قبل جائزة أبوظبي.. كيف تستعد حلبة "مرسى ياس" لسباقات فورمولا 1؟
تستعد حلبة مرسى ياس في العاصمة الإماراتية أبوظبي لاستضافة السباق الأخير من بطولة العالم لسيارات فورمولا 1، يوم الأحد.
وقد يبدو للمتابعين من الوهلة الأولى أن الاستعدادات لتنظيم سباق جائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا 1 قد بدأت خلال هذا الأسبوع، ولكن في حقيقة الأمر أن التحضير لحدث بهذه الأهمية والحجم بدأ منذ عدة أشهر.
كيف تستعد حلبة "مرسى ياس" لسباقات فورمولا 1؟
ويتولى علي البشر، رئيس العمليات التشغيلية في الحلبة، مسؤولية الإشراف على سير العمليات لجميع الفعاليات في حلبة مرسى ياس، بما في ذلك سباق جائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا 1 منذ عام 2015.
ويقول علي البشر عن هذا الأمر: "تتضمن مسؤولياتي باعتباري رئيس العمليات التشغيلية في الحلبة، التأكد من جاهزية الحلبة وجميع مرافقها لاستقبال فرق الفورمولا 1، بالإضافة إلى الفرق المشاركة في سباقات الدعم لكل من فورمولا 2 وفورمولا 4".
وأضاف: "نحن مسؤولون عن ضمان راحتهم عند استضافتهم في مرافقنا، وتشمل هذه الاستعدادات مخططات المداخل والمخارج، والنقل، والعمليات اللوجستية، وجاهزية المرائب، وفلل الفرق، حيث تدير الفرق عملياتها وتنظم فعالياتها، بالإضافة إلى جولة السائقين الاستعراضية، ومراسم التتويج".
ولا يقتصر تركيز علي البشر على الفرق والسائقين فقط، إذ أنه وفريق عمله مسؤولون أيضًا عن جاهزية مراقبي السباق وخضوعهم للتدريبات اللازمة استعدادًا للمنافسات على المسار، لتسير مجريات عطلة الأسبوع بسلاسة وانتظام.
وعن ذلك، يقول البشر: "توفر منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية، وهي المنظمة المحلية الناظمة لبطولات وفعاليات رياضة السيارات، لنا كوادر من مراقبي السباق لإدارة الحدث، وتتراوح مهام هذه الكوادر، بتعدادها الذي يقارب 700 شخص، من مراقبة السباق من جوانب المسار، ورفع السيارات المتوقفة على المسار، وصولًا إلى الحماية من الحرائق، وغيرها من مهام الأمان والسلامة".
وتابع: "كما تتضمن مهامنا الحفاظ على جاهزية المركز الطبي، وتزويد بجميع المعدات الطبية والكوادر البشرية اللازمة، بالإضافة إلى إعداد وتواجد المروحية الطبية".
وكانت المرحلة الأولى للتخطيط لهذا الحدث قد انتهت في شهر مايو/أيار الماضي، وتبعتها مرحلة تدريب المراقبين التي بدأت في شهر يوليو/تموز واستمرت في أغسطس/آب، لتختتم التدريبات في شهر أكتوبر/تشرين الأول، أي قبل شهر من موعد السباق.
ويرى علي البشر أن التحدي الأكبر من الناحية التشغيلية لعطلة أسبوع سباق الفورمولا 1 تكمن في القيود الزمنية الضيقة والوعي التام بأن أنظار العالم بأسره تتجه إلى الحدث.
وأوضح: "في حال وقوع حادث على مسار السباق، لدينا نافذة زمنية ضيقة جدًا للعمل على تأمين المسار وتجهيزه للتسابق مجددًا".
واستطرد: "عند الأخذ بعين الاعتبار الجمهور التلفزيوني العالمي الواسع لسباقات الفورمولا 1، وتوجه أنظار عشرات الملايين من المشجعين في مختلف أنحاء العالم إلى حلبة مرسى ياس وأبوظبي، وجدول عطلة الأسبوع المرسوم والمحدد دقيقةً بدقيقة فالضغوطات النفسية عالية".
كما أن حجم المسؤوليات اللوجستية المرتبطة بحدث من هذا الحجم مذهلة، ففي مرحلة مبكرة من أسبوع السباق، تصل الطائرات المحملة بسيارات الفورمولا 1 ومعدات الفرق وسيارات الأمان، بالإضافة إلى حاويات الشحن البحري، لتبدأ عملية نقلها من إلى الحلبة من المطارات والموانئ على متن شاحنات النقل البري.
ويضيف علي: "الوقت هو العنصر الحاسم، تبدأ الحمولات بالوصول قبل 4 أيام من موعد الحدث، وخلال هذه الفترة يتعين على الفرق بناء سياراتها وإعداداها للسباق، ولذلك لا مجال فإضاعة الوقت فكل دقيقة محسوبة. وهنا يساهم التعاون مع شركائنا في المؤسسات الحكومية الذين يدعمون الحدث ويحرصون على سلاسة وانسيابية العمليات اللوجستية".
ولهذا ليس من المستغرب، أن يخسر علي البشر وزملاؤه في فريق العمل ما يقارب من 8 كيلوجرامات من وزنهم تحت وطأة المهام والمسؤوليات التي يحملونها في عطلة أسبوع السباق.
لكن مع انتهاء السباق وانطلاق الألعاب النارية في سماء حلبة مرسى ياس، تنتقل الأفكار بسرعة لنسخة العام المقبل من سباق الجائزة الكبرى، لتقديمها بمستويات أعلى من الدقة والاحترافية.
aXA6IDE4LjIyMS45My4xNjcg
جزيرة ام اند امز