دعوة شبابية لـ"إضراب عالمي من أجل المناخ" الجمعة
الدعوة المنشورة عبر "فيسبوك" تقول: "ننفذ إضرابا لنطالب حكوماتنا بالقيام بواجباتها وتقدم لنا أدلة على اتخاذ التدابير اللازمة نحو المناخ"
تقام، الجمعة، مظاهرات شبابية من أجل المناخ حول العالم يطالب فيها الشباب بتدابير أكثر صرامة لحماية البيئة، في مبادرة هي الأولى من نوعها استُلهمت من حركة المراهقة السويدية جريتا تونبرج.
وكان صدى الإضراب الأسبوعي الذي تطلقه الناشطة اليافعة منذ الصيف كلّ جمعة أمام البرلمان في ستوكهولم حاملة لافتة كتب عليها "الإضراب عن الدراسة من أجل المناخ" اقتصر على بعض البلدان الأوروبية، أبرزها بلجيكا وألمانيا حيث نزل الشباب إلى الشوارع بالآلاف.
لكن في سياق هذا "الإضراب العالمي من أجل المستقبل" المتوقع في 15 مارس/آذار المقبل، يستعد تلاميذ مدارس وطلاب جامعيون لترك قاعات الدراسة من سيدني إلى مونتريال ومن طوكيو إلى باريس، مرورا بهونج كونج وكمبالا.
وجاء في نص الدعوة المنشورة عبر "فيسبوك": "ننفذ إضرابا لنطالب حكوماتنا بالقيام بواجباتها وتقدم لنا أدلة على اتخاذ التدابير اللازمة لكبح الاحترار المناخي وحصره بدرجتين مئويتين مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية بموجب اتفاق باريس."
وأضافت: "حتى اللحظة، يكتفي القادة بالقول إنهم سيبذلون ما في وسعهم، وهو أمر غير كاف، نريدكم أن تعيشوا منذ الآن حالة ذعر مناخية".
وبحسب "فرايدايز فور فيوتشر"، وهو اسم الحركة التي أطلقتها الناشطة البيئية البالغة من العمر 16 عاماً، من المقرر تنظيم أكثر من 1000 تجمع في نحو 100 بلد. لكن يصعب التكهن بعدد المشاركين في كثير من هذه المدن.
وتقول كارن أوبراين عالمة الاجتماع في جامعة أوسلو: "هذه اللحظة مهمة جدا، ليس فقط على صعيد عدد الشباب الذين سيشاركون في الإضراب، بل أيضا النقاشات التي قد يثيرها هذا الأمر بين أفراد العائلات أو الأصدقاء أو في المدارس".
وتضيف: "الاختبار الذي ستخضع له الحركة لا يرتبط بعدد المشاركين، بل بالتدابير التي ستتخذ في المجتمع ردا على أزمة المناخ".
هل لدى هؤلاء الشباب أي فرصة في تغيير الوضع؟ يجيب سيباستيان تريير، المدير العام لمعهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية: "هؤلاء هم ناخبو الغد وينظر إليهم باهتمام من الأحزاب السياسية".
وحاول مسؤولون سياسيون كثر في بلدان عدة بينها ألمانيا وبريطانيا وهونج كونج، توجيه الشباب للعودة إلى صفوف الدراسة وتفادي الإضراب، محذرين من تبعات التغيب الدراسي.
وتقول أديلاييد شارلييه وهي تلميذة ثانوية بلجيكية عمرها 18 عاما: "بالتأكيد، ثمة أشخاص لا يأخذوننا على محمل الجد، عبر القول إننا صغار ونتحدث في أمر لا نفقه فيه".
وتضيف: "لكني أقول لهم إننا نستعلم ومن خلال استعلامنا لاحظنا أننا بعيدون جدا عن الأهداف التي وضعناها، ونحن نتجه نحو ضرب رأسنا بالحائط".
وفي فرنسا، دعا وزير التربية الوطنية إلى نقاشات بشأن المناخ في المدارس، الجمعة، وهي "خطوة بائسة لمحاولة خنق الاحتجاجات"، وفق منظمة "يوث فور كلايمت" في فرعها المحلي.
أما رؤساء بلديات مدن عدة في ائتلاف "سي 40" من أجل المناخ، فقد أبدوا دعمهم للتحركات الشبابية.
وقال رئيس بلدية سيدني كلوفر مور: "هم الذين سيدفعون الثمن الأكبر جراء عدم تحرك الحكومات"، مبديا الفخر إزاء التضامن مع كفاحهم من أجل العدالة".
وتأمل منظمة "350. أورج" بأن يكون ما قبل 15 مارس/آذار مختلفا عما بعده.
ويوضح نيكولاس هيرينجر: "هذا الإضراب العالمي سيشكل مفصلا في التاريخ العالمي ولحظة سيتعلم فيها البالغون كيف يحذون حذو أبنائهم".
وتندرج هذه التعبئة الشبابية في إطار حركة مناخية أوسع مع خطوات عصيان مدني أو دعاوى قضائية كتلك التي ستقدمها 4 منظمات غير حكومية، الخميس، في باريس ضد الدولة الفرنسية بدعم من أكثر من مليوني توقيع لعريضة، على خلفية التلكؤ في مواجهة التحديات المناخية.