جبهة إعلامية جنوبية.. صوت يمني واحد ضد التطرف والكراهية
تستعد العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، الثلاثاء المقبل، لاستضافة أكبر حدث إعلامي من شأنه تشكيل جبهة إعلامية وصحفية جنوبية موحدة ضد التطرف والكراهية.
وينطلق "المؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين"، الذي يستمر لمدة يومين، بحضور وزراء في الحكومة المعترف بها دولياً وقيادات سياسية وإعلامية بارزة، فضلاً عن مئات الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء.
ويتطلع الجنوبيون اليمنيون إلى بناء خطاب سياسي وإعلامي يرفض الكراهية والمناطقية والطائفية والتطرف، ويسهم في التنمية والديمقراطية وتكوين استراتيجية جديدة للعمل المهني والإبداعي مع المؤسسات والجهات العاملة في الجنوب.
ويتطلع الإعلام الجنوبي إلى تشكيل جبهة تتولى مسؤولية حماية حقوق الصحفيين الجنوبيين من خلال وضع قانون الصحافة، الذي يضمن حماية حقوق الصحفيين، وهم من الفئات الأكثر عرضة للأذى والإرهاب.
ترتيب البيت الصحفي
ويهدف المؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، الذي يرعاه نائب رئيس المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي، إلى لملمة شتات الإعلام الجنوبي وتوطيد خطابه بما يخدم تطلعات الشعب الجنوبي، وذلك خلال الفترة من 17 إلى 18 يناير/كانون الثاني 2023.
ويقول نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح إن المؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين يعد "خطوة مهمة لترتيب البيت الصحفي والإعلامي الجنوبي، وتفعيل النشاط النقابي الكفيل بالدفاع عن مصالح وحقوق منتسبي الصحافة والإعلام".
وأعرب صالح، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، عن أمله في أن تسهم المرحلة ما بعد المؤتمر في "تحريك المياه الراكدة وتفعيل وإعادة تشغيل المؤسسات الإعلامية الجنوبية، لتستعيد دورها وفعلها في صنع التغيير المنشود".
وحثّ صالح "الزملاء المنضوين في هذا الكيان على إبداء الحرص الكفيل بإظهار تميّزهم ووحدتهم وتماسكهم، للدفاع عن حقوقهم أولاً، ثم الإسهام بدور مؤثّر في إنعاش وتنظيم الخطاب الإعلامي الجنوبي".
ونبّه إلى أهمية إيجاد "خطاب واع ومسؤول يتجاوز أخطاء واختلالات الماضي، التي أساءت للمشهد الإعلامي برمته، وجعلت الصحافة والإعلام مهنة مَن لا مهنة له، وقدمت خطاباً غير منضبط وغير واع ومدمِّر للنسيج المجتمعي".
وقال إن "الصحافة مسؤولية أخلاقية ومرتبطة بضمير الصحفي، وما نحتاجه اليوم فقط هو الالتزام والاتفاق على معايير وميثاق شرف يضمن القدر الواسع من حرية التعبير ويحميها، وفي الوقت نفسه يردع الخطاب المنفلت والمدمِّر الذي يمارس عدوانه على قيم ومصالح المجتمع تحت مسمى الحرية الصحفية، وهذه مسؤولية الكيان القادم ونأمل ونثق بأنه سيكون عند مستواها".
خارطة طريق
في السياق، يقول الإعلامي الجنوبي عادل الحمران -الذي يشارك في مؤتمر الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين- إن التجهيزات التشاورية استهدفت "إيجاد كيان جامع وشامل لجميع الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين ولم شملهم وتوحيد كلمتهم وإيجاد إعلام بناء وهادف يسهم في ترتيب وضع الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية".
وأعرب، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، عن أمنياته أن "يتوصل المؤتمر إلى رؤية شاملة وخارطة طريق للإعلام الجنوبي الجديد يشارك في رسمه جميع الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين".
وتكمن أهمية المؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين أنه يأتي في ظل الأوضاع الاستثنائية والصعبة التي تشهدها البلاد والتي تتطلب وجود كيان إعلامي ينظم شؤون الصحفيين والإعلاميين، ويدافع عن حقوقهم، وفقا لحمران.