عام على العقوبات.. إيران ترتعد من الانهيار الاقتصادي
الإحصاءات الرسمية تشير إلى ارتفاع إيجارات العقارات 104% مقارنة بالعام الماضي، وارتفاع أسعار الغذاء بشكل لم يعد بالإمكان السيطرة عليها.
تحت وطأة العقوبات الأمريكية، تضرب الفوضى الحكومة الإيرانية يوما بعد يوم، ويسود البلاد رعب كبير من انهيار اقتصادي يلوح في الأفق، وفق صحيفة هاندلاس بلات الألمانية الاقتصادية الخاصة.
وقبل عام من الآن، أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، بعد 3 أشهر من إعلان انسحابها من الاتفاق النووي المبرم في 2015، بسبب رعاية إيران للإرهاب في الشرق الأوسط.
الصحيفة قالت في تقريرها: "إذا أردت أن تعرف الحال الذي وصلت إليه إيران، فعليك تتبع حياة الشاب ريزا"، مضيفة: "لقد فقد عمله ولم يعد يملك سكنا، ويقضي ليلته كل يوم في سيارة بالشارع".
- تضاعف التضخم
ووفق الإحصاءات الرسمية الإيرانية، فإن إيجارات العقارات ارتفعت بمقدار 104% مقارنة بالعام الماضي، وانفجرت أسعار الغذاء بشكل لم يعد بالإمكان السيطرة عليها، وفق ما نقلته الصحيفة.
وعلى سبيل المثال، تضاعفت أسعار البطاطس 4 مرات، وارتفع سعر الطماطم 140% مقارنة بالعام الماضي، والسكر 119%.
وبشكل عام، ارتفع معدل التضخم من 20 إلى 40% في عام واحد. وفي الوقت نفسه هناك ارتفاع كبير في معدل البطالة وتراجع في الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 6%.
شيفا، وهي طبيبة أسنان في طهران، قالت للصحيفة: "لم تعد المنتجات المستوردة متوفرة بأسعار معقولة"، موضحة: "كانت الحقن المخدرة متوفرة بـ450 ألف ريال قبل عام، الآن بات سعرها عشرة أضعاف ذلك".
ويرجع ذلك إلى انهيار العملة الإيرانية التي فقدت 60% من قيمتها أمام الدولار، ووفقا لـ"هاندلاس بلات"، فإن الوضع في المقاطعات والريف أسوأ بكثير من العاصمة.
وأوضحت: "في 8 مقاطعات على الأقل، يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء".
- السلع الغذائية نادرة الوجود
ولفتت إلى أن اجتماعا حكوميا، الإثنين الماضي، ناقش نقص الغذاء الحاد في المقاطعات، موضحة: "الأرز والقمح واللحوم نادرة الوجود في مقاطعات عدة".
وذكرت الصحيفة أيضا: "في أجزاء من البلاد، لا تتوفر مياه الشرب النظيفة".
ومضت قائلة: "في أماكن عدة، لم يتلق الموظفون رواتبهم منذ أشهر، ونظم عمال مثل عمال السكك الحديدية إضرابات ومظاهرات في الشوارع مؤخرا".
وفي ظل ذلك الوضع، يسود الشارع رعب كبير من الانهيار الاقتصادي الذي يلوح في الأفق، وتضرب الفوضى الحكومة، وفق الصحيفة.
ولمواجهة أزمة الغذاء، يخطط الرئيس حسن روحاني لإصدار قسائم غذائية لأول مرة منذ 31 عاما، أي منذ انتهاء حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق، رغم تحذير خبراء الاقتصاد من التكلفة الهائلة لتلك القسائم التي ستثقل كاهل الاقتصاد.
وتنفق الحكومة بالفعل 63 مليار دولار سنويا على دعم الغاز والكهرباء والسلع الأساسية، وإصدار القسائم الغذائية سيفاقم هذا الإنفاق.
- إخفاء التقارير الاقتصادية عن البرلمان
ولا يجرؤ روحاني على تقديم التقرير السنوي للاقتصاد للبرلمان، وتلكأ أكثر من مرة، لأن النواب المتشددين يحمّلونه مسؤولية البؤس والعوز، وفق الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن المتشددين يحاولون إحكام قبضتهم على السلطة وتحدي الغرب على حساب الشعب الإيراني الذي يعاني وضعا اقتصاديا بائسا.
هاندلاس بلات ذكرت أيضا: "نجحت سياسة الضغوط المتصاعدة التي اتبعتها واشنطن في إلحاق الضرر بإيران"، مضيفة: "العقوبات حققت أهدافها، وعانى الاقتصاد الإيراني من خسائر فادحة".
وأدت العقوبات إلى تراجع صادرات النفط من 2 أو 3 ملايين برميل يوميا إلى 300 ألف فقط.
وفي أغسطس 2018، أعادت واشنطن فرض عقوبات اقتصادية مؤلمة على إيران والدول والكيانات المتعاملة معها.
aXA6IDMuMTQ0LjEwNi4yMDcg جزيرة ام اند امز