وزراء صالح مع "إيقاف التنفيذ".. حكومة الانقلاب تأكل بعضها
بينما يسعى الانقلابيون في اليمن للظهور في مشهد المتحالفين، كشفت الحكومة المزعومة التي تم تشكيلها، عن هشاشة تحالفهم.
بينما يسعى الانقلابيون في اليمن للظهور في مشهد المتحالفين في مواجهة القوات الحكومية والتحالف العربي، كشفت الحكومة المزعومة التي تم تشكيلها في مايو/ آيار الماضي، عن هشاشة تحالفهم القائم على المصالح الشخصية الضيقة.
وتحولت حكومة الانقلابيين المزعومة، إلى حلبة صراع بين الحوثيين وحزب صالح، وظهر الوزراء المحسوبون على صالح في موقف المستضعف، حيث نفذ مسؤولون حوثيون، سلسلة من الاعتداءات ضدهم، وصل بعضها إلى درجة طردهم من مكاتبهم أو منعهم من دخولها، فبدوا كوزراء مع إيقاف التنفيذ.
وقالت مصادر مطلعة لـ"بوابة العين"، إن وزير التعليم العالي في حكومة الانقلاب والمحسوب على حزب صالح، حسين حازب، معتكف في منزله منذ أسابيع، بسبب الاعتداء الذي تعرض له من قبل نائبه الحوثي، عبدالله الشامي، وأبلغ رئيس الحكومة المزعومة إنه لن يعود للعمل.
ولم يكن وزير الأوقاف في تلك الحكومة، والمحسوب على حزب صالح "شرف القليصي"، أفضل حظاً، حيث تعرض هو الآخر للاعتداء والتهجم من قبل نائبه المحسوب على الحوثيين "فؤاد محمد حسين ناجي"، كما قام أيضاً بعرقلة قرارات الوزير وعدم السماح بتطبيقها داخل الوزارة.
معارك بين الحوثيين وأنصار صالح في صنعاء
تحالف الحوثيين وإيران يتصدع.. وروسيا ترفض صفقة "الحوثي"
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فالاعتداءات الحوثية طالت أيضاً وزير الصحة في حكومة الانقلاب والمحسوب على صالح، محمد سالم بن حفيظ، حيث قامت مليشيا الانقلابيين باقتحام مكتبه، اليومين الماضيين، وطردته، كما قامت بنهب مخزان هيئة الأدوية، وفقاً لمصادر"بوابة العين".
وبعد أسابيع من محاولة إعلام الحوثيين التكتم على تلك الصراعات التي باتت متداولة لدى الشارع اليمني، كانت المفاجأة، اليوم الأربعاء، أن طفت على السطح بشكل علني، عندما أقرت حكومة الانقلابيين غير المعترف بها دولياً، بوجود انقلاب داخلي فيها، وصراعات بين جناحي الحوثيين وصالح.
وفي خبر أوردته وكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، قالت إن مجلس الوزراء التابع لهم، ناقش الأربعاء، في اجتماع برئاسة عبدالعزيز بن حبتور، الاعتداءات غير القانونية التي قام بها البعض ضد مسؤولي وزارات التعليم العالي والبحث العلمي والصحة العامة والسكان والأوقاف والإرشاد.
ولم يجرؤ رئيس المجلس المحسوب على صالح، الإشارة بصراحة إلى الحوثيين، لكنه أدان ما وصفه بـ"السلوك غير السوي من خلال اللجوء إلى العنف"، وأكد أنه "سيقف بحزم ضد هذه التجاوزات"، وفقاً لذات الوكالة.
وفي موقف يكشف ضعف موقفهم مقابل سطوة الحوثيين، اكتفى رئيس مجلس وزراء الانقلاب المحسوب على صالح بـ"الإعراب عن تضامنه مع الوزراء الذين تعرضوا لهذه التصرفات"، وكلف وزارة الداخلية بتقديم تقرير حول هذا الأمر إلى الاجتماع القادم.
وعقب اجتياحهم صنعاء في 21 سبتمبر 2014، عيّن الحوثيون مشرفين على جميع الوزارات كانوا يديرونها، وعقب تشكيل حكومتهم مؤخراً بالمناصفة مع حزب صالح، كان أولئك المشرفون يرفضون التنازل عن مواقعهم وخصوصاً للوزراء المحسوبين على "صالح"، ويواصلون ممارسة مهامهم باعتبارهم أصحاب الكلمة العليا.
ولم تتوقف سلسلة الصراع بالاعتداء على الثلاثة الوزراء المحسوبين على صالح، فالقيادي البارز في حزب صالح والمعين وزيراً للتخطيط، ياسر العواضي، كان ضحية أخرى لسطوة الحوثيين، والذين أجبروه على عدم ممارسة مهامه منذ تشكيل الحكومة، ومغادرته إلى مسقط رأسه في البيضاء، ليعتكف فيها منذ أشهر.
وقال أحد موظفي الوزارة لـ"بوابة العين"، إن العواضي شعر بأنه سيكون رقماً محروقاً ففضل الاعتكاف وعدم القدوم، وأن القيادات الحوثية التي تمارس مهامه حالياً، توعدت بضربه بالأحذية إذا هو فكّر بالقدوم إلى بوابة الوزارة".