الكوليرا في اليمن .. الوباء يتمدد وينشر الرعب
في غضون أيام قليلة حصد وباء الكوليرا أرواح أكثر من مائة يمني، ليزيد معاناة اليمنيين الذين مزقتهم الحرب.
في غضون أيام قليلة حصد وباء الكوليرا أرواح أكثر من مائة يمني، ليزيد معاناة اليمنيين الذين مزقتهم الحرب، فمازال المرض الضارب في عدد من المحافظات اليمنية يهدد بوقوع المزيد من الضحايا.
وارتفعت حصيلة الضحايا لأكثر من 50 حالة وفاة خلال يومين فقط عن الأرقام المدونة خلال أسبوعين من تفشي المرض لتصبح الحصيلة النهائية 155 حالة وفاة.
وسجلت صباح أمس، منظمة الصليب الأحمر الدولي، مقتل 155 شخصا وإصابة 8500 آخرين، نقلا عن أرقام رسمية جمعتها وزارة الصحة اليمنية.
واجتاحت الموجة الثانية من المرض عددا من محافظات البلد منذ أواخر إبريل الماضي، في حين أعلنت سلطات الانقلاب الحوثي، العاصمة صنعاء منطقة منكوبة صحيا وبيئا جراء انتشار المرض.
والكوليرا من الأمراض المعوية المعدية التي تُسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا، وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى كوليرا آخرين، وهي عدوى حادة تسبب الإسهال وقادرة على أن تودي بحياة المُصاب بها في غضون ساعات إن تُرِكت من دون علاج.
وتشير تقديرات الباحثين إلى وقوع عدد يتراوح بين 1.3 و4.0 مليون حالة إصابة بالكوليرا سنوياً، وتتسبب الكوليرا في وفيات يتراوح عددها بين 000 21 و000 143 وفاة بأنحاء العالم.
ويتركز المرض في المحافظات الخاضعة للحوثيين، حيث بدأ تفشي المرض من العاصمة صنعاء التي شهدت تكدسا غير مسبوقا للقمامة والنفايات لمدة 10 أيام، جراء عدم تسليم الحوثيين لرواتب عمال النظافة.
وتسبب المرض في تعرية حكومة الانقلاب الحوثي، التي عجزت عن تأمين السكان في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم ولجأت إلى المنظمات الدولية.
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة الانقلاب الحوثي، مساء الأحد، حالة الطوارئ الصحية في العاصمة صنعاء كونها أصبحت منكوبة صحيا وبيئيا وإنتشار الكوليرا الذي أصبح يحصد أرواح المواطنين.
وذكرت الوزارة، أن هذا الإعلان "جاء نظرا لما تعرضت له أمانة العاصمة من جائحة صحية واسعة وشديدة بانتشار وباء الكوليرا في كل مديرياتها".
وأكد البيان أن أعداد الإصابات تتجاوز المعدلات الطبيعية وتفوق قدرة النظام الصحي فيها والذي أصبح عاجزا عن احتواء هذه الكارثة الصحية غير المسبوقة والذي تجاوز عدد الإصابات ألفين و567 حالة خلال الأسبوعين الماضيين.. مشيرا إلى أن الوزارة حذرت مطلع مايو من كارثة صحية نتيجة هذا الوباء.
ووجهت الصحة نداء استغاثة عاجلا إلى كل المنظمات الدولية والمحلية وكل الجهات المعنية لتدارك الوضع المتفاقم والذي بات يهدد بكارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة.
ويبدو أن المرض في طريقه للتحول إلى وباء، فالأحياء السكنية التي تتكدس فيها القمامة ومياة الصرف الصحي، لم تكن هي المهددة بالمرض، حيث انضمت السجون إلى قائمة المناطق المتضررة.
ووفقا لمصدر طبي، فقد تم تسجيل 15 حالة إصابة في السجن المركزي بمنطقة"هبره".
وقال المصدر لـ"بوابة العين الإخبارية"، إن 2500 سجين باتوا مهددين بالإصابة بالكوليرا، مع تردي الخدمات الصحية وغرف الصرف الصحي داخل الإصلاحية التي يعتقل فيها الحوثيون مئات المدنيين والناشطين.
وأكد أطباء أن الأرقام المسجلة خلال الأسبوعين الماضيين، تكشف أن المرض في طريقه للتحول إلى وباء.
وقالت الدكتورة "ميرفت عبدالعزيز"، والتي تعمل في أحد مستشفيات صنعاء الحكومية لبوابة "العين" الإخبارية: "في ظل تدني الموارد في هكذا مجتمع يجب أن ندق قاموس الخطر مليون مرة".
ووفقا للطبيبة اليمنية، فإن الوقاية والتثقيف الصحي هما الركيزة الثانية بعد تقديم العلاج المناسب لمرضى الكوليرا أو مرضى الإسهالات الحادة المشتبه فيها.
وذكرت، أن 80% من الحالات يتم التعامل معها بشكل جيد عند المراجعة ومن الممكن علاجها بسوائل ومحاليل فمويه لتصحيح حالة الجفاف التي قد تنتج مبكرا بسبب فقد كثير من السوائل عبر الإسهال والقئ، فيما قالت "10 إلى 20% من الحالات الشديدة يمكن معالجتها أيضا عبر محاليل وريدية وبعض الأدوية إذا استدعت حالة المريض.".
وقالت الطبيبة اليمنية "من الممكن أن يفقد المريض مايقارب لتر واحد في الساعة، ما يجعلنا نؤكد بأن مريض الإسهال المائي الحاد الذي يعاني من الكوليرا قد يتوفى خلال ساعات إذا لم يتم تقديم الرعاية الصحية المناسبة له في أسرع وقت".
aXA6IDEzLjU5LjEyOS4xNDEg جزيرة ام اند امز