شطب الديون.. "قبلة حياة" للجنيه السوداني
توقع خبراء أن يحدث قرار مجموعة نادي باريس والذي تضمن إعفاء بعض من ديونها على السودان، تأثيرات إيجابية على اقتصاد البلاد المتدهور.
وأكد خبراء لـ"العين الإخبارية" على أن القرار سيربك سوق النقد الأجنبي الموازية، وسيؤدي إلى إنعاش قيمة الجنيه، نظراً لاعتماد الاقتصاد السوداني على عامل "التوقعات" وتأثره بأنباء المنح والتدفقات النقدية من الخارج.
وحث الخبراء، المجتمع الدولي على الإسراع في الوفاء بتعهداتهم الخاصة بإعفاء ديون الخرطوم.
ومع بزوغ فجر الجمعة، وافق نادي باريس على شطب 14 مليار دولار من ديون السودان، وإعادة هيكلة بقية المديونيات.
وحسب ما نقلته رويترز عن إيمانويل مولين رئيس النادي، فإن المديونية في حدود 23.5 مليار دولار، وستتم إعادة هيكلة 9.4 مليار دولار بالإضافة إلى 14 مليار دولار سيتم شطبها.
وقال رئيس نادي باريس إنه يتعين على دائني السودان الآخرين من القطاعين العام والخاص بذل جهود مماثلة حيال ديون البلاد.
تأتي هذه الخطوة بعد أيام من موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على انضمام السودان إلى مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون "هيبيك" والتي تمهد لإعفاء ديون الخرطوم الخارجية والتي تفوق الـ50 مليار دولار أمريكي.
ويقول الخبير الاقتصادي السوداني، أحمد خليل، إن إسقاط جزء من ديون السودان سينعكس بشكل إيجابي على الأوضاع الاقتصادية قريبا، وربما يشهد سعر الجنيه صعودا أمام العملات الأجنبية وتتوقف المضاربات نظرا لمخاوف كبيرة ستسود المضاربين في النقد الحر.
وأضاف خليل لـ"العين الإخبارية" "اقتصاد السودان قائم على عامل التوقع، والأسعار السائدة الآن ليست حقيقية لذلك من البديهي أن تشهد حالة من الانخفاض خلال الأيام القليلة، أما على المدى البعيد سوف يحدث تخفيف الديون في تحسين الوضع الاقتصادي وصولا لمعدلات نمو كبيرة واستقرار منشود".
وتابع "موافقة دول مجموعة نادي باريس على إعفاء 14 مليار دولار من ديون السودان يعكس صدق نوايا الدول الكبرى تجاه الخرطوم ومساندتها الحقيقية للبلاد من أجل إنجاح عملية الانتقال الديمقراطي".
وأثقلت الديون المتراكمة كاهل السودان لنحو 4 عقود وحرمته من الاستفادة من مؤسسات التمويل الدولية، وقد فشل نظام الإخوان المعزول في تسوية تلك الديون التي تراكمت في عهده نتيجة لسياساته وممارساته العدائية للمجتمع الدولي.
ووصف الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الناير خطوة نادي باريس بأنها إيجابية ومهمة للغاية، ولكن المحك الحقيقي يكمن في إسقاط فعلي للرقم الذي تعهدت به، ولا يكون الأمر مجرد وعد يخضع لمراحل أخرى تكتمل في عامين أو 3 سنوات كما جرت العادة.
وقال الناير في حديثه لـ"العين الإخبارية" إن إعفاء الدين الخارجي لن يكون له تأثيرات كبيرة على الأوضاع المعيشية الماثلة في الوقت القريب، ولكن ستظهر نتائجه في حركة الاقتصاد خلال المدى الطويل.
وشدد على أن تحسين الأوضاع الاقتصادية الحالية يتطلب سياسات تحدث الاستقرار في سعر الصرف وخفض التضخم، وذلك من خلال التركيز على موارد متاحة منها الذهب ومدخرات المغتربين بجانب ضبط الصرف والإنفاق العام، لكن إعفاء الدين الخارجي لن يكون له تأثير بالمدى القريب.
بدوره، اعتبر الخبير الاقتصادي صدقي كبلو، خطوة إعفاء 14 مليار من ديون السودان خطوة مهمة وستعمل على تخفيف عبء الديون على البلاد مما ينعكس إيجابا على مشوار الإصلاح الاقتصادي في الدولة.
وذكر كبلو في حديثه لـ"العين الاخبارية" أن قرار إعفاء ديون نادي باريس تحكمه نوايا سياسية للدول الكبري فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف: صدور القرار أيضا محاولة للحفاظ على مصداقية الحكومة الانتقالية أمام الرأي العام المحلي، ونتوقع إعفاء باقي الديون بعد تطبيق كامل لروشتة الإصلاح الاقتصادي.
وتم ضم السودان لمبادرة هيبيك بعد أن طبق روشتة إصلاح اقتصادي بإشراف صندوق النقد الدولي قضت برفع الدعم عن الوقود وتعويم جزئي للجنيه وإلغاء ما يسمى الدولار الجمركي وإصلاح كثير من التشريعات التي تحد من حرية حركة التجارة.
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xMyA= جزيرة ام اند امز