«يو7» من شاومي.. سيارة تُربك عمالقة صناعة السيارات عالمياً
في أقل من عامين، تحوّلت شاومي من شركة متخصصة في الهواتف الذكية إلى لاعب صاعد يثير ريبة كبرى شركات السيارات حول العالم.
وقال تقرير نشرته وكالة بلومبرغ إنه بعد النجاح اللافت لطرازها الأول SU7، تعود الشركة الصينية بسيارتها الكهربائية الثانية YU7، التي تمثل رسالة مباشرة إلى المنافسين، وعلى رأسهم تسلا، بأن المنافسة الحقيقية بدأت الآن.
وقبل عام، لم يُخفِ جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، إعجابه بسيارة SU7 بعد تجربتها لستة أشهر، واصفًا إياها بـ"الوحش الصناعي". ورغم ذلك الإعجاب، يبدو أن طراز YU7 اليوم يزيد من المخاوف داخل الصناعة، لما يقدمه من قفزة كبيرة مقارنة بسابقه.
وتتفوّق YU7 على تسلا موديل Y في عدة جوانب مهمة: فهي أسرع، وتتمتع بمدى أطول، وتشحن بطاريتها في وقت أقل، بينما يأتي سعر نسخة Max الطويلة المدى عند نحو 46 ألف دولار فقط، أي أقل بنحو 11 ألف دولار من موديل Y المكافئ. هذه المعادلة -أداء أعلى وسعر أقل- تجعل YU7 منافسًا مباشرًا في سوق السيارات الكهربائية المتوسطة، وخاصة فئة الـSUV.
وانعكس ذلك على نتائج شاومي المالية، إذ أعلنت الشركة قبل أيام تسجيل أرباح تشغيلية بقيمة 700 مليون يوان (نحو 98 مليون دولار) من قسم السيارات خلال الربع الثالث فقط، ورفعت هدف التسليم السنوي إلى 400 ألف مركبة. وهي مؤشرات واضحة على دخول الشركة مرحلة نمو سريعة ومؤثرة.
وقامت شركة Caresoft Global، المتخصصة في تفكيك السيارات ودراسة أداء أنظمتها - بفحص السيارة. وأكد رئيسها، تيري ويتشوسكي، وهو نائب سابق في جنرال موتورز، أن شاومي لم تكتفِ بمضاهاة تسلا بل "تفوقت عليها في معظم النواحي".
مميزات حاسمة
ومن أبرز النقاط التي أثارت إعجاب خبراء Caresoft قدرة شاومي على تحسين أنظمتها الإلكترونية وتقليل التكلفة خلال عام واحد فقط. فقد قلّصت عدد الوحدات الإلكترونية المسؤولة عن أنظمة المعلومات والترفيه ومساعدة السائق من أربع وحدات في SU7 إلى وحدة واحدة في YU7. كما ألغت الشركة رادارين خلفيين واستبدلتهما بكاميرات، ما خفّض الوزن والتكلفة.
وعلى المستوى التقني، حصلت المحركات الكهربائية على تحسينات تمنح عدد لفّات أعلى وقوة أكبر ومدى أطول، بينما أصبحت البطارية تشحن أسرع من الجيل السابق—وهي ميزة تنافسية مهمة في سوق تشتد فيه المنافسة يومًا بعد يوم.
ومع ذلك، تبقى YU7—مثل SU7—بعيدة عن السوق الأمريكية في المستقبل القريب بسبب التعريفات الجمركية واشتراطات السلامة. ويقدّر ويتشوسكي أن الامتثال للمعايير الأمريكية سيضيف نحو 3,000 دولار إلى تكلفة السيارة، فيما سيؤدي الاعتماد على مورّدين وعمالة محلية إلى رفع التكلفة أكثر. ورغم ذلك، تبقى السيارة مؤشرًا واضحًا على تقدّم الصين السريع في هذا القطاع، ليس فقط بفضل الأسعار المنخفضة، بل بفضل الجودة والابتكار التقني.
وفي الوقت الذي تحقق فيه شركات صينية مثل شاومي قفزات هندسية، تشهد مدن العالم تحولات موازية في مفهوم النقل. ففي فرنسا، باتت مدن محافظة مثل كان تعتمد شوارع خالية من السيارات، ما يعكس توجّهًا عالميًا نحو استعادة المساحات العامة للمشاة والدراجات. مثل هذه التحولات تدعم مستقبل السيارات الكهربائية وتعيد تشكيل العلاقة بين المجتمعات والسيارات.
وما بين الصعود السريع لشاومي والتحولات الحضريّة العالمية، تدخل صناعة السيارات مرحلة جديدة لا ينجو فيها إلا من يستطيع الابتكار بسرعة وبتكلفة قادرة على منافسة ما تصنعه الصين اليوم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTYg جزيرة ام اند امز