"القتل البطيء".. جرائم حوثية لتصفية المختطفين
من فرحة إلى مأتم تبدلت أحوال عائلة الأكاديمي اليمني عدنان الشرجبي، إثر إعلان وفاته المفاجئة، بعد أيام من خروجه من سجون الحوثي بصنعاء.
واعتقلت مليشيا الحوثي السياسي اليمني وأستاذ علم النفس في جامعة صنعاء، عدنان عبدالقادر الشرجبي، في 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث تعرض للإخفاء القسري لنحو شهر قبل أن يطلق سراحه، ويتوفى، أمس الأحد، بعد نحو أسبوعين من الإفراج عنه.
وليست هذه أول حالة وفاة غامضة لمواطن يمني بعد أيام من إطلاق المليشيات الحوثية الانقلابية سراحه وهو في حالة سيئة، بل فقد عشرات المعتقلين أرواحهم وسط عائلاتهم بعد وقت قصير على خروجهم من سجون الانقلابيين وهم بأجساد هزيلة ورثة، فيما يعاني البعض من أمراض قاتلة.
وأثارت حالة الوفاة الغامضة للشرجبي سخطا واسعا في الشارع اليمني، وفتح شكوك حول ما يتعرض له الأكاديمي اليمني والعشرات أمثاله داخل المعتقلات السرية لمليشيات الحوثي.
واتهم البعض مليشيا الحوثي صراحة بممارسة تعذيب يفضي إلى الموت عند التحقيق مع المعتقلين، فيما قال آخرون إنها إثر تفاقم الحالات الصحية للمختطفين وتفشي الأمراض داخل سجون الانقلابيين غير القانونية.
وكشفت مصادر حقوقية ومعتقلون سابقون لـ"العين الإخبارية"، عن أن مليشيا الحوثي طوّرت أدوات غامضة بمساعدة خبراء إيرانيين لاستجواب المختطفين، وهي مواد مجهولة تؤدي للقتل البطيء.
وأكدت المصادر، أن مليشيات الحوثي حقنت معتقلين بمواد مجهولة عند جلسات التحقيق، فيما قال مختطفين سابقون إن المليشيات قامت بإعطائهم جرعات دواء مجهولة، خُلطت مع مياه الشرب ودخلوا على إثرها في حالة من الإغماء.
ووفقا للمصادر فإن الجرعات الزائدة أو التي تقدم لمن يعانون من أمراض مزمنة من هذه المواد تضاعف حالتهم الصحية بشكل خطير ويؤدي تفاقم صحتهم التدريجي إلى الموت.
وحسب أمهات المختطفين، وهي منظمة غير حكومية معنية بالدفاع عن المعتقلين، فإن 71 مختطفا لقوا حتفهم في سجون الحوثيين العام الماضي، فيما توفي العشرات بعد إطلاق سراحهم وهم في حالة سيئة مثل الأكاديمي الشرجبي والصحفي أنور الركن.
كما قتل المختطفين، محمد العزي في ذمار، ونصيب صيفان بصنعاء والشاب عبدالله عباد بصنعاء والمختطف خالد الحيث متأثرين بعد إطلاق سراحهم بمضاعفات لم تشخص طبيا بشكل دقيق، حسب شهادات وثقتها تقارير حقوقية لأقاربهم .
خبرات جديدة للقتل البطيء
ولا تستخدم مليشيا الحوثي، التعذيب كوسيلة لاستجواب المعتقلين فحسب ، بل درجت على تطوير أساليبها المتمثلة في القتل البطيء للمعتقلين بعد إطلاق سراحهم.
وحسب الباحث اليمني، خالد عبدالهادي، فإنه في السابق، كان يتوفى معتقلو الرأي والسياسة بعد أيام قليلة أو ساعات تلي خروجهم من معتقلات مليشيا الحوثي، أما الآن فيقضون بضعة أسابيع من إخلاء سبيلهم.
وأشار الباحث اليمني في تدوينة على "تويتر" إلى أن مليشيا الحوثي الإجرامية اكتسبت مؤخرا خبرات القتل البطيء، وذلك في تعليقه على مقتل الأكاديمي عدنان الشرجبي بعد أيام من إطلاق سراحه.
ويشير الموت البطئ للمختطفين بعد خروجهم من السجن إلى إرهاب ممنهج يطال المعتقلين في ظل صمت حقوقي وتجاهل أممي لجرائم حرب حوثية ضد الإنسانية.
واعتبرت المحامية اليمنية، عضو نقابة المحامين اليمنيين، هند الحفاظي، أن ما يعيشه المعتقلين تعد جرائم حرب ضد الانسانية، غير أن ممارسة مليشيا الحوثي لتلك السلوكيات الخارجة عن القانون لأنها لا تؤمن بأي قانون لا خاص ولا عام ولامحلي أو دولي فهي متمردة على العالم بكل نظمه ومنظماته ومنظوماته القانونية.
وقالت في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن المواد التي يحقن بها المعتقلون في سجون المليشيا معني بها الجهات المختصة الطبية، والتي لاتقوم بعملها وفق مايمليه عليها الضمير المهني في كشف النتائج للرأي العام وذلك إثر خوفها من مصير مماثل لأن حالات الوفاة الغامضة دائما ترتكب في مناطق سيطرة المليشيات.
وشددت المحامية اليمنية على أهمية نقاش المحامين والحقوقيين اليمنيين عن كيفية وأسباب وفاة المعتقلين، بل ونقاش لماذا تم اعتقالهم لأنه الباب الحقيقي للدخول إلى ساحة النضال من أجل الإنسان اليمني والإنسانية التي يغتالها الحوثيين بشكل يومي.