عائلات قتلى الحوثي تكتوي بناره.. مداهمات واعتقالات وطرد
لم تسلم العائلات "غير السلالية" التي قدمت أبناءها قرابين في سبيل مشروع الحوثي من بطش المليشيات وتعرضت للتنكيل، والطرد، والاعتقالات.
وتمارس مليشيات الحوثي تمييزا عرقيا "سلاليا" ومناطقيا في مناطق سيطرتها شمال اليمن، حيث تحرص على العناية بالأسر السلالية من قياداتها فيما تتعمد تهميش العائلات غير السلالية المنحدرة من القبائل اليمنية، معتبرة أنهم مواطنون من الدرجة الثانية أو "زنابيل" بحسب لهجتهم الدارجة، بل وامتهان عائلاتهم بعد مقتلهم حد طردهم واعتقالهم.
- قادة الموت تتساقط.. الحوثي تعترف بمقتل 22 ضابطا بينهم لواء
- نائب يمني يكشف لـ"العين الإخبارية" طرق إخضاع الحوثي للقبائل
وكانت مليشيات الحوثي خصصت الامتيازات الكبرى من المناصب والعقارات والرواتب التقاعدية لعائلاتها السلالية فيما تعمد إلى ترضية العائلات التي فقدت أفراداً منها في المعارك بإعانات دورية وسلال غذائية لكنها في الآونة الأخيرة سعت للبطش بهم وحرمانهم من أدنى حقوقها.
أحدث الانتهاكات
في 15 يونيو/حزيران الجاري، تفاجأت عائلة القيادي الحوثي شفيع ناشر العبسي الذي عمل وكيلا في وزارة الخارجية الحوثية قبل مقتله في عام 2020 بقوة أمنية حوثية تقتحم المنزل بصنعاء وتقوم بتحطيم سور المنزل وتروع الأم وأطفالها.
مصادر أمنية في صنعاء قالت لـ"العين الإخبارية"، إن "مليشيات الحوثي دفعت بقوة تتألف من 10 دوريات أمنية بينهم 10 عناصر زينبيات بقيادة القيادي الحوثي (أبو سيف)، مدير ما يسمى بشرطة الحصبة ونائبه وتقوم بمداهمة منزل العبسي الواقع في المدينة الليبية في العاصمة صنعاء".
وبحسب المصادر فإن عملية الاقتحام تمت بإشراف قائد المنطقة الأمنية الحوثية "هاشم الزين" ومدير قسم الحصبة ونائبه، بالإضافة إلى عاقل الحارة محمد سيلان ونجله "منيف" وشخص آخر يدعى "زيد المرتضى"، بزعم أن لديهم أوامر عليا من "مهدي المشاط"، رئيس المجلس السياسي للمليشيات بطرد الأسرة وأطفالها إلى الشارع.
وذكرت المصادر أن مليشيات الحوثي لم تكتف بترويع الأسرة (أم و3 أطفال) والسطو على المنزل وطردهم إلى الشارع، ولكنها حطمت سور المنزل والأبواب قبل أن تقتحم غرفة نوم زوجة العبسي وتطردها مع أطفالها تحت تهديد السلاح.
وذكرت المصادر أنه عندما حاولت الطفلة نورا العبسي (15 عاما) تصوير عملية الاقتحام المسلح تم الاعتداء عليها وأخذ هاتفها، كما عمدت مليشيات الحوثي لاعتقال شقيق زوجة القيادي الحوثي العبسي ورفضت إطلاق سراحه إلا بعد إجبارها على توقيع وثائق تتنازل بموجبه عن المنزل.
وأوضحت المصادر أن مليشيات الحوثي كانت تعهدت عبر ما يسمى المحكمة بتوفير منزل بديل للأسرة للعيش قبل أن تتخلى عن تعهداتها وتتناسى دور القيادي العبسي الذي قتل من أجل مشروع المليشيات الحوثية.
وتسبب طرد الأسرة بضجة كبيرة في أوساط مليشيات الحوثي حيث اعتبرها البعض منهم مقدمة لاقتحامات ومداهمات لأتباع المليشيات الذين لا ينحدرون من الأسر السلالية، مشيرين إلى "التميز المناطقي" و"العنصري" للحوثيين.
سجل الجرائم
وليست قضية طرد أسرة القيادي الحوثي العبسي هي الأولى ولن تكون الأخيرة حيث سبقها اقتحام مليشيات الحوثي منزل أحد أتباعها في محافظة الجوف (شمال شرق) وترويع النساء والأطفال وأخذ 3 رهائن لإجباره على تسليم نفسه.
وتعود القصة إلى 13 يونيو/حزيران الجاري عندما باغتت حملة حوثية تتألف من 12 آلية ودورية بقيادة مشرف مديرية "خراب المراشي" أبو أمين مسيح ونائبه أبو يحيى العكام قرى المديرية الواقعة على حدود محافظتي صعدة وعمران.
وقالت مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية"، إن "مليشيات الحوثي عمدت لحصار عدد من المنازل والعائلات التي قدمت عددا من أفرداها في المعارك مع المليشيات منها منزل عنصرين قتلا مع الحوثيين قبل أن تنقلب عليهما المليشيات وتنكل بأسرهما مستغلة مقتلهما".
وأوضحت المصادر أن المليشيات حاولت اقتحام أحد المنازل قبل أن تلجأ لأخذ 3 رهائن من آل "جريش" في المديرية الواقعة على حدود عمران وصعدة، مؤكدة أن جميع الرهائن كانوا من صغار السن، تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً.
وفي محافظة عمران (تبعد عن شمال صنعاء بمسافة حوالي 50 كليومتر) اقتحمت مليشيات الحوثي منزل أحد الموالين لها في بلدة "شوابة" في مديرية "ذيبين" الواقعة شرقي المحافظة ما أدى إلى ترويع النساء والأطفال.
وبحسب مصدر خاص لـ"العين الإخبارية"، فإن عناصر مليشيات الحوثي بقيادة أبو حسين الشرفي قاموا في 14 يونيو/حزيران الجاري بالتهجم على منازل في "شوابة" وإطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق النساء اللاتي تجمعن لمنع المليشيات من اقتحام المنازل بحثا عمن سموهم بـ"المطلوبين أمنيا"، وذلك رغم انخراط بعضهم بصفوفها.
وكان نشطاء موالون للمليشيات وثقوا التصرفات الحوثية "الهمجية" بحق "أسر القتلى"، مشيرين إلى التميز العنصري الذي تمارسه مليشيات الحوثي والتي انقلبت على العائلات غير السلالية وعدم احترامها حتى للأسر الذي فقدت أفرادا في سبيل مشروعها التدميري.
ودفع المقاطع المصورة الذي هزت الرأي العام مليشيات الحوثي للخروج لتبرير جرائمها بزعم أن اقتحام المنازل في عمران جرى لإيقاف اشتباك بين "السبيعات" و"بيت العاصي" في بلدة شوابة، فيما تكتمت عن بقية القضايا والتي تكشف بطش المليشيات بعائلات أتباعها بشكل عنصري.
وترجع أسباب اقتحام المنازل وطرد بعض العائلات من مساكنها رغم أنها قدمت فلذات أكبادها مع مليشيات الحوثي إلى سعي المليشيات لاستغلال لعائلات القتلى، عبر إجبار أرامل القتلى على الزواج من قادة وعناصر حوثيين، أو يتعدى الأمر إلى تزويج بناتهم القاصرات، للقادة وأبنائهم، فيما تتعرض الأسر الرافضة للاقتحامات والطرد والتنكيل.
وذكرت مصادر إعلامية أن القيادي الحوثي "طه جران" الذي يدير ما يسمى ببرنامج الحماية والتحصين في مؤسسة "الشهداء" بالتعاون مع مؤسسة "يتيم" الحوثية هو من يتولى مسؤولية أعمال تزويج أرامل القتلى وبناتهن للقيادات الحوثية وذلك في أبشع صورة من صور استغلال عائلات القتلى.