ماني وبرشلونة.. حلم أحياه ميسي وقتله "مدرب المستقبل"

حلم اللعب لبرشلونة الذي يراود السنغالي ساديو ماني نجم ليفربول بين دعم ليونيل ميسي قائد الفريق الكتالوني ورفض المدرب المستقبلي له.

يمثل نادي برشلونة الإسباني حلما ذهبيا لأي لاعب كرة قدم في العالم مهما كانت الإنجازات التي حققها على المستوى الفردي أو الجماعي، وهو ما ينطبق على السنغالي ساديو ماني، مهاجم ليفربول الإنجليزي، أفضل لاعبي قارة أفريقيا في عام 2019. 

ماني ارتبط اسمه بالانتقال للعديد من الأندية خلال الفترة الماضية، على رأسها برشلونة الذي يبحث عن بديل لمهاجمه الأوروجواياني لويس سواريز، بالإضافة إلى الغريم التقليدي ريال مدريد.

حلم مُعلن ومثل أعلى

وفي ظل الصراع المُثار في الصحف الإسبانية عن وجهة ماني المقبلة، حسم ساديو ماني الأمر في عام 2018، عندما عبر عن رغبته في تمثيل فريق برشلونة يوماً ما خلال مسيرته الكروية.

• ليس صلاح أو ماني.. كلوب يختار أفضل صفقاته مع ليفربول

وقال ماني في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية في ذلك الحين: "أن ألعب في برشلونة يوماً ما؟، اللعب مع سواريز وفيليبي كوتينيو ومحمد صلاح وفيرجل فان ديك شيء رائع، أعني برشلونة بما أقول"، في إشارة لنجوم "الريدز" القادرين على ارتداء قميص البارسا أيضاً.

برشلونة كان أيضاً موطن المثل الأعلى لساديو ماني، إذ قال في أبريل/نيسان 2019 إن البرازيلي رونالدينيو أفضل لاعبي العالم في 2004 و2005 كان دوماً هو مثله الأعلى.

وعن رونالدينيو يقول ماني: "لقد أحببت رؤيته يلعب كرة القدم، خاصة في كامب نو، لقد تمنيت أن ألعب ضده، سيبقى بطلي إلى الأبد".

إشادة ميسي

ما عزز من هذا الحلم، تلك التصريحات التي أدلى بها الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد برشلونة، العام الماضي، والتي اعتبر فيها أن ماني كان أفضل لاعب في العالم في عام 2019.

ماني حل في المركز الرابعاً في ترتيب جوائز الكرة الذهبية عن عام 2019، والتي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الشهيرة.

وفي تعليقه على حصول ماني على المركز الرابع، قال ليو: "إنه لأمر مؤسف أن نرى ساديو في المركز الرابع، لقد اخترت ماني لأني معجب به، لقد قدم موسماً رائعاً مع ليفربول".

وجاء تصريح ميسي ليتوافق مع الأداء المبهر لماني في موسم 2018-2019، حيث قاد بها فريقه للقب دوري أبطال أوروبا، والحصول على المركز الثاني في الدوري الإنجليزي الممتاز عبر تسجيل 22 هدفاً تُوج بهم لأول مرة هدافاً للدوري الإنجليزي الممتاز، بالتساوي مع زميله المصري محمد صلاح، والجابوني بيير إيميريك أوباميانج مهاجم أرسنال.

الكرة الذهبية

حفلة الكرة الذهبية نفسها كانت سببا في غضب ماني من مدربه الألماني يورجن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول، وفقا لما نقلته وسائل إعلام في ذلك الحين، لتؤكد رغبة اللاعب السنغالي في الرحيل عن ليفربول.

مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الشهيرة أكدت في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، أن ماني لديه استياء من كلوب لدعمه المدافع الهولندي للفريق فيرجل فان ديك على حسابه في سباق الفوز بجائزة الكرة الذهبية.

ماني تلقى دعوات من قبل أكثر من لاعب للرحيل عن جدران ملعب "أنفيلد رود"، إذ قال ديومانسي كامارا، لاعب السنغال السابق، أن ماني لن يحقق طموحه بالفوز بالكرة الذهبية إلا لو رحل من أنفيلد.

وأوضح كامارا أن الوجهة المثالية لماني من أجل الفوز بالكرة الذهبية هي إما الانتقال إلى برشلونة أو غريمه الأزلي ريال مدريد.

صدمة تشافي

وبينما يتصاعد حلم ماني في الحصول على شرف اللعب للفريق الكتالوني، فوجئ بتصريح من الإسباني تشافي هرنانديز، أسطورة الفريق، يرفض فيه فكرة التعاقد مع اللاعب.

وقال تشافي في تصريحات نشرتها صحيفة "ميرور" البريطانية: "أسلوب ماني أو بيير إيميريك أوباميانج قاتل في المساحات الواسعة، فهما لا يتركون لك الفرصة".

واستدرك: "لكن ماني وأوبا لا يناسبان طريقة لعب برشلونة التي تعتمد على التمريرات القصيرة في المساحات الضيقة".

• وصية كرويف وظروف جوارديولا.. شروط تشافي للعودة لبرشلونة
  

ويعني تشافي بتصريحاته أسلوب "التيكي تاكا" الذي يتطلب التمرير السريع، ويحتاج إلى لاعبين لديهم القدرة على التحكم في الكرات في المساحات الضيقة، بعيدا عن عنصر السرعة التي يتمتع بها اللاعب السنغالي.

المدرب المستقبلي

تصريحات تشافي تمثل ضربة في مقتل بالنسبة لماني، لا سيما وأن اللاعب الذي اعتزل اللعب في العام الماضي، هو أبرز المرشحين لتدريب الفريق الكتالوني في السنوات المقبلة.

تشافي هو أحد أساطير برشلونة؛ إذ استطاع خلال الفترة من 1998 إلى 2015 حصد 25 بطولة محلية وقارية ودولية.

وارتبط اسم تشافي بتولي تدريب البارسا في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد اتخاذ الإدارة قرارها بإقالة إرنستو فالفيردي، غير أن اللاعب السابق للبلوجرانا، رفض الموافقة على عرض البارسا سوى بشروط محددة لم تتحقق، ليستقر الأمر في النهاية على تعيين كيكي سيتين خلفا لفالفيردي.

وعن إمكانية تدريب البارسا صرح تشافي في مارس/آذار الماضي: "تولي تدريب برشلونة حلم لي، ولكن حين تكون كل الظروف متاحة، وأكون أنا صاحب القرار النهائي في كل شيء".

وبالنظر إلى رغبة تشافي في أن يكون صاحب القرار النهائي، فإن تصريحاته عن ماني تأتي لتؤكد أنه حال توليه تدريب الفريق إن عاجلاً أو آجلاً لن يحقق حلم اللاعب السنغالي في ارتداء القميص الأحمر والأزرق.