عام زايد يطل من نافذة الشتاء المبرد بأحلام السماء الصافية، ونجومها الغافية على خاصرة قمر يمر عبر مضايق الأيام
عام زايد يطل من نافذة الشتاء المبرد بأحلام السماء الصافية، ونجومها الغافية على خاصرة قمر يمر عبر مضايق الأيام، ويسهب في السهر، ويقرأ للغيمة الرافلة بالبياض قصة زعيم مر من هنا، كانت يداه مبسوطتين، وعيناه معلقتين في الأفق ينظر إلى الوطن بأنه البيت، وأفراده أشقاء، يسترخون على أريكة الحب والوفاء.
عام زايد تاريخ تهل أقماره مآثر، ومؤثرات وثراء في المنجز القيمي والأخلاقي، وفي فيافي الحياة تبدو الصفحات مثل مصابيح تضيء الذاكرة، وتنير الطريق لمن عشقوا زايد، وتربوا على تلاوة قصيدته، وترتيل إبداعاته على أرض الوطن، وفي صدور الصغار والكبار.
عام زايد يضيف إلى حبات المسبحة حبة أخرى من فصوص الزمرد وعقيق الانتماء، عام ينسكب على الأذهان مثل قطرات المطر، فتنمو أعشاب الحياة وتخضر القلوب، ونحن في زمن في أمس الحاجة إلى تخضير الدروب، ورصّ الأحزمة المعشوشبة بالحب.
عام زايد ينصب خيام ذاكرته على كثيب محبتنا، ويشعل سراج الزمن كي يحطب العاشقون من غافة سامقة، ونخلة باسقة، ويصففون أطباق الفرح على مائدة الأمل الجميل، ويمضون في الذاكرة إلى حيث بدأ زايد، طيب الله ثراه، وإلى حيث ختم المسيرة المظفرة بأنبل ما يبذله الإنسان لوطنه وشعبه وللإنسانية جمعاء.
هنا في مضارب ومناقب وسواكب زايد الخير، تبدو الصحراء وكأنها سفينة تطفو على ظهر موجة عطاء، ويبدو الإنسان غواصاً نال من فيض الأعماق، ما جعله يزدان بالأخلاق وسيرة الأعراق، وأحداقه مثل نجوم تعلقت في بطن السماء، تمضي للمجد سارية ساهرة مبهرة مزدهرة بالجمال، زاهية بالنبوغ والبلوغ، مسفرة عن ثراء السجية وغنى الثنايا، مسافرة في محيط العالم متباهية لأنها تنتمي إلى زايد، ولأنها تعيش على أرض زيّنها زايد، ورصّع مخيالها بقلائد الفخر والعز والكبرياء والكرامة، والقيم النبيلة والشيم العالية وأخلاق النجباء، ومبادئ الأصفياء وسير النبلاء.
عام زايد يضيف إلى حبات المسبحة حبة أخرى من فصوص الزمرد وعقيق الانتماء، عام ينسكب على الأذهان مثل قطرات المطر، فتنمو أعشاب الحياة وتخضر القلوب، ونحن في زمن في أمس الحاجة إلى تخضير الدروب، ورص الأحزمة المعشوشبة بالحب، اتقاء لما تفرزه دوائر الشر في العالم.
عام زايد يدخل منازلنا بجلباب البياض ونصوع المخيلة، وسطوع الحلم وتلألؤ الذاكرة بمآثر من صنع الأثر من وهج السجايا النقية، والطوايا الصافية، والثنايا العذبة، وفطرة الصحراء، وشفافية النخلة، وعفوية الغاف، وعراقة النسل والفصل.
عام زايد، إكليل جديد، يعطر أعوامنا وأعمارنا، وينثر عبيره في تلافيف المكان وخلايا الزمان، ونحن الطيور تحدق وتحلق وتتألق فخراً بهذا العطاء الرباني الذي حظي به زايد الخير، طيب الله ثراه، وهذا الثراء في حكمة البوح وفطنة الفعل، وحنكة المعطى، وثبات الخطوة، وثقة الوثبة نحو الحياة ونحو الأمل ونحو العمل.
عام زايد نحتاجه لأنه الأكسير الذي يمنحنا القناعة بأننا الأميز، ويمنحنا المناعة من أي تنازل عن حقنا كأسعد شعب على وجه الأرض.
نقلا عن الاتحاد
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة