التحالف العربي.. إعادة أمل لليمن وحزم في وجه الحوثي والإرهابيين
خلال 3 سنوات تمكنت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن من وضع حد للعبث بأمن المنطقة في تعبير عن إرادة عربية موحدة عنوانها "الحزم".
نجح التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن في وأد طموحات الهيمنة الإيرانية على اليمن الرامية إلى اختطافه والعبث بمقدراته ومستقبل شعبه وتحويله إلى شوكة في الخاصرة الخليجية والعربية.
ففي الـ25 من مارس/آذار 2015 واستجابة لطلب الحكومة الشرعية في اليمن، استطاع التحالف العربي - بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة- وضع حد لهذه الطموحات وبتر ذراع الحوثي الإيرانية في تعبير واضح عن إرادة عربية سياسية وعسكرية موحدة عنوانها "الحزم".
وبموازاة دحر المليشيات الإيرانية، تمكن التحالف العربي من القضاء على البنية التحتية لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي كان يتخذ من اليمن منطلقا لاستقطاب عناصر متطرفة ونقطة انطلاق لهجمات إرهابية من شأنها تهديد أمن المنطقة والعالم.
وفي السياق ذاته، عمل التحالف العربي على تأمين سلامة حركة الملاحة في باب المندب أحد أهم المضائق في العالم.
وقدَّم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن دروسا عسكرية في فنون القتال والإعمار في آن واحد، فبينما كانت عمليات التحرير تجري وفق المخطط لها وتؤتي أكلها في دحر الحوثيين والقاعدة.. كانت أيادي الخير ممتدة بـ"الأمل" والعطاء.. الأمر الذي كان له أثره الإيجابي على استعادة الحكومة الشرعية لقدراتها وإنهاء مأساة الشعب اليمني الذي عانى من عمليات التخريب الممنهجة لمليشيا الحوثي.
تغيير موازين القوى
البداية كانت برسالة وجهها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للممكلة العربية السعودية وقادة الخليج العربي طالبا فيها التدخل لحماية اليمن، حيث جاء الرد سريعا في أواخر مارس/آذار 2015 بإطلاق عملية "عاصفة الحزم".
ومنذ ذلك الحين.. لعبت دول التحالف دورا بارزا في إنقاذ اليمن من مليشيا الحوثي أحد "وكلاء" إيران في المنطقة، حيث كانت مواقع الانقلابيين أهدافا لغارات جوية مكثفة أدت لتغيير موازين القوى وتحييد قدراتها الجوية وترسانتها من الصواريخ، فيما تمكن التحالف من السيطرة على كامل المياه والأجواء اليمنية ونفذ آلاف الضربات الجوية التي استهدفت معسكرات ومواقع الحوثيين.
وحطم التحالف العربي أحلام إيران في عزل اليمن عن محيطه العربي وتحويله إلى شوكة في الخاصرة الخليجية والعربية، لينجح في بتر ذراعها الحوثية التي لم تعد لها أمل في البقاء والسيطرة بعد أن فقدت معظم قوتها ومقاتليها وأهم المناطق والموانئ الاستراتيجية.
ويحسب للتحالف العربي أنه أسقط - وبالضربة القاضية - المشروع الإيراني في السيطرة على باب المندب، وبالتالي تهديد حركة الملاحة، حيث لم تدم طويلا التصريحات الاستفزازية التي أدلى بها علي شامخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في عام 2015، وتأكيده أن بلاده باتت على ضفاف البحر المتوسط وباب المندب.
قطع طرق الإمداد
وعلى الرغم من استمرار محاولات إيران لدعم المليشيا الإرهابية عبر تهريب الأسلحة، فإن التحالف نجح في السيطرة على غالبية الموانئ اليمنية التي شكّلت لفترة طويلة طرق إمداد لإيصال أسلحتها وصواريخها إلى وكيلها في المنطقة.
وتؤكد الوقائع على الأرض، أن عمليات التحالف العربي أجهضت حلم إيران في تحويل المليشيا الحوثية إلى ذراع مستقل على غرار حزب الله اللبناني واستخدامه كرأس حربة في مشاريعها التوسعية وتهديد أمن دول المنطقة خاصة المملكة العربية السعودية.
وركز التحالف العربي، في بداية انطلاقته، على تحييد قدرات الحوثيين الجوية وتدمير ترسانة صواريخهم الباليستية وأسلحتهم الثقيلة، ما أسهم في إنهاء التهديد الكبير الذي شكله امتلاك جماعة متطرفة خارجة عن السيطرة والقانون لكل هذا الكم من العتاد العسكري.
استعادة الشرعية
وشرع التحالف بعد ذلك في تحرير المناطق والمحافظات اليمنية واحدة تلو الأخرى بعد أن سطرت قواته مع الجيش والمقاومة الشعبية اليمنية ملاحم بطولية أثمرت عن تحرير أكثر من 85% من الأراضي اليمنية، فيما تقف اليوم على بعد بضعة كيلومترات من محافظتي صعدة والعاصمة صنعاء، بل واستطاعت أن تحرر العديد من المرتفعات والجبال المحيطة بها.
وأسهمت الجهود المختلفة في إعادة الشرعية وتمكين الحكومة اليمنية من أداء مهامها والسيطرة على مؤسسات الدولة، وأسهم بشكل واضح في بناء قدراتها عبر دعم سخي كفل للحكومة الشرعية استعادة أدوراها في إدارة الدولة اليمنية.
دحر القاعدة
وبدد التحالف المخاوف العالمية من استنساخ تجارب جماعات إرهابية متطرفة داخل اليمن على غرار القاعدة وداعش في العراق وسوريا وليبيا عبر تشكيل ما يطلق عليه مجازا "دويلات" و"ولايات إسلامية" بعد أن شكلت لسنوات طويلة بؤرة لاستقطاب العناصر الإرهابية ونقطة انطلاق للعديد من الهجمات التي استهدفت أمن المنطقة وسلامة حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب.
كما يحسب للتحالف العربي في اليمن قدرته على مواجهة الجماعات التكفيرية المرتبطة بـ "القاعدة" بعد أن نفذ سلسلة من العمليات لضرب معاقل الإرهاب في مناطق عدة بالبلاد.
ففي أبريل/نيسان 2016، شنت قوات النخبة الحضرمية -بدعم من القوات الإماراتية المشاركة ضمن التحالف العربي- عملية عسكرية خاطفة حررت خلالها مدينة وميناء المكلا ومديريات ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة.
وفي أغسطس/آب من العام نفسه.. استعادت قوات الحزام الأمني والقوات الإماراتية المشاركة في التحالف العربي السيطرة على المقرات الحكومية وطردت مسلحي القاعدة من مدينة الحوطة وبقية مناطق محافظة لحج ونشرت قوات أمنية لتأمينها.
كما نفذت قوات الحزام الأمني في محافظة أبين -بدعم وإسناد من القوات الإماراتية- عمليات عسكرية وطردت عناصر القاعدة الذين كانوا يسيطرون على مدينتي زنجبار وجعار لتشمل العملية جميع مديريات محافظة أبين كمدينتي لودر ومودية وصولا إلى المحفد المعقل الأول للقاعدة في اليمن.
أما في محافظة شبوة.. فقد دربت القوات الإماراتية قوات النخبة الشبوانية التي أوكلت لها مهمة تطهير المحافظة من تنظيم القاعدة وتأمين مدنها.
وبدأت قوات النخبة الشبوانية في أغسطس 2017 عملية طردت خلالها مسلحي القاعدة من مدن شبوة وانتشرت في الطرقات لتأمين المنشآت النفطية والاقتصادية ولا تزال القوات -بإسناد من القوات الإماراتية- تواصل الانتشار وتقتحم معاقل تنظيم القاعدة في شبوة لتأمينها ومواجهة التنظيمات المتطرفة.
واستكملت قوات النخبة الحضرمية مؤخرا عملية "الفيصل" العسكرية لتحرير وادي المسيني أهم معاقل تنظيم القاعدة في حضرموت، بدعم وإسناد من القوات الإماراتية.
وتعد عملية "السيف الحاسم" ضد تنظيم القاعدة في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة أحدث هذه العمليات والتي أدت إلى طرد التنظيم وتكبيده خسائر فادحة.
التزام إنساني
ولعبت الإمارات دورا إنسانيا بارزا إلى جانب الدور العسكري ما شكل امتدادا لدورها والتزامها تجاه شعب اليمن.
فمنذ "عاصفة الحزم".. كثفت الإمارات من دعمها لليمن على المستويات كافة، خاصة الإنسانية؛ لمساعدة شعبه على تجاوز التحديات.
وكشفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي عن أن حجم مساعدات دولة الإمارات العربية المتحدة لليمن خلال الفترة من أبريل/نيسان 2015 حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بلغ نحو 9 مليارات و400 مليون درهم ما يعادل مليارين و560 مليون دولار أمريكي.
وتنطلق الإمارات في دعمها لليمن من عدة مبادئ في مقدمتها مواقفها الثابتة في نصرة الحق والدفاع عنه، الأمر الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد "طيب الله ثراه" ويواصل النهج نفسه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث لا تدخر الإمارات جهدا في حماية المدنيين أو تكثيف المساعدات الإغاثية والطبية.
ودعمت الإمارات المسار السياسي لحل الأزمة وفقا لمرجعيات أساسية سواء قرار مجلس الأمن رقم /2216/ أو المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
ومنذ بدء الأحداث، كانت الإمارات من أوائل الدول التي استجابت للنداء الإنساني للشعب اليمني ليتجاوز محنته اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وانعكس ذلك على حجم المساعدات المباشرة.
وأسهمت الإمارات في تعزيز قدرات الحكومة اليمنية في إعادة بناء مؤسسات التعليم والصحة والإسكان وإعادة بناء المنشآت الرسمية، إضافة إلى دعمها البارز في تعزيز قدرات الجيش اليمني.