مع انتصاف "عام التسامح".. الإمارات تقدّم 5 رسائل ملهمة للعالم
الإمارات لفتت أنظار العالم إليها عبر تركيز رسالتها الدبلوماسية ومواقفها الدولية على تعزيز التسامح رغم التوترات شديدة التأثير بالمنطقة.
كرَّست المبادرات والفعاليات التي شهدتها دولة الإمارات خلال الـ6 أشهر الماضية مكانتها كمرجعيّة عالميّة وعاصمة للتسامح.
ولفتت الإمارات أنظار العالم إليها عبر تركيز رسالتها الدبلوماسيّة ومواقفها الدوليّة على تعزيز التسامح رغم التوترات شديدة التأثير التي تشهدها المنطقة، وترجمت جهودها بالعديد من الأحداث والخطوات التي وصفِت بـ"التاريخية".
وهذه أبرز المشاهد التي أفرزها "عام التسامح" بعد مرور 6 أشهر على بدايته:
التسامح في وجه الإرهاب
أولى نتائج جهود الإمارات تمثلت في تقديم مفهوم التسامح كأبرز وأنجع حل في مواجهة المخاطر الأمنيّة التي عصفت بالعالم خلال العقدين الأخيرين.
ومثّل اللقاء الذي جمع قداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وممثلي 12 مذهباً دينياً، و700 شخصيّة من القيادات الفكريّة وممثلي الأديان من مختلف أنحاء العالم، حجر الأساس في مشروع الإمارات العالمي الإنساني الساعي إلى ردم هوة الصدام التي أسهمت في ولادة أغلب البؤر المشتعلة حول العالم.
وحاربت "وثيقة الأخوة الإنسانيّة" الصادرة عن اللقاء أيديولوجيات الكراهية والاحتقان المذهبي حول العالم عبر إعلاء قيم الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس.
وأكدت الوثيقة أنَّ التسامح هو السبيل الأوحد للتصدي للتطرف الفكري وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف.
وسارع مجلس حكماء المسلمين في اتخاذ خطوات عملية لنشر بنود وثيقة الأخوة الإنسانيّة تضمنت عقد لقاءات وندوات وتنظيم ورش عمل مع المؤسسات والقيادات الدينيّة في العالم لتعميم بنود الوثيقة على أوسع نطاق.
تعزيز الحرية الدينية
حرصت الإمارات على تعزيز الحرية الدينية وحماية التنوع الثقافي وتأمين حياة البشر في سلام، وتعزيز دور الديانات في تحقيق الرخاء.
وجاء إعلان دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي بدء وضع الأطر القانونية المنظمة لترخيص وتأسيس وتنظيم دور العبادة؛ تأكيداً على مضي الإمارات قدماً في تعزيز منظومة تشريعية وقانونية تحفظ الحريات الدينية، دون المساس بأصالة العادات والتقاليد الإماراتية المنبثقة عن إطار تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
وتعد جهود الإمارات في هذا الصدد نموذجاً ينسجم مع طبيعة المجتمع الإماراتي المتقبل لفكرة الحريات الدينية وحرية ممارسة الشعائر، وهو ما يعكس اندماج مواطني أكثر من 200 جنسية في الإمارات.
وسيبقى مشهد القداس التاريخي الذي أقيم في العاصمة الإماراتية كأول قداس تاريخي يقام في منطقة الشرق الأوسط عالقاً في الأذهان لفترة طويلة بالنظر إلى دلالاته الرمزية والإنسانية.
التسامح.. مبادرات وخطط
عملت الإمارات على نقل المفاهيم المرتبطة بالتسامح من إطارها الفكري إلى مبادرات وخطط تنفيذية ضمن تأطير مؤسساتي يسير وفق آليات واستراتيجيات واضحة المعالم.
وانعكس ذلك على الجهود والمواقف الدبلوماسية للإمارات، والتأكيد على تضمين مبادرات التسامح مبادرات تستهدف نظم التعليم، والأنشطة الرياضية، والمبادرات الإنسانية والخيرية.
مجتمع متسامح
جسّدت المبادرات الإنسانية والخيرية التي أعلن عنها خلال الأشهر الـ6 الماضية رسالة ملهمة هدفت إلى تأصيل العمل الخيري وتعميم المشاركة فيه على مختلف أطياف المجتمع.
وقدّمت مبادرات "سقيا الأمل" و"حملة الإمارات إلى أطفال ونساء الروهينجا" والعديد من المبادرات الإنسانية التي لاقت تفاعلاً مجتمعياً وإعلامياً صورة عكست تجذر القيم المرتبطة بالتسامح والعمل الخيري في ثقافة الإمارات وقيم أبنائها والمقيمين فيها.
دعم أصحاب الهمم
قدّمت الإمارات عبر دعمها الكبير لأصحاب الهمم، رسالة ملهمة للعالم، وتربع المشهد الإنساني المتمثل في استضافة الإمارات لـ7500 رياضي عالمي قدموا من أكثر من 190 دولة للمشاركة في الأولمبياد الخاص على صدارة الأحداث ذات التأثير الإنساني في العالم.
وعبّر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن ذلك قائلا: "نجاح استضافة دولة الإمارات للأولمبياد الخاص للألعاب العالمية يأتي تتويجاً لاهتمامها والجهود التي تبذلها لتمكين أصحاب الهمم والعمل على إدماجهم في المجتمع، وتفعيل دورهم في مختلف مجالات العمل الوطني".