ظلم الحوثي يكوي اليمنيين.. معاق يحرق جسده لنصرة نجله
ما بين نيران تلتهم الجسد وأخرى تخترقه، يعيش اليمنيون تحت وطأة جماعة الحوثي الانقلابية التي لا تتوانى عن ممارسة كافة أنواع القمع، التي تدفعهم لمحاولة إزهاق أرواحهم بأنفهسم، هربا من ظلم لا ينتهي.
المعاق اليمني أحمد يحيى البعداني أضحى ضحية جديدة لقمع الحوثي، بعدما لم يجد وسيلة للاحتجاج على سجن نجله ظلما غير إضرام النار في جسده النحيل أمام محكمة إب وسط البلاد.
"ابني مظلوم".. هكذا صرخ الرجل المسن والنيران تشتعل في ثيابه الرثة أمام سجن حوثي في المحافظة، ليطلع الجميع على معاناته.
وتداول نشطاء يمنيون فيديو مصورا مؤلما لمسن يعاني الإعاقة أحرق نفسه أمام مبنى محكمة شرق إب، والتي تتخذه مليشيا الحوثي سجنا، وذلك عقب أيام من توسله للانقلابيين بإطلاق سراح نجله الذي احتجز ظلما.
ووثق نشطاء يمنيون الحادثة، وفي مقطع مصور يظهر الرجل وهو يصرخ على بعد بضعة أمتار من عكازه "ابني مظلوم، ابني محبوس، ابني باعوه"، بينما كانت لا تزال ملابسه التي يرتديها وأخرى على مقربة منه تشتعل فيها ألسنة اللهب.
وفيما كان المسلحون الحوثيون ينتشرون حوله وآخرون يتدافعون لإخماد النيران في جسده، توسل المعاق وهو يصرخ: "ابني مظلوم، ابني محبوس باطل".
وقال مصدر محلي في محافظة إب لـ"العين الإخبارية"، إن المعاق كان قد تردد أياما أمام المبنى الذي تم اعتقال نجله "مراد" داخله دون أي مسوغ قانوني، عقب خلافه مع أحد النافذين التجار الموالين لجماعة الحوثي الإرهابية.
المصدر ذاته ذكر أن والد مراد كان يعاني من عدة أمراض، وكان نجله هذا هو من يشرف على علاجه، ولم يجد من حيلة أو من ينتصر له أمام إجرام قادة الإرهاب الحوثي قبل أن يلجأ لصب البنزين على جسده ويشعل النيران في نفسه.
وأوضح أن مواطنين كانوا على مقربة من المكان وتمكنوا من إخماد النيران قبل أن يتم نقله لأحد المستشفيات وهو يعاني من حروق من الدرجة الأولى وأخرى في رأسه متوسطة، بعد أن التهمت النار أجزاء متفرقة من جسمه.
وتشهد إب ارتفاعا مخيفا في منسوب الجريمة الحوثية، إثر أنشطة عصابات القتل التابعة لقادة المليشيا الانقلابية، إذ سجلت منظمات حقوقية في النصف الأخير من العام الماضي أكثر من 2000 انتهاك حوثي، بما فيه استغلال المتمردين للقضاء لشرعنة اعتقال الأبرياء ظلما.
ولا تزال مشهد مقتل امرأة أمام أطفالها في مديرية العدين في إب، على يد قيادي أمني حوثي ومرافقيه اقتحموا منزلها، أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، عالقة في أذهان الكثير من اليمنيين بعد أن أحدثت صدمة عنيفة للرأي العام.
ووجدت مليشيا الحوثي ضالتها في إب المعروفة بـ"اللواء الأخضر" لليمن، أو اللؤلؤة الخضراء إثر وداعة مواطنيها وجنوحهم إلى السلم، ما شجع الانقلابيين على إهدار دماء البسطاء وتحويلها مسرحا للجرائم المنظمة.