برسم كاريكاتيري.. ياسر عرفات يثير الجدل في الشارع الفلسطيني
أثارت مجموعة من الرسومات الكاريكاتيرية للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الجدل في الشارع الفلسطيني بعد أن اعتبرها كثيرون مسيئة.
وتم عرض الرسوم في معرض "فلسطين وياسر عرفات"، الذي ينظمه متحف ياسر عرفات بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.
ودافع متحف ياسر عرفات عن قراره عرض الرسومات، ومع ذلك تعرض لانتقادات حادة من قبل الكثير في الشارع الفلسطيني، وسط دعوات لتشكيل لجنة تحقيق في عرضها.
وإثر تصاعد الانتقادات، أعلنت مؤسسة ياسر عرفات إزالة الرسومات.
وبرز من بين المنتقدين ناصر القدوة، الرئيس السابق لمؤسسة ياسر عرفات وابن أخته، الذي قال في بيان: "قلنا سابقاً إن مؤسسة ياسر عرفات ومتحفها قد تم اختطافهما وانتزاعهما بالقوة من المسؤولين عنهما، وذلك من خلال انتهاك قوانين ولوائح المؤسسة بشكل كامل".
وكان القدوة يشير بذلك إلى قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، العام الماضي، إقالته من رئاسة المؤسسة على خلفية قرار القدوة خوض الانتخابات التشريعية، التي لم تجر لاحقا، بقيامة مع مقربين من القيادي في حركة "فتح" مروان البرغوثي.
وقال القدوة: "إن القائمين حالياً على المؤسسة غير شرعيين، بما فيهم مندوب المقاطعة، ولا يمكن أن يكونوا أمينيين عليها وهو ما بات واضحا فيما سمي بمعرض الكاريكاتير الذي افتقد الرؤية والمعايير والتمثيل الأمين للزعيم الراحل".
وأضاف أن "ما حدث يتخطى في خطورته الإساءة للقائد الرمز ومكانته وإثارة غضب أبناء شعبنا في الوطن والشتات والمنافي، بل هو إمعان في الحط من قيمة ومكانة ودور هذه المؤسسة التي كانت أمينة وحريصة على إرث الياسر ورسالته".
وتابع القدوة: "تراث ياسر عرفات وسيرته للأسف ليست بأمان وهذا ليس بالصدفة وهو ما حذرنا منه في السابق".
وصدرت انتقادات مشابهة من عدد من قادة حركة "فتح" الذين طالبوا بمحاسبة المسؤولين.
ولكن متحف ياسر عرفات، المنبثق عن مؤسسة ياسر عرفات، حاول التقليل من وطأة الانتقادات.
وقال المتحف في بيان تلقته "العين الإخبارية": "يتوجه متحف ياسر عرفات إلى جميع مُتابعيه وزواره، بأن ما يتم عرضه من رسومات كاريكاتيرية في معرض (فلسطين وياسر عرفات) خضعت إلى نقاش وفحص، وعلى ذلك سُمح بنشر تلك الرسومات، كما أنه لم يتم نشر رسومات فيها جدل ديني أو عرقي".
وأضاف: "إن الرسومات المعروضة وإذ كان بعضها جدلياً نوعاً ما، تُمثل وجهة نظر راسميها في كيفية دعمهم للقضية الفلسطينية، ومُناصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات. كما أنه تم رسم شخصية أبو عمار من منظورهم الفني والثقافي والاجتماعي الخاص بهم. فبعضهم رآه بمنظار صيني، وآخر جنوب إفريقي، وآخر برازيلي.. وهكذا، وجميعهم من منظار تضامني معنا".
وتابع: "كما أن متحف ياسر عرفات، حريص كُل الحرص على الحفاظ على صورة وسيرة ومسيرة ياسر عرفات وهذا هو العرض المتحفي، وما تم نشره بالمعرض لا يمس ياسر عرفات بشخصيته ورمزيته، ولكن فن الكاريكاتير من الفنون الجدلية والإبداعية، ومع ذلك فقد قمنا بمراجعة كل الرسومات المعروضة، وقد قمنا بإزالة كل الرسومات التي لم تلق تفهماً من الرأي العام الفلسطيني".
وتقدم "المتحف بجزيل الشكر لكل الحريصين والمدافعين عن الصورة الرمزية للقائد المؤسس ياسر عرفات، وكل المتابعين لفعاليات ونشاطات المؤسسة".
وينظر الفلسطينيون الى الراحل ياسر عرفات على انه مهندس الثورة الفلسطينية ورمزها.
ولم تعلق الرئاسة الفلسطينية رسميا على الجدل الذي دار حول الرسمات.
aXA6IDE4LjIxNy4xNjEuMjcg
جزيرة ام اند امز