عام الخمسين.. خارطة طريق إماراتية لتحقيق ريادة عالمية
3 ركائز لاحتفالية الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها، تعد بمثابة خارطة طريق نحو مئويتها الهادفة لأن تكون البلاد الأفضل بالعالم عام 2071.
ركائز تجسد وفاء لما قام به الآباء المؤسسون للدولة منذ تأسيسها عام 1971، وتقديرا لما تقوم به القيادة الإماراتية في النهوض بالحاضر على مختلف الأصعدة والتقدم بخطى ثابتة لتحقيق مستقبل زاهر.
كما تجسد قيم التسامح والأخوة الإنسانية عبر احتفالية على مدار عام كامل تشارك فيها أكثر من 200 جنسية من مختلف الأديان والثقافات يعيشون على أرض الإمارات بانسجام ووئام.
لحظة تاريخية
وأعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، اليوم الثلاثاء، عام 2021 في دولة الإمارات "عام الخمسين" وذلك احتفاء بالذكرى الـ50 لتأسيس الدولة.
وقال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: "إن عام الخمسين يشكل لحظة تاريخية في رحلتنا التي بدأت منذ الإعلان عن قيام دولة الإمارات في عام 1971.. فهو احتفاء بالإرادة العظيمة والعزيمة القوية التي تحلى بها آباؤنا المؤسسون في بناء دولتنا والجهود التي بذلها أبناء الوطن حتى أصبحت دولتنا ولله الحمد إحدى أكبر الدول نمواً وتطوراً في العالم".
وثمن رئيس الإمارات الجهود التي شاركت بها جميع الجنسيات وأسهمت في بناء الدولة، قائلا: "أن عام الخمسين يشكل فرصة للتأمل في إنجازات الخمسين عاماً الماضية في الوقت الذي نستعد فيه للانطلاق بكل ثقة في رحلتنا المقبلة".
وتابع: "تشمل الاحتفالات سلسلة من المبادرات التي تدعو الجميع إلى التأمل في التاريخ العريق والقيم النبيلة والإنجازات الفريدة التي حققتها الدولة، وتصور مستقبلها ونحن نمضي في طريقنا نحو المئوية، مع الالتزام ببناء هذا المستقبل من خلال دعم شبابنا وتزويدهم بالأدوات والمهارات اللازمة للمضي قدماً".
وأضاف: "ان عالمنا اليوم يتغير بسرعة غير مسبوقة، ويصاحب ذلك التغير العديد من الفرص التي تفتح الآفاق للابتكار والإبداع.. فعلينا جميعا مضاعفة الجهود والعمل على خلق أفكار جديدة ومبادرات نوعية والمحافظة على ثرائنا وقيمنا وتنوع مجتمعنا، لتسهم جميعها بغد أفضل ومستقبل مشرق لوطننا".
كلمات من ذهب
كلمات من ذهب تؤكد أن الاحتفال يجسد احتفاء برحلة إنجازات على مدار الخمسين عامًا الأولى من تاريخ الإمارات، ويؤسس في الوقت نفسه لتحوّل فاعل ومستقبل زاهر وتنمية مستدامة في الخمسين عامًا القادمة.
احتفال تؤكد من خلاله الإمارات للعالم أن مسيرة الإنجازات التي انطلقت مع تأسيس الدولة في 2 ديسمبر/كانون الأول 1971، وازدهرت خلال 3 عقود من حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (منذ تأسيس الدولة في 2 ديسمبر 1971، وحتى وافته المنية في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2004)، تتواصل في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
إنجازات تثبت بها الإمارات صحة نهجها وصواب رؤية قيادتها الرشيدة التي غرست في أبناء الإمارات حب التميز والتفرد، ليصبح المركز الأول هدف الجميع وغايتهم على الدوام.
3 ركائز
وينطلق الاحتفال بعام الخمسين رسمياً في 6 أبريل/نيسان عام 2021 ويستمر حتى 31 مارس عام 2022.
ويصاحب الاحتفال إطلاق مبادرات وفعاليات واحتفالات لمدّة عام كامل، تحت إشراف لجنة الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، التي يترأسها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس اللجنة وممثلو مختلف مؤسسات الدولة الاتحادية والمحلية.
وتتمحور الأنشطة المتعلقة بعام الخمسين حول ركائز رئيسة هي:
- إطلاق عام الخمسين بروحٍ احتفالية تشمل كل من يعتبر دولة الإمارات وطناً له.
- دعوة أبناء الوطن إلى التأمل في قيم الماضي وإنجازاته اعتزازاً وفخراً بآبائنا المؤسسين.
- إلهام الشباب لوضع تصوراتهم حول طموحات الخمسين عاماً القادمة، ودعمهم لتحقيق إنجازات وطنية نوعية تعزز مسيرة التقدم والازدهار.
الركيزة الأولى التي تتمحور حول أن إطلاق عام الخمسين بروحٍ احتفالية تشمل كل من يعتبر دولة الإمارات وطناً له.
قيم ومبادئ ورسائل
وتحوي كل ركيزة من الركائز الثلاث، قيم ومبادئ ورسائل هامة، فالركيزة الأولى التي تتضمن إطلاق عام الخمسين بروحٍ احتفالية تشمل كل من يعتبر دولة الإمارات وطناً له.
وهي ركيزة تعزز خطوات الانفتاح الاجتماعي والثقافي، بما يبرز الوجه الحضاري وروح التسامح والإبداع التي تتحلى بها الإمارات، التي تحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف الثقافات والأديان يعيشون فيها بانسجام وتناغم.
أيضا تسهم تلك الركيزة في تشجيع المقيمين وفتح باب التنافس أمامهم، في مشاركة أبناء الإمارات في تعزيز مسيرة التنمية وبناء قدرات الدولة، واستثمار مقدراتها ومواردها، والنهوض بها في مختلف المجالات، باعتبار الإمارات وطنهم أيضا.
أيضا ترسخ الإمارات بتلك الخطوة ثقافة الأخوة الإنسانية التي تسعى لنشرها على الصعيد العالمي.
أما الركيزة الثانية وهي دعوة أبناء الوطن إلى التأمل في قيم الماضي وإنجازاته اعتزازاً وفخراً بآبائنا المؤسسين، وهي رسالة وفاء لما قام به الآباء المؤسسون من إنجازات على مدار نصف قرن، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني ومؤسس دولة الإمارات.
ليكون هذا العام كما قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: "للاحتفاء بالإرادة العظيمة والعزيمة القوية التي تحلى بها آباؤنا المؤسسون في بناء دولتنا والجهود التي بذلها أبناء الوطن حتى أصبحت دولتنا ولله الحمد إحدى أكبر الدول نمواً وتطوراً في العالم".
ركيزة تبرز أهمية التمسك بمنظومة القيم الإنسانية والحضارية التي وضعها الآباء المؤسسون للدولة والتي يأتي على رأسها مبدأ الاتحاد والمشاركة، والعدالة والمساواة، والعزيمة والإصرار، وقهر المستحيل، والاستثمار في المستقبل لتظل تلك القيم حية في نفوس كل أبناء الوطن.
أما الركيزة الثالثة فهي إلهام الشباب لوضع تصوراتهم حول طموحات الخمسين عاماً القادمة، ودعمهم لتحقيق إنجازات وطنية نوعية تعزز مسيرة التقدم والازدهار.
وترتبط تلك الركيزة بسابقتها، فكما أصبحت دولة الإمارات على ما عليه اليوم من تقدم وتطور وازدهار بفضل ما قام به الآباء المؤسسون وواصله القيادة الرشيدة، فإن إن الأمل اليوم معقود على الشباب الذين تتوفر لهم كافة الإمكانات لصنع غد أفضل.
وتجسد تلك الركيزة رؤية الإمارات التنموية، التي تنطلق من أن الشباب هم الثروة الدائمة التي ينبغي العمل على تنميتها وتعظيم الاستفادة منها، وهو ما تعمل عليه الإمارات من خلال مبادرات عديدة تستهدف تجهيز جيل يحمل راية المستقبل في دولة الإمارات ويتمتع بأعلى المستويات العلمية والقيم الأخلاقية والإيجابية ورفع مكانة الدولة لمنافسة أفضل دول العالم.
وفي إطار الإعداد للخمسين عاما القادمة، ترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات خلوة وزارية الشهر الماضي وذلك بهدف وضع إطار استراتيجي للرؤية التنموية لدولة الإمارات خلال الخمسين عامًا المقبلة.
مئوية الإمارات.. إنجازات تاريخية
جميع تلك الركائز التي تتمحور حولها مبادرات واحتفاليات عام الخمسين، يدفع بنجاحها في تحقيق أهدافها جملة من الإنجازات التاريخية في مختلف المجالات، تتوج بها الإمارات إنجازات الخمسين عاما الأولى من تاريخا، وتؤسس بها للانطلاق نحو مستقبل زاهر في مئويتها عام 2071.
من أبرز تلك الإنجازات، تحقيق الإمارات إنجازا تاريخيا بوصول "مسبار الأمل" إلى المريخ 9 فبراير/شباط الماضي، كأول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وينتظر العالم من المسبار خلال عام الخمسين تقديم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي على مدار العام.
من الفضاء إلى الأرض، حيث إنجاز تاريخي آخر حققته الإمارات في مجال البرنامج النووي السلمي، بعد نجاح الإمارات في التشغيل الآمن والناجح لمحطتين من محطات براكة للطاقة النووية السلمية الأربعة.
ويضاف المشروع لسلسلة من المشاريع النوعية التي تنفذها الإمارات في السنوات الأخيرة والتي تبني من خلالها مستقبل مسار التنمية في الإمارات في مرحلة ما بعد الخمسين عاماً من تأسيسها.
أيضا يترقب العالم انطلاق معرض "إكسبو 2020 دبي" المُزمع افتتاحه في شهر أكتوبر من العام المقبل، لتصبح الإمارات أول دول الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم العربي تحتضن هذا الحدث العالمي.