اليمن.. ديسمبر أسود على الحوثي بانتصارات الشرعية
قوات الشرعية التي تسيطر على ما يزيد على 85% من الأراضي اليمنية، تواصل تقدمها في عدة جبهات، وتستمر في تحرير المحافظات والمدن والمديريات.
حققت قوات الجيش اليمني المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تقدما عسكريا ملحوظا في الطريق نحو تطهير كامل التراب اليمني والقضاء على المليشيات الإجرامية المدعومة من إيران.
قوات الشرعية التي باتت تسيطر على ما يزيد عن 85% من الأراضي اليمنية، تواصل تقدمها في عدة جبهات، وتستمر في تحرير المحافظات والمدن والمديريات، وتعيد الحياة الآمنة إليها وتقدم الدعم الطبي والإغاثات.
إصرار على التطهير
ومع تقدم سير عمليات الشرعية في محاور مختلفة واستعادة العديد من المواقع والمعسكرات الاستراتيجية، يضيق الخناق على المليشيات الحوثية التي تفر هربا من قوات الجيش اليمني المدعومة جوا من طيران التحالف، وتلتحم على الأرض مع رجال القبائل والمقاومة الشعبية التي تصرّ على تطهير البلاد من هذه المليشيات.
وتمكنت الشرعية في أقل من شهر عبر عدة عمليات عسكرية من تحرير مديرية "الخوخة" الاستراتيجية التي تتوسط الساحل اليمني الغربي على البحر الأحمر وتتحكم في طرق المواصلات، وكذا تحرير "شبوة" النفطية ثالث أكبر محافظات البلاد من حيث المساحة جنوب شرق البلاد.
تحرير مديرية "الخوخة" التي تحتوي على معسكر "أبو موسى الأشعري" الاستراتيجي، والمسؤولة عن أمن أكبر جزر اليمن "حنيش الكبرى"، يأتي ضمن عملية تحرير كامل الساحل الغربي وتطهير محافظة الحديدة جنوب غرب العاصمة صنعاء، وهو ما سهل بالفعل من تحرير مديرية "حيس" المجاورة.
أما "شبوة" التي تعد أحد طرق المليشيا لتهريب الأسلحة والذخائر، فتحررت بالكامل بعد السيطرة على مديريتي "بيحان" و"عسيلان" بالمحافظة الاستراتيجية التي تؤمّن حقول وأنابيب النفط والغاز، وتفتح الباب أمام الجيش للالتحام بالمقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء المحاذية لمحافظة شبوة.
أحدث الانتصارات
وفي ضربة موجعة لمليشيا الحوثي، استعادت قوات الشرعية في اليمن السيطرة على آخر معاقل المليشيا الإيرانية في مديرية "خب الشعف" بمحافظة "الجوف" شمال البلاد، ومنطقة ومعسكر "الأجاشر" الاستراتيجي.
فبعد ساعات من فرض حصار خانق عليها من كل الاتجاهات، دخلت قوات الشرعية منطقة "الأجاشر" الجبلية الاستراتيجية، أهم مديريات محافظة الجوف المحاذية للسعودية، وسط فرار عناصر المليشيات من مواقعهم باتجاه منطقة "اليتمة".
وتكمن أهمية "الأجاشر" عسكريا في طبيعة التضاريس القاسية التي تشكل عائقا وحصونا طبيعية على شكل تباب هي الأكثر ارتفاعا شرق الخط الدولي الرابط بين محافظتي "الجوف" و"صعدة"، والذي تم تأمينه بالكامل بالسيطرة على تباب "الأجاشر".
وأصرّت قوات الجيش اليمني على تحرير "الأجاشر" لقطع خطوط إمداد المليشيات من "صعدة" إلى "الجوف" والتقدم إلى عمق المديريات الشرقية لمحافظة صعدة معقل الانقلابيين.
وبعد تحرير معسكر "الأجاشر" الذي يطل على أرض مفتوحة كبيرة، عثرت قوات الجيش اليمني على كهوف كانت تستخدمها مليشيا الحوثي كمخازن للسلاح، ونقطة انطلاق لدعم المناطق المجاورة.
جبهة مشتعلة
وتواصل قوات الشرعية تقدمها في جبهة "نهم" المشتعلة وسط إصرار على تحرير هذه المديرية التي تعد البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء من جهة "مأرب"، والتي تتميز بوعورة تضاريسها ومساحتها الكبيرة مقارنة بباقي مديريات صنعاء.
عشرات القتلى ومئات الجرحى في صفوف المليشيات سقطوا خلال المعارك في جبهة "نهم" التي تشهد تقدم قوات الشرعية والسيطرة على نقاط مهمة، ولا سيما في جبهتي "الميسرة" و"الميمنة".
وتكتسب مديرية "نهم" أهميتها الاستراتيجية كون لديها سلاسل جبلية وعرة تطل مباشرة على قلب العاصمة، كما أنها المدخل الشمالي لصنعاء على الحدود مع محافظة "الجوف" الشمالية الحدودية مع السعودية.
صنعاء تنتفض
وفي جبهة صنعاء، واصلت قوات الجيش اليمني تقدُّمها في عملية عسكرية مفتوحة حملت شعار "صنعاء العروبة تنتفض" والتي بدأت هذا الشهر بمساندة قوات التحالف الجوي والمقاومة الشعبية اليمنية التي أظهرت بسالة وشجاعة وأرعبت مليشيا الحوثي الإجرامية.
وفي عمق العاصمة، لا يزال قناص صنعاء المجهول يحصد المزيد من أرواح المليشيات وينشر الرعب في قلوبهم، وينشر جثثهم في شوارع العاصمة.
ويردد البعض في صنعاء أن القناص يمتلك أسلحة متطورة، تتيح له القنص من مسافات بعيدة، ويُعتقد على نطاق واسع أن القناص عسكري مخضرم، يصوب بدقة ويختبئ بمهارة من المليشيات الحوثية التي أعياها البحث عنه، لدرجة أنهم طرحوا مكافأة تبلغ 10 آلاف دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات عنه.
القناص الذي استهدف العشرات، نجح في قتل نحو 10 قيادات حوثية منذ مطلع هذا الشهر، بينهم يحيى حسين الحوثي، ومحمد دغسان، ومحمد السياغي المكنى بـ"أبو إبراهيم"، وأخيرا وليس آخرا القيادي الحوثي حسين الطاووس والملقب بـ"أبو يحيى"، الذي عثرت المليشيا منذ ساعات على جثته مقتولا في شارع الستين بالعاصمة صنعاء.
تضييق الخناق على "صعدة"
وتكثف قوات الجيش الوطني اليمني بإسناد مباشر من قوات التحالف العربي، تحركاتها العسكرية في محيط محافظة صعدة، من عدة محاور، بهدف عزلها عن العاصمة صنعاء من ناحية، وعن بقية المديريات والمحافظات التي تسيطر عليها المليشيا من ناحية أخرى.
وتسعى قوات الشرعية بدعم من المقاومة الشعبية من أبناء القبائل إلى تطويق وحصار صعدة، من خلال تطهير باقي مديريات محافظة الجوف، ونقل المعركة إلى محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء.
وإلى جانب معسكر "الأجاشر" حرّرت قوات الجيش منطقتي "المقردعة" و"الفراصي"، شمال منطقة اليتمة بمديرية "خب الشعف" الحدودية شمال محافظة "الجوف".
وبدأت قوات الشرعية اليمنية هذا الشهر بدعم من التحالف العربي، عملية عسكرية تحت اسم "قطع رأس الأفعى"، تهدف إلى ملاحقة رأس التمرد عبد الملك الحوثي، "المُرتعد" في كهوف جبال "مروان" بمحافظة صعدة.
تصفية القيادات
وخلال الفترة الأخيرة تلقت المليشيات الحوثية في اليمن ضربات موجعة بمقتل العديد من القيادات الميدانية، كان آخرهم الرجل الثاني في التنظيم الحوثي الإرهابي يوسف المداني، أخطر قيادات الحوثي والمطلوب الثامن بقائمة الأربعين لدى تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وتحتفظ حاليا المقاومة الشعبية في منطقة الخوخة بجثة يوسف المداني المكنى بـ"أبوجبريل" الذي عُيِّن قائدًا للمنطقة العسكرية الخامسة وقُتل في كمين للمقاومة الشعبية في جبهة الساحل الغربي جنوب محافظة الحديدة.
وقبل أيام، قُتل القيادي الميداني البارز في المليشيات محمد أحمد حاسر طاهر عضو الملتقى الإسلامي التابع للحوثيين، خلال مواجهات مع قوات الجيش الوطني في جبهة ميدي بمحافظة حجة شمال غرب اليمن.
وقتلت قوات الشرعية أيضا المدعو عبدالله يحيى علي مهدي، مسؤول شؤون أفراد المليشيات بجبهة ميدي، في ضرب مدفعي للجيش الوطني استهدفته ومجموعة من مقاتلي المليشيا الحوثية أثناء تحضيرهم لاجتماع جنوب مديرية ميدي.
وقالت مصادر ميدانية إن القيادي الحوثي "محب" مسؤول تجنيد الأطفال، قُتل بغارة للتحالف في محافظة "الحديدة"، كما لقي نائب مدير أمن الجراحي مصرعه هذا الشهر أيضا مع عدد من مرافقيه أثناء محاولته التسلل إلى مديرية "حيس".
ولقي القيادي الحوثي المدعو عبدالناصر مجاهد، ومعه 25 من مليشيات الحوثي، مصرعهم في مواجهات مع قوات الجيش الوطني في جبهة الأجاشر بمحافظة الجوف.
وأسفرت الاشتباكات بين الجيش الوطني والمليشيات عن مقتل القيادي الحوثي عامر علي درهم، في منطقة المتون جراء إطلاق متبادل للنيران بين الطرفين.
وفي جبهة "الكدحة" غربي محافظة تعز قُتل القيادي الحوثي الذي يكنى (أبو حمزة)، إثر معارك اندلعت بين قوات الجيش ومسلحي الحوثي.
وفي العاصمة صنعاء لا يزال الغموض يكتنف العثور على المزيد من الجثث، وكان بينها القيادي الحوثي علي الكحلاني المكنى بـ(أبو ماجد)، الذي تم العثور عليه جثة هامدة في إحدى بنايات العاصمة صنعاء.