القادمة.
يعكس النهج المتكامل الذي تتبناه الإمارات قدرتها على تحقيق التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية، ما جعلها نموذجاً عالمياً في الإدارة الفعالة للمياه.
استراتيجية الأمن المائي
وانطلاقاً من التزامها بتعزيز الأمن المائي، أطلقت الإمارات في 2017 ممثلة بوزارة الطاقة والبنية التحتية استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036 التي تهدف إلى خفض إجمالي الطلب على الموارد المائية بنسبة 21%، وزيادة مؤشر إنتاجية المياه إلى 110 دولارات لكل متر مكعب، وخفض مؤشر ندرة المياه بمقدار 3 درجات، وزيادة نسبة إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95%، وتوفير سعة تخزين لمدة يومي تخزين للحالات العادية في النظام المائي، وفق وكالة الأنباء الإماراتية.
وخلال مشاركتها في فعاليات"COP28" أعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية وهيئة البيئة – أبوظبي، عن إطلاق أول خريطة هيدروجيولوجية للإمارات، وهي خطة وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستدامة في استخدام المياه والحفاظ على هذا المورد الحيوي.
أطلقت الوزارة مبادرة الإدارة المتكاملة للسدود والمنشآت المائية، وهاكاثون مستقبل المياه في أصول البنية التحتية، بهدف المساعدة على حل تحديات إدارة المياه التي تواجه إدارة أصول البنية التحتية.
دعم تحقيق الأمن المائي في الإمارات
بدورها، تواصل شركة "الاتحاد للماء والكهرباء" دعم تحقيق الأمن المائي في الإمارات من خلال مشاريع مثل محطة نقاء لتحلية مياه البحر بتقنية التناضح العكسي بسعة 150 مليون غالون يوميًا، ومركز الخريجة لتخزين وتوزيع المياه بسعة 180 مليون جالون.
في ذات السياق، تواصل هيئة كهرباء ومياه دبي تعزيز استدامة المياه عبر مشاريع تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، التي تتطلب طاقة أقل، مستهدفةً إنتاج 100% من المياه المحلاة باستخدام الطاقة النظيفة بحلول 2030.
تبلغ القدرة الإنتاجية للهيئة 495 مليون غالون يوميًا من المياه المحلاة، وستصل إلى 735 مليونًا بحلول 2030.
وفي إطار الجهود العالمية للإمارات، تسهم "مبادرة محمد بن زايد للماء" في مواجهة التحدي المتزايد لندرة المياه على مستوى العالم، حيث أطلقت في مارس 2024 مسابقة "إكس برايز للحد من ندرة المياه" بالشراكة مع مؤسسة "إكس برايز"، التي تهدف إلى تعزيز الوصول إلى المياه النظيفة على نطاق واسع من خلال تقديم حلول فاعلة ومستدامة وتطويرها لتعزيز كفاءة تقنيات تحلية المياه وتكلفتها.
ووقعت مبادرة محمد بن زايد للماء والبنك الدولي في فبراير/شباط الماضي مذكرة تفاهم لتوحيد الجهود الرامية إلى تسريع الابتكار والاستثمار لمعالجة أزمة ندرة المياه العالمية وتعزيز الأمن المائي حول العالم.
في السياق ذاته، تعمل مؤسسة "سقيا الإمارات" بصورة رئيسية في بحث وتنمية حلول لمشاكل شح المياه وتوفير المياه الصالحة للشرب لتساعد المجتمعات التي تعاني من نقص وتلوث المياه، كما تواصل جائزة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للمياه التي تشرف عليها مؤسسة "سقيا الإمارات" تكريم المؤسسات ومراكز البحوث والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم، ممن يطورون تقنيات ونماذج مبتكرة لإنتاج وتحلية وتنقية المياه باستخدام الطاقة المتجددة.
مورد حيوي
بمناسبة اليوم العالمي للمياه، قالت الدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة بالإمارات: "مع احتفالنا باليوم العالمي للمياه، نقف لحظة تأمّل فيما يشكله هذا المورد الحيوي من أهمية بالغة، كونه شريان الحياة لكوكبنا حيث يعاني اليوم 2.2 مليار شخص -أي واحد من كل أربعة- في العالم، من الحرمان من المياه النظيفة والآمنة".
أضافت، أن "هذه الحقيقة تتطلب منا تعزيز التزامنا بالإدارة المستدامة للمياه والعمل على ضمان مستقبل مائي مستدام للجميع".
وتابعت في تصريح بهذه المناسبة، "يُركز موضوع هذا العام، - حماية الأنهار الجليدية-، على حقيقة مفادها أن هذه النظم البيئية، رغم بعدها الجغرافي، ترتبط بشكل وثيق بأمننا المائي الوطني في دولة الإمارات.. فمع ارتفاع درجات الحرارة العالمية والتغيرات المناخية، فقدت الأنهار الجليدية أكثر من 6,500 مليار طن -تعادل 5%- من جليدها، منذ بداية القرن، وهو معدل ذوبان غير مستدام يشكل تهديداً خطيراً على مستقبل الموارد المائية".
وأكدت أن الإمارات تدرك العواقب العالمية لاختفاء الأنهار الجليدية، حيث يؤثر ذلك على الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي يُسرّع من ارتفاع مستوى سطح البحر.
ومن هذا المنطلق، أكدت أن الإمارات تلتزم بالإدارة المستدامة للمياه حيث تقود استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 مسيرة الدولة نحو خفض الانبعاثات، فيما توجه استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036 جهودها نحو إدارة متكاملة للموارد المائية، بهدف تقليل إجمالي الطلب على المياه بنسبة 21% وتعزيز كفاءة استخدامها عبر مختلف القطاعات.
وقالت: "تعزيزاً لهذا الالتزام، وانطلاقاً من رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تتصدى دولة الإمارات لتحديات ندرة المياه العالمية من خلال مبادرة محمد بن زايد للماء، التي تهدف إلى زيادة الوعي، وتسريع الابتكار، وتعزيز التعاون لضمان مستقبل مائي مستدام".