فوضى تُسمم تعز.. إخوان اليمن يغذون الجريمة المنظمة
حلقة جديدة في فصل الفوضى التي تغرق مدينة تعز اليمنية يقف خلف هندستها حزب الإصلاح الإخواني ضمن مساعيه في حماية وتغذية الجريمة المنظمة للتربح من ورائها.
فمن اقتحام المقار الحكومية إلى نهب أدوية مهربة قبل إتلافها، توسعت الفوضى في شوارع وأزقة مدينة تعز المحاصرة حوثيا منذ سنوات إثر تفشي الجريمة المنظمة بدعم من قادة عسكريين منتمين لحزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان، بحسب مصادر تحدثت لـ"العين الإخبارية".
وتجلت "الفوضى" الإخوانية باقتحام فرع مقر الهيئة العليا للأدوية في مدينة تعز ونهب أدوية مهربة كانت تستعد الهيئة الحكومية المعنية في إتلافها إثر إدخالها بطرق غير شرعية ولأنها تشكل "سما قاتلا" على المواطنين.
سم قاتل
وأبلغت مصادر طبية "العين الإخبارية" باقتحام مسلحين ينتمون لحزب الإصلاح مقر الهيئة العليا للأدوية في مدينة تعز، بعد تطويقه وإغلاق الشوارع المؤدية إليه يوم أمس الأحد.
واتهمت المصادر مسلحين ينتمون للواء 170 دفاع جوي، ويتبعون العضو البارز في حزب الإصلاح الإخواني عمار الصراري باقتحام المؤسسة الحكومية ومصادر كمية من الأدوية السامة والمهربة في محاولة لمنع إتلافها.
ولم تقدم المصادر أي معلومات عن الأصناف المهربة المصادرة من قبل الإخوان، أو معلومات عن أنواعها، لكن الهيئة اليمنية العامة للأدوية، حذرت من وصولها للسوق لخطرها على حياة الناس ووصفتها بـ"السم القاتل".
وقالت الهيئة العامة للأدوية في بيان إن "الاقتحام كان لحظة استعدادها لإتلاف كمية كبيرة من الأدوية المهربة يوم الأحد"، مضيفة أن العقاقير كانت قد ضبطت في حاجز أمني بمديرية المسراخ في ريف تعز الجنوبي، حيث منفذ العبور الوعر الذي يربط المدينة بمناطق خاضعة لمليشيات الحوثي.
وأوضحت أن ذلك "يعوق عملها ويتنافى مع وجود الدولة، وأن المسلحين اعتدوا على الموظفين وأشهروا الأسلحة في وجوههم، وصادروا الأدوية المهربة التي كانت في مقر الهيئة من أجل القيام بعملية الإتلاف القانوني لها".
وبينما تعهد البيان بمنع وصول هذه الأدوية إلى الأسواق، دعا للوقوف إلى مواجهة الأدوية المهربة وإعادة الهيبة للدولة ومؤسساتها.
وكانت مقاطع مصورة نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت مسلحين يرتدون زياً عسكرياً وهم يقومون بجمع الأدوية، ويعبثون بممتلكات الهيئة الحكومية بينما كانت ملاسنات تدور بين أحد المسلحين وموظفات في المقر الحكومي، لحظة تصديهن لمحاولات النهب.
عصابات إجرامية وحوادث متكررة
ويسيطر حزب الإصلاح على كامل مفاصل المؤسسات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية في مدينة تعز اليمنية، حيث تكررت حوادث اقتحام المؤسسات الحكومية مؤخرا بشكل بات يستدعي تدخلا للمجلس الرئاسي والحكومة اليمنية، على ما يطالب نشطاء.
ووفقا لمراقبين يمنيين فإن الفوضى الإخوانية باتت سياسة راسخة لدى القيادات العسكرية والأمنية المنتمية لحزب الإصلاح والذين يجنون مئات الملايين من الريالات من جبايات ونهب إيرادات المؤسسات الحكومية ومقابل تأمين الجرائم المنظمة، ومنها أعمال التهريب للأدوية والأسلحة.
واعتبر المحلل السياسي اليمني عمار القدسي اقتحام مسلحي حزب الإصلاح للهئية العليا للأدوية في تعز، ونهب دواء مهرب أنه "حلقة جديدة في مسلسل الفوضى الرسمية التي تُدار من قبل الإخوان المختطفين للقرار الأمني والعسكري في هذه المدينة".
وقال في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن "ما يحصل في تعز ليس حوادث فردية وإنما عمل منظم يُدار من قبل الإخوان عبر قادتهم فكل الجرائم التي تشهدها تعز يقوم بها عناصر بسلاح الدولة التي من المفترض أن تحمي المواطن".
وأكد أن "الفوضى التي صنعتها جماعة الإخوان تأتي عقب نجاح التنظيم في العبث بمؤسسات الدولة وزرعه عناصره في مفاصلها وضم عناصر معروفة بسلوكها الإجرامي في صفوف الجيش للاستعانة بها في إدارة عصابات إجرامية متخصصة في نهب ممتلكات الدولة والمواطنين".
من جهته، قال الناشط السياسي اليمني رامي غالب في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "الإخوان لا يغذون الجريمة المنظمة فحسب، بل يديرونها بشكل كامل في تعز".
وأضاف أن "الجريمة المنظمة هي الأداة التي يستخدمها الإخوان في فرض شريعة الغاب في هذه المحافظة التي يتخذون منها معقل لهم ومنطلق لتصدير أنشطتهم، وبالتالي أصبحت الجريمة المنظمة سلوكا طاغيا في تعز".
وأكد أن "ثمة حالات ابتزاز واختطاف نفذتها جماعات إخوانية ضد مدنيين ورجال أعمال، أو أنها تعمد ترك المهمة فيها بتوجيه إخواني لعصابات مسلحة محمية أمنيا ومسؤولة على تنفيذ عمليات تصفية جسدية ضد خصوم الجماعة السياسيين".
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEwNCA= جزيرة ام اند امز